يمثل التصوير الفوتوغرافي أحد الفنون القادرة على تخليد اللحظات، ونقلها من إطار عابر، إلى قصة حيّة تنبض بالمشاعر والهوية. وفي معرض الصيد والفروسية، لفتت المصوّرة والفارسة الإماراتية عائشة القصاب، الأنظار بمشاركتها التي جمعت بين شغفها بالفروسية وحسّها الفني، لتقدّم أعمالاً تعكس روح التراث الإماراتي، وتوثّق العلاقة العميقة بين الإنسان والبيئة والخيول، وقد أجرت «البيان» مقابلة مع عائشة القصاب، للحديث عن تجربتها ومشاركتها في المعرض.
تاريخ وهوية
قالت القصاب إن هذه المشاركة تميّزت بكونها المرة الأولى التي تتناول فيها موضوع الخيل ضمن أعمالها، من خلال دمجه مع التراث والبيئة الإماراتية، وهو ما أضاف بعداً جديداً لتجربتها الفنية. وأضافت أن المشاركة في معرض دولي، تمنح كل عمل قيمة خاصة، وتتيح فرصة عرض الهوية الإماراتية بروح فنية أمام جمهور عالمي. وأشارت إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تحضر فيها شخصياً معرضاً بهذا الحجم، معتبرة ذلك تحدياً جميلاً ومسؤولية كبيرة، إذ تسعى من خلاله إلى أن تجسّد الإمارات بروحها الأصيلة وصورتها المشرقة أمام العالم.
وأوضحت أن تجربة المشاركة وسط جمهور متنوع وفنانين عالميين، منحتها طاقة إضافية، وحافزاً للاستمرار في تقديم أعمال تراثية مبتكرة ومؤثرة، لافتة إلى أن كل لحظة في المعرض، من تفاعل الجمهور إلى الملاحظات البناءة، أضافت بعداً شخصياً وعاطفياً، وجعلتها تدرك أكثر قيمة الفن في ربط الناس بتاريخهم وهويتهم.
وأشارت إلى أن اللحظة المناسبة للتصوير، هي تلك التي يشعر فيها الفنان بطاقة المشهد وروحه، عندما تتكامل الحركة والضوء والتعبير معاً. وأضافت أن التقاط مثل هذه اللحظة، يمنح الصورة حياة، ويحوّل كل إطار إلى قصة تستحق أن تُروى، بحيث يعيشها المشاهد، وكأنه جزء منها، مؤكدة أن التصوير ليس مجرد لقطة، بل تجربة تفاعلية، تنقل المشاعر والقصص بصدق، وتحمل رسالة فنية وروحية، تصل إلى كل من يتفاعل معها.
صدق وجمال
وفي سياق حديثها عن أعمالها، أوضحت أن الصورة الثانية المعروضة في المعرض، هي الأقرب إلى قلبها، حيث تعكس عمق العلاقة بين الإنسان والخيل في البيئة الإماراتية، ويجتمع فيها التراث بالأصالة، وسط رمال الصحراء الذهبية. وقالت إن المشهد يحمل مشاعر الوفاء والمودة والانتماء لهوية متجذرة في تاريخ الفروسية العربية، بينما يعكس الزي التراثي والبيئة الصحراوية روح المكان والتقاليد. وأضافت أن هذه الصورة، وما تحمله من ابتسامة البنت، وتواصلها مع الرجل والخيل، منحا المشهد بعداً إنسانياً حقيقياً، جعل كل مشاهد يتفاعل معه، ويعيشه وكأن قلبه جزء من الصورة.
وأضافت القصاب أن تفاعل الجمهور منذ بداية المعرض، كان مليئاً بالحماس والإعجاب، وهو ما منحها شعوراً ملهماً كفنانة. وأشارت إلى أن كلمات الثناء التي تلقتها، منحت أعمالها حياة إضافية، وأكدت لها أهمية توثيق التراث الإماراتي بروح فنية معاصرة، تصل إلى كل من يشاهدها.
معرض خاص
وكشفت القصاب عن طموحاتها المقبلة، مؤكدة أنها تخطط لتنظيم معرض خاص بها، يعكس رؤيتها الفنية بالكامل، مع إمكانية تجربة تقنيات جديدة، مثل الرسم على الصور، لإضفاء بعد إبداعي إضافي. وأضافت أنها تسعى أيضاً للمشاركة في معرض «إكسبوجر» الدولي، لما يمثله من منصة عالمية، تتيح لها نقل أعمالها إلى جمهور أوسع، ومشاركة الفنون الإماراتية مع العالم.

