«العاثر» هي البداية.. وأطمح لإنتاج مسلسل بالطريقة نفسها

قدم المخرج الإماراتي أحمد الكتبي تجربة إماراتية جديدة في اقتحام المستقبل، الذي تقترحه التقنيات الجديدة، لا سيما الذكاء الاصطناعي، على الفنون، وجاءت النتيجة لتتيح لنا أول فيلم إماراتي مصنوع بالكامل من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي، بعنوان «العاثر»، وهذه التجربة لا تعد فقط مؤشراً على روح الابتكار في المشهد الإبداعي، ولكنها كذلك مؤشر على التوجهات الجديدة، التي تذهب باتجاه أحدث الابتكارات والأدوات التقنية.

«البيان» التقت أحمد الكتبي للحديث عن تجربته هذه، التي أكد أنها مصنوعة بالكامل بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي، وقال: «الفيلم مصنوع بالكامل، من الألف إلى الياء، بالذكاء الاصطناعي، وهو يستند إلى الأدب الشعبي، الذي نعرفه تحت عنوان «الخراريف»، واخترت «خروفة» متداولة لكني قدمتها برؤية جديدة».

وحول النوع الفني للفيلم أكد الكتبي أن الفيلم يقع في مجال أدب الغموض، أما حول أسباب لجوئه إلى الذكاء الاصطناعي، فأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يتيح للمبدع أن يتجاوز الصعوبات المتعلقة بالطريقة التي تدار بها العملية الإنتاجية، كما أنه يتيح التغلب على صعوبات التمويل، وما يلحق بها من معاناة، كما أنه يسمح للمبدع أن يقدم فكرته ورؤيته دون تدخلات مضرة بها.

ولفت الكتبي إلى أن الذكاء الاصطناعي يتيح أيضاً الفرصة لعروض الـ«ون مان شو»، حيث يستطيع صاحب الفكرة تقديمها كما يريدها، وكما صممها في الأساس، ودون تنازلات فنية، ودون إملاءات من شركاء المهنة، أو تأثير من أفكارهم وقدراتهم.

كما أوضح الكتبي أن الشخصيات في الفيلم تم توليدها عبر الذكاء الاصطناعي، ودون الحاجة إلى ممثلين، بل إن الأصوات التي استخدمها لتنطق بها الشخصيات تم توليدها باستخدام بصمات صوتية له، تم على أساسها إنتاج أصوات خاصة بكل شخصية، وهما شخصيتان، وكذلك المؤثرات الصوتية.

وحول الصعوبات التي واجهها في إنجاز هذا الفيلم، الذي يمتد على مدار أربع دقائق ونصف، قال: «الصعوبة الرئيسية أن أدوات الذكاء الاصطناعي لا تعطي النتيجة المطلوبة بخطوة واحدة، وعلى سبيل المثال يتطلب الأمر تحويل المشاهد المكتوبة إلى صورة، ثم من بعد تحويل الصورة إلى مشهد متحرك، وهذه الأخيرة ربما تحتاج أداة ذكاء اصطناعي مختلفة، وفي كل مرحلة من هذه المراحل لا يتم الحصول على النتيجة المطلوبة، ما يتطلب تعديل الأوامر والمدخلات للتخلص من الأخطاء والعيوب ثم الوصول إلى النتيجة المطلوبة، كما أن الأمر يقتضي العمل على أكثر من أداة ذكاء اصطناعي، وهذا يعني التعامل مع أكثر من موقع، ومكابدة الاختلافات بينها».

تحريك وتوجيه

وعن إمكانية «توجيه» الشخصيات المولدة بالذكاء الاصطناعي، بالطريقة نفسها التي يتيحها العمل مع الممثل، يؤكد أحمد الكتبي أن هذا ممكن، لا سيما أن الأمر يقوم على خلق صورة مرجعية لكل شخصية، وعلى أساسها يمكن تحريكها وتحريك انفعالاتها، ولهم الأمر بطريقة مبسطة يمكن تذكر الطريقة التي يتم بها عمل الرسوم المتحركة. وحول إن كان سيستمر في هذا التوجه، أكد الكتبي أن لديه النية الكاملة في مواصلة العمل مع الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أنه يقدم على نحو دوري «اسكتشات» قصيرة، ولكن تجربة الفيلم كانت مختلفة من حيث هي تجربة متكاملة مدتها أربع دقائق ونصف، وقال: «نعم لدي طموح أن أنجز مسلسلاً متكاملاً بهذه الطريقة، ولا أهدف لعرضه على المحطات التلفزيونية، بل على منصات كبيرة».