تستعد سماء نصف الكرة الجنوبي لمشهد فلكي نادر، إذ سيشهد مراقبو جنوب المحيط الهادئ ونيوزيلندا وأجزاء من شرق أستراليا وعدة جزر في المحيط الهادئ، بالإضافة إلى أجزاء من القارة القطبية الجنوبية، كسوفا جزئيا للشمس يوم 21 سبتمبر الحالي، حيث سيبدو القمر وكأنه يلتهم جزءا من قرص الشمس.
يحدث الكسوف الجزئي للشمس عندما يمر القمر مباشرة أمام الشمس خلال مرحلة القمر الجديد، فيغطي جزءا من قرصها دون أن يحجبه بالكامل. وبحسب موقع Time and Date، سيشهد حوالي 16.6 مليون شخص، أي ما يعادل 0.2٪ من سكان العالم، جزءا من هذا الحدث الفلكي المذهل.
موعد الحدث ومشاهدة الكسوف
سيبدأ المشهد الأولي للكسوف عندما يلتهم القمر "قضمة" من الشمس عند الساعة 1:29 ظهرا بتوقيت الساحل الشرقي الأمريكي (17.29 بتوقيت غرينتش). وسيبلغ الكسوف ذروته عند الساعة 3:41 ظهرا بتوقيت الساحل الشرقي (1941 بتوقيت غرينتش) في المناطق التي سيغطي فيها القمر أكثر من 70٪ من قرص الشمس، مثل جنوب نيوزيلندا والقارة القطبية الجنوبية.
معظم سكان العالم، وفي الأمريكتين وأوروبا وآسيا، لن يتمكنوا من مشاهدة الكسوف شخصيا، لكن يمكن متابعة الحدث مباشرة عبر الإنترنت.
يأتي هذا الكسوف الجزئي للشمس بعد خسوف كلي للقمر وقع في 7 سبتمبر 2025، ليشكل جزءا من موسم الخسوف الثاني للعام، الممتد نحو 35 يوما، والذي يشهد عادة عدة خسوفات متتابعة. وكان موسم الخسوف الأول قد حدث في مارس 2025، مقدما سلسلة من الظواهر الفلكية التي جذبت هواة الفلك حول العالم.
يتبع هذا الكسوف دورة ساروس 154، وهي نمط فلكي يمكن العلماء من التنبؤ بالكسوفات عبر دراسة تكرار محاذاة الأرض والقمر والشمس. ويعد هذا الحدث السابع ضمن 71 كسوفا في الدورة، التي تقع دائما عند العقدة الهابطة للقمر. مع كل كسوف جديد تتحرك الشمس قليلا نحو الشمال، ما يغير من رؤية الكسوف تدريجيا، وستظهر الشمس أمام كوكبة العذراء، ما يتيح فرصة لتحديد مواقع النجوم والكواكب أثناء الحدث.
السلامة أولا
يحذر خبراء الفلك من النظر مباشرة إلى الشمس بدون حماية مناسبة للعينين، إذ يمكن أن يؤدي التحديق إلى ضرر دائم وفوري للبصر. لذلك، ينصح جميع المهتمين بمشاهدة الكسوف، وكذلك أولئك الذين يرغبون في متابعة الكسوف الكلي للشمس المقرر في 12 أغسطس 2026، باستخدام نظارات الكسوف المعتمدة.
كما يمكن للمصورين استخدام دليل المعدات والتقنيات الخاصة لتصوير مراحل الكسوف بأمان، بينما يوفر دليل آخر نصائح مهمة لمراقبة الشمس بشكل صحيح، مع توضيح ما يمكن توقعه خلال هذا الحدث الفلكي المميز.
هذا الحدث الفلكي يقدّم فرصة فريدة لعشاق الفضاء والشمس لمتابعة مشهد طبيعي نادر يظهر القمر وهو يغطي جزءا من الشمس، ويعد تحضير المشاهدين بما يلزم من معدات السلامة والمعلومات الدقيقة أمرًا ضروريا لضمان تجربة ممتعة وآمنة.
