سباق القمر يشتعل.. مدير ناسا يتحدى الصين ويعد بالهبوط أولاً بأي ثمن

تصدى المدير المؤقت لوكالة ناسا، شون دوفي، مؤخراً للتقارير التي تشير إلى أن الصين قد تتفوق على الولايات المتحدة في سباق العودة إلى القمر، مؤكداً أن الوكالة مصممة على تحقيق الهدف بأمان وسرعة وكفاءة.

جاءت تصريحات دوفي خلال اجتماع داخلي للوكالة يوم 4 سبتمبر، بعد يوم واحد من شهادة أمام مجلس الشيوخ أشارت إلى احتمال هبوط الصين برواد فضاء عند القطب الجنوبي للقمر قبل الولايات المتحدة. وقال دوفي: "لن أسمح أن تكون هذه هي القصة التي نكتبها. سنسبق الصينيين إلى القمر، وسنفعل ذلك بأمان وبطريقة صحيحة وسريعة".

وأشار دوفي إلى أن إدارة الرئيس ترامب تدعم برنامج أرتميس، على الرغم من التحديات المالية التي تواجه الوكالة. وقد شهدت ميزانية ناسا للسنة المالية 2026 تخفيضاً تاريخياً بنسبة 24٪، مع إلغاء 47٪ من تمويل البرامج العلمية، لكن الكونغرس أعاد جزءاً من هذه التخصيصات لضمان استمرارية البرامج الأساسية، بما في ذلك أرتميس.

ويهدف برنامج أرتميس إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر، حيث تعتبر مهمة أرتميس 2 أول رحلة مأهولة لاختبار مركبة أوريون منذ آخر مهمة أبولو عام 1972. وستنقل المهمة رائدات ورواد ناسا بالإضافة إلى رائد فضاء من وكالة الفضاء الكندية في مسار تحليق حر حول القمر والعودة إلى الأرض. ويعد أرتميس 3 أول مهمة للهبوط على القمر بالقرب من القطب الجنوبي، مع إطلاق متوقع في عام 2027، رغم عدم وضوح مدى التزام الوكالة بهذا الجدول الزمني.

وعبر شهود أمام مجلس الشيوخ عن قلقهم من أن تأخيرات أرتميس وعدم اليقين المالي قد تمنح الصين الفرصة للوصول أولاً، ما قد يعيد تشكيل المعايير الدولية ويؤثر على الاقتصاد الأمريكي والابتكار والأمن القومي.

ورغم هذه المخاوف، اتخذ دوفي وكشتريا، المدير المساعد الجديد لوكالة ناسا، نبرة تفاؤلية وحثّوا الموظفين على التركيز على الإنجاز والعمل بسرعة.

وأكد كشتريا أن جميع المشاريع يجب أن تساهم مباشرة في دعم أرتميس أو استكشاف المريخ، محذراً من تضييع الوقت في الأنشطة غير الضرورية. وقال: "إذا لم يساعد ما تفعله في وصولنا إلى القمر أو أبعد، توقف عن فعله".

وفي مواجهة مخاوف حول تقليص المشاريع وتسريح الموظفين، شدد دوفي على أن التمويل المخصص للفضاء سيستمر، وأن الهدف الأساسي هو ضمان نجاح مهمة أرتميس، مع العمل على خفض تكاليف الإطلاق الباهظة، التي تصل إلى نحو 4 مليارات دولار لكل مهمة صاروخ SLS.

وختم دوفي الاجتماع بالتأكيد على أهمية الوحدة والعمل الجماعي، قائلاً: "نحن بحاجة إليكم جميعا. لن نسمح أن تُكتب تاريخية ناسا على أننا خسرنا سباق الفضاء الثاني".

يأتي هذا في وقت تتقدم فيه الصين بخطط طموحة للهبوط على القمر، مما يزيد من التنافس الدولي في استكشاف الفضاء ويعكس أهمية السباق القمري القادم للولايات المتحدة.