ما سر الشريط البني الذي يمتد بين أفريقيا والأمريكيتين؟

انتشر شريط هائل من الطحالب البنية على طول المحيط الأطلسي، يمكن رؤيته من الفضاء، ويزداد حجمه بشكل ملحوظ كل عام، كان يُعتبر هذا الطحلب ظاهرة طبيعية غير ضارة في السابق، لكنه أصبح اليوم يهدد السواحل، ويخنق الحياة البحرية، ويطرح مخاطر بيئية جديدة وغير متوقعة.

تُعرف الظاهرة باسم "الحزام الأطلسي العظيم للسارجاسوم"، وتمتد كتلة الطحالب البنية الطافية لأكثر من 8800 كيلومتر، مخنقة الشواطئ من غرب أفريقيا حتى الكاريبي وخليج المكسيك. كانت هذه الطحالب سابقا مقتصرة على مياه بحر السارجاسو الفقيرة بالمغذيات، لكنها الآن تنتشر في مناطق استوائية أوسع. وفق بيانات الأقمار الصناعية، بلغت الكتلة القياسية للسارجاسوم 37.5 مليون طن في مايو 2025.

يرى العلماء أن نمو الطحالب مرتبط جزئيا بحدث مناخي نادر وقع عام 2010. فقد أدى تذبذب المحيط الأطلسي الشمالي إلى تغيير التيارات البحرية، ما أتاح للطحالب الوصول إلى مياه دافئة وغنية بالمغذيات، فازدهرت بشكل غير مسبوق. هذا التحول جعل الطحالب تنتقل من موطنها التقليدي في المياه الفقيرة بالمغذيات إلى مناطق استوائية مثالية للنمو، حيث توفر درجات حرارة سطح البحر بين 26 و29 درجة مئوية وإشعاع شمسي وفير، وفقا لـ dailygalaxy.

وعلى الرغم من أن السارجاسوم يشكل في المحيط موائل مهمة لأكثر من 100 نوع بحري، بما في ذلك السلاحف الصغيرة والأسماك والسرطانات، إلا أن وصوله إلى الشواطئ يحمل آثارا ضارة. فالطحلب المتحلل يطلق غاز كبريتيد الهيدروجين السام، يخنق الشعاب المرجانية، يضر بمصائد الأسماك الساحلية، ويكلف ملايين الدولارات في عمليات التنظيف. ففي فلوريدا، أدى تدفق الطحالب في عام 1991 إلى إيقاف تشغيل نظام تبريد محطة نووية.

تتفاقم المشكلة بفعل النشاط البشري، حيث ساهمت عقود من زيادة المغذيات القادمة من الزراعة ومياه الصرف والتساقط الجوي في تحويل أجزاء واسعة من المحيط الأطلسي إلى بيئة خصبة لتكاثر الطحالب. فوفق الدراسات، زاد تركيز النيتروجين في السارجاسوم بنسبة 55% بين 1980 و2020، كما لعب نهر الأمازون دورا مهما في نقل المغذيات إلى المحيط.

في 2025، أدت الكتلة الهائلة من الطحالب إلى اضطرابات كبيرة في خليج المكسيك، وباربادوس، وجوادلوب، والسواحل الأفريقية الغربية، حيث غطت الشواطئ بأكملها، وأثرت على السياحة وأثارت مخاوف صحية بسبب انبعاث الميثان.

يشدد العلماء على الحاجة إلى مراقبة دولية، ونظم إنذار مبكر، وتنظيم صارم لتلوث المغذيات، معتبرين أن المشكلة لم تعد محلية، بل أصبحت تهدد أنماط المحيطات العالمية.

اليوم، تتحضر المجتمعات على طول الأطلسي لمواجهة موجة سنوية من الطحالب البنية، وما كان أعجوبة طبيعية أصبح اختبارا بيئيا متجددا، دون حلول سريعة وواضحة.