في حدثٍ فلكي نادر، أعلنت وكالة ناسا عن احتمالية اصطدام كويكب يُدعى "2024 YR4" بسطح القمر، مما أثار قلقاً علمياً بسبب آثاره المحتملة على البعثات القمرية المستقبلية، ورغم ضعف الاحتمالات، إلا أن ندرة مثل هذا الحدث جعلته يستحق المتابعة عن كثب.
تفاصيل الكويكب الغامض
يبلغ قطر الكويكب 110 أمتار (360 قدماً)، وينتمي إلى فئة "أبولو" من الكويكبات التي تعبر مدار الأرض وتقترب أحياناً من القمر.
اكتُشف عام 2024، وأثار اهتمام العلماء بسبب سرعته العالية ومداره غير المعتاد. وفي حين أُثيرت مخاوف سابقة عن احتمالية اصطدامه بالأرض عام 2032، استبعد الباحثون هذا السيناريو، مؤكدين أن الخطر الحالي يُركّز على القمر.
احتمال التصادم.. وتوقيته غير المناسب
تشير التقديرات إلى أن فرص اصطدام الكويكب بالقمر تبلغ 1.7%، وهي نسبة ضئيلة لكنها كافية لإثارة القلق، خاصةً مع اقتراب موعد بعثات "أرتميس" التي تهدف لإعادة البشر إلى القمر.
ووفقاً لـ"ذا إيكونوميك تايمز"، فقد وصف ليندلي جونسون، خبير الدفاع الكوكبي في ناسا، الحدث بأنه "قد يحدث مرة كل ألف عام"، مؤكداً أن مثل هذه الاصطدامات نادرة لكنها قد تُخلّف اضطرابات في النشاط الزلزالي القمري وتُهدد المعدات العلمية.
هل للأرض أي خطر؟
نفت ناسا أي تهديد مباشر على الأرض، مشيرةً إلى أن المسافة بين الكويكب وكوكبنا آمنة. ومع ذلك، فإن أي اصطدام قمري قد يُنشئ فوهة كبيرة وحطاماً نيزكياً قد يؤثر على البنى التحتية الفضائية. ويُخطط العلماء لاستخدام تلسكوب "جيمس ويب" لمراقبة الكويكب قبل اختفائه مؤقتاً، مع توقعات بعودته للظهور عام 2028.
يُذكر أن هذا الحدث يُعدّ جرس إنذار للوكالات الفضائية لتكثيف مراقبة الأجرام القريبة والاستعداد لأي سيناريوهات طارئة في المستقبل.
يذكر أن الكويكب 2024 YR4 هو جرم سماوي صغير تم اكتشافه في 27 ديسمبر 2024 بواسطة نظام الإنذار الأخير للتأثيرات الكويكبية (ATLAS) في تشيلي، ينتمي إلى فئة الكويكبات القريبة من الأرض من نوع "أبولو"، ويبلغ قطره التقديري حوالي 60 مترًا، أي ما يعادل ارتفاع مبنى مكون من 15 طابقًا.
هل يشكل الكويكب خطرًا على الأرض؟
عند اكتشافه، أظهرت الحسابات الأولية احتمالًا ضئيلًا لاصطدام 2024 YR4 بالأرض في 22 ديسمبر 2032، حيث بلغت نسبة الخطر القصوى حوالي 3.1%، مما وضعه مؤقتًا في المستوى 3 على مقياس تورينو. لكن مع جمع المزيد من البيانات وتحسين الحسابات المدارية، أكدت وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية أن احتمال الاصطدام بالأرض أصبح ضئيلًا للغاية، حيث انخفض إلى 0.001%.
هل هناك خطر على القمر؟
على الرغم من استبعاد خطر الاصطدام بالأرض، لا يزال هناك احتمال صغير (حوالي 4%) لاصطدام الكويكب بالقمر في نفس التاريخ، 22 ديسمبر 2032، من المتوقع أن تقل هذه النسبة مع استمرار المراقبة وتحسين التنبؤات المدارية.
أهمية الكويكب 2024 YR4
يُعد 2024 YR4 مثالًا مهمًا على كيفية تطور تقييم المخاطر الفلكية مع توفر بيانات جديدة. ساهمت هذه الحالة في تعزيز التعاون الدولي في مجال الدفاع الكوكبي، حيث تم تنشيط فرق مراقبة الكويكبات التابعة للأمم المتحدة لمتابعة الوضع عن كثب.