«ليس عيباً أن تكون عامل نظافة في فندق، بل العيب أن يمضي بك العمر وأنت لا تقدم شيئاً لنفسك وتترك الفرص تمر أمامك».. هكذا يؤمن رجل الأعمال الهندي ريتيش أغاروال، مؤسس شركة «أويو» للضيافة، الذي لمع اسمه في عالم المال والأعمال، وهو لم يبلغ العشرين من عمره، حتى أطلق عليه لقب «أصغر ملياردير عصامي في العالم»، وبعد أن كان يعمل في النزل والفنادق الصغيرة مقابل إقامته؛ صارت لديه شركة تنسق رحلات وأعمال الفنادق في دول كثيرة حول العالم، وتقدر ثروته بأكثر من 225 مليون دولار.
عالم البرمجة
وُلد ريتيش في يوم 16 نوفمبر عام 1993 في بيسام كوتاك، في ولاية أوديشا الهندية، وفي سن 13 عاماً بدأ بيع بطاقات شرائح للهواتف النقالة. تخرج في مدرسة سانت جونز الثانوية، وانتقل إلى دلهي في عام 2011 للدراسة في الكلية، لكنه تركها عندما تم اختياره للحصول على زمالة «بيتر ثيل» في عام 2013.
نشأ ريتيش في أسرة من الطبقة الوسطى، وكان له هدف واضح ومحدد منذ طفولته؛ حيث عشق مجال البرمجة، ودخله عندما كان عمره 8 سنوات ليس من باب الهواية أو التعلم فقط، بل قرر العمل فيه لكسب المال، وعندما كان عمره 16 عاماً اختير من بين 240 طفلاً للانضمام إلى معسكر العلوم الآسيوي، الذي أقيم بمعهد تاتا للبحوث الأساسية في مدينة مومباي.
عامل نظافة
في رحلاته من أجل التعلم، ولأنه لم يكن يملك المال الكافي؛ عمل ريتيش في النظافة بأحد الفنادق لعام كامل، ما منحه الفرصة ليطلع على كيفية سير العمل بالفنادق. كان يقيم ويعمل في بيوت ضيافة متواضعة المستوى وفي فنادق اقتصادية، واستثمر تلك الفترة للتعرف إلى عملاء الفنادق وتوقعاتهم، ومن هنا بدأ يفكر في تأسيس «كيان» خاص به، لكنه أجل تنفيذ فكرته وترك الدراسة الجامعية عندما جاءته منحة ثيل لرواد الأعمال لمدة عامين، والتي يرعاها مؤسس موقع «باي بال» والمستثمر في شركة فيسبوك، لأن المنحة تشترط على المشاركين فيها ترك دراستهم الجامعية مقابل الحصول على 10 آلاف دولار وفرصة لدخول عالم وادي السيلكون.
كيان عملاق
كانت فكرة مشروع وحلم ريتيش تدور حول إعادة تأهيل الفنادق غير اللائقة وجمعها في منصة واحدة، وفي عام 2012 انطلقت شركته الناشئة باسم «أورافيل ستايز» بعد انتهائه من منحة «ثيل» التي قدمت له الدعم وكانت فرصة لاكتساب معرفة حول ريادة الأعمال، ولم يفوت ريتيش الفرصة، فحول شركته الناشئة إلى كيان أكبر وأطلق عليها اسم «أويو رومز»، وبناء على علاقاته التي اكتسبها من خلال عمله بالفنادق والبرمجة استطاع جمع 100 مليون دولار من المستثمرين بعد إقناعهم بقوة وفعالية شركته، ليكبر الكيان الناشئ ويتحول إلى كيان عملاق تحت اسم «أويو هوتيلز» التي يتردد اسمها الآن في جميع أنحاء العالم، وهي ثانية كبرى الشركات الهندية بقيمة تتجاوز 10 مليارات دولار في عام 2019، حيث تدير -وفقاً لما ذكره موقع «بلومبيرغ»- أكثر من 1.2 مليون غرفة فندقية منها 590 ألف غرفة في الصين، و7500 غرفة في 60 مدينة بالولايات المتحدة الأمريكية.
طريق النجاح
وفي خطوة أخرى على طريق النجاح؛ انتقل ريتيش إلى مجال ليس ببعيد عن عالم الفندق؛ وهو توفير مساحات مكتبية مشتركة، وأماكن إقامة للطلاب، وتوفير منازل لاستضافة المسافرين، وصار اسم «أويو هوتيلز» هو المرجع للنزلاء وأصحاب الفنادق الذين عملوا على تطوير فنادقهم بعد أن لاحظوا زيادة في الحجوزات.
