شباب المسرح الإماراتي.. طاقة متجددة ورؤية تصنع المستقبل

في ظل ما يشهده المسرح الإماراتي من حراك متنامٍ وتوجهات جديدة، برز جيل الشباب قوة فاعلة، تضيف نكهة مختلفة إلى خشبة المسرح، حيث يدمجون بين روح الأصالة التي أسسها الرواد، وبين طموحاتهم المعاصرة، ورؤيتهم المستقبلية. ومع انفتاحهم على التقنيات الحديثة وأساليب الإخراج والتمثيل المتنوعة، استطاعوا أن يمنحوا هذا الفن حياة متجددة، تعبّر عن قضايا المجتمع وتطلعاته، وتفتح آفاقاً أوسع للحوار مع الجمهور. «البيان» قامت باستطلاع آراء عدد من الفنانين الشباب، الذين يشكلون اليوم ملامح مرحلة جديدة في المسرح الإماراتي، ليكشفوا عن إضافاتهم الخاصة ورؤيتهم لما يحمله المستقبل من فرص وتحديات.

رؤية معاصرة

الممثلة وجود وحيد أشارت إلى أن جيلها يقدم زوايا جديدة للسرد المسرحي، من خلال طرح قضايا تعبر عن واقع الشباب وطموحاتهم، وإعادة صياغة النصوص القديمة برؤية معاصرة، تمنح المسرح روحاً متجددة، وأكدت أن المستقبل يبدو مشرقاً مع تزايد الدعم المؤسسي، وأن جمهور الإمارات متعطش للأعمال الهادفة، التي تعكس همومه، وتفتح مساحة للحوار.

أما الممثل عبدالعزيز حبيب فرأى أن شباب اليوم يضخون للمسرح لغة جديدة في التعبير، وجرأة في تناول القضايا، مع وعي بالهوية المحلية، وانفتاح على القضايا الإنسانية العالمية. وأوضح أن الإضاءة والموسيقى والوسائط المتعددة أصبحت أدوات أساسية تمنح الأعمال المسرحية حيوية متجددة، مشدداً على أن الصدق في الأداء هو الركيزة الأهم. وبالنسبة للمستقبل أكد أن المسرح الإماراتي قادر على أن يكون فضاء مفتوحاً للحوار وصناعة هوية ثقافية تصل إلى العالم.

مؤثرات بصرية

من جانبها قالت الممثلة ميرة القصاب، إن حضور الشباب في المسرح الإماراتي يشكل إضافة جميلة، لأنه يعكس قضايا وقصصاً جديدة من المجتمع، ويخلق محاور للنقاش بأساليب مبتكرة، تجمع بين المؤثرات البصرية واللمسات الإخراجية الحديثة والهوية الإماراتية، واعتبرت أن تطوير أدوات الممثل عبر الدورات والورشات وصقل المواهب الجديدة هو الطريق لترسيخ استمرارية هذا الحراك.

الممثلة هدى محمد الكندي وصفت جيلها بأنه يقدم طاقة متجددة، تجمع بين الأصالة التي تركها الرواد وبين تطلعات الشباب في زمن الانفتاح والسرعة، وأكدت أن المسرح بالنسبة لها مساحة للتعبير الحر والرسائل المؤثرة، وأن التفاؤل يظل حاضراً مع ازدياد الدعم المؤسسي وحماس المواهب الجديدة، وترى أن المستقبل سيشهد أعمالاً أكثر جرأة وعمقاً، قادرة على منافسة المسرح العربي والعالمي مع الحفاظ على الهوية الإماراتية.

الهوية المحلية

في السياق ذاته، أوضح الممثل والمخرج محمد إسماعيل أن تجربة جيله تسعى إلى دمج القضايا القريبة من المجتمع مع توظيف التقنيات الحديثة في الإخراج والسينوغرافيا، لتقديم أعمال عصرية تعبّر عن الهوية المحلية، وأكد أن استمرار الشغف والتجريب بأساليب مبتكرة سيجعل مستقبل المسرح الإماراتي أكثر إشراقاً، مشيراً إلى أن الخشبة ستبقى دائماً فضاء للتعبير الحقيقي والتأثير في الجمهور.

وبهذا يظهر جيل الشباب في المسرح الإماراتي قوة إبداعية تحمل رؤية متجددة، تجمع بين الوفاء لتراث الرواد والانفتاح على المستقبل، لتؤكد أن المسرح سيبقى منبراً نابضاً بالحياة والهوية والابتكار.