منذ كانت في الخامسة من عمرها عاشت طفولة صعبة بسبب خلافات بين والديها، واضطرت في السنوات القليلة اللاحقة إلى العمل، وفي بداية مراهقتها وبعد انفصال والديها عاشت حياة التشرد والبحث عن بقايا الطعام في حاويات القمامة وسرقة المتاجر، إلى أن تم ضبطها بتهمة السرقة، لكن كل تلك الظروف القاسية لم تحبط «النشالة الحسناء»، ونجحت في تأسيس شركة خاصة ببيع الأزياء إلكترونياً، وحققت من ورائها مئات الملايين، واستحقت لقب «سندريلا الأزياء».. نتحدث عن صوفيا كريستينا أموروسو، المولودة في 20 أبريل 1984، وهي مؤسسة ومالكة شركة «ناستي غال» المتخصصة في بيع الأزياء النسائية، التي صنفتها مجلة «إنك» في عام 2012 واحدة من «أسرع الشركات نمواً».
في عام 2016 صنفتها مجلة فوربس واحدة من أغنى النساء العصاميات في العالم. في عام 2017، أسست أموروسو شركة «جيرل بوس ميديا»، وهي شركة تُقدم محتوى لجيل الألفية من النساء لمساعدتهن على التطور في حياتهن الشخصية والمهنية.
بداية القصة
نشأت صوفيا أموروسو في سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وعاشت في ضواحيها، ثم غادرت المنزل بسبب خلافات بين والديها. بعد تشخيص إصابتها بالاكتئاب و«اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط» في مراهقتها، تركت المدرسة وبدأت التعليم المنزلي لمساعدتها على التعامل مع هذه المشاكل.
كانت أول وظيفة لها في مطعم «صبواي» بمترو الأنفاق، ثم في مكتبة ومتجر أسطوانات، وبعد انفصال والديها انتقلت إلى ساكرامنتو لتعيش حياة المشردين، حيث كانت تتنقل على طول الساحل الغربي، وتبحث عن بقايا الطعام في حاويات القمامة، وفي عام 2003 أثناء إقامتها في بورتلاند، أوريغون، أُلقي القبض عليها بتهمة السرقة من المتاجر، وبعد ذلك غادرت بورتلاند إلى سان فرانسيسكو، بعد وقت قصير من اكتشافها إصابتها بفتق في فخذها. وللحصول على التأمين الصحي اللازم للجراحة، عملت في ردهة أكاديمية الفنون الجامعية، حيث كانت تتحقق من بطاقات هوية الطلاب.
حارسة أمن
عندما بلغت الثانية والعشرين من عمرها، وأثناء عملها حارسة أمن في أكاديمية الفنون بجامعة سان فرانسيسكو، أسست متجراً على eBay باسم Nasty Gal Vintage الذي استوحت اسمه من ألبوم لمغنية الفانك بيتي ديفيس. كان المتجر يبيع ملابس قديمة وسلعاً مستعملة، وكانت أول سلعة باعتها كتاباً أخذته معها في سن المراهقة.
تولت أموروسو جميع جوانب العمل بنفسها، بما في ذلك التصميم والتصوير وكتابة أوصاف المنتجات وطلبات الشحن، مستخدمةً المهارات التي اكتسبتها في دورة تصوير. من غرفة نومها بدأت تحقيق مشروعها وحلمها بالثراء، وبحلول عام 2006، نمت Nasty Gal Vintage بشكل ملحوظ.
بعد ست سنوات، حقق الموقع إيرادات سنوية بلغت نحو مليون دولار. ثم أطلقت لاحقاً موقع «ناستي جال» وهو موقع مستقل للبيع بالتجزئة عبر الإنترنت، الذي اكتسب قاعدة جماهيرية عريضة من الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي. وسرعان ما نمت إيراداتها من 223 ألف دولار عام 2008 إلى نحو 23 مليون دولار عام 2011. في ذروة نجاحها، حققت ناستي جال مبيعات سنوية بقيمة 100 مليون دولار، بجهود أكثر من 200 موظف.
وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» أموروسو بأنها «سندريلا التكنولوجيا». في عام 2013، أدرجتها مجلة «إنك» ضمن قائمتها لأفضل 30 شخصية تحت سن الثلاثين. وفي عام 2013 أيضاً، اختارتها مجلة «بيزنس إنسايدر» واحدة من أكثر الرؤساء التنفيذيين جاذبية على قيد الحياة.
كتاب حياتي
في عام 2014، نشرت «بورتفوليو» وهي دار نشر تابعة لبينغوين متخصصة في كتب الأعمال، السيرة الذاتية لصوفيا بعنوان GIRLBOSS لتحولها «نت فليكس» إلى مسلسل تلفزيوني بالعنوان نفسه، وقالت أموروسو إن معظم أحداث المسلسل مُطابقة لحياتها، غير أن المسلسل تم إيقافه بعد موسم واحد فقط، بعد أن لاقى استياءً من المشاهدين، الذين قالوا إنه «بمثابة دعوة للنرجسيين من جيل الألفية».
في مقابلة مع مجلة فوربس، اعترفت أموروسو بعدم استعدادها لمهام منصب الرئيس التنفيذي، لعدم امتلاكها «خبرة قيادية سابقة» حسب تعبير صوفيا نفسها، ونصحت الراغبين في إطلاق مشروع تجاري باكتساب الخبرة الإدارية أولاً في الشركات الراسخة. في فبراير 2017، استحوذت مجموعة «بوهو» على ناستي غال مقابل 20 مليون دولار.
