من خدمة العملاء إلى الوجبات السريعة.. الذكاء الاصطناعي يهدد 100 مليون وظيفة

حذر السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز من أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى القضاء على نحو 100 مليون وظيفة في الولايات المتحدة خلال العقد المقبل، ليس فقط في الوظائف منخفضة الأجر، بل حتى في القطاعات عالية المهارة مثل المحاسبة، وتطوير البرمجيات، والتمريض.

جاء ذلك في تقرير جديد أعده ساندرز، يسلط الضوء على تأثير ما وصفه بـ"العمل الصناعي" على الاقتصاد وسوق العمل. وأكد التقرير أن وظائف موظفي خدمة العملاء والعاملين في الوجبات السريعة معرضة بشكل خاص، حيث قد تختفي أكثر من 80% منها نتيجة انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وأوضح ساندرز أن هذا التوجه يهدد العاملين في جميع القطاعات تقريبا، مشيرا إلى أن التحول إلى وظائف جديدة سيكون صعبا، خاصة أن التكنولوجيا الجديدة قد تستبدل حتى الوظائف الجديدة المحتملة. وقال في مقاله لموقع قناة فوكس نيوز: "العمل، سواء كان منظفا أو جراح دماغ، جزء أساسي من كون الإنسان إنسانا. ماذا يحدث عندما يُزال هذا الجانب الحيوي من حياتنا؟".

وأشار التقرير إلى أن المليارديرات في قطاع التكنولوجيا، مثل إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ، هم الأكثر استفادة من الذكاء الاصطناعي، إذ يتيح لهم استبدال العمالة البشرية المكلفة بتقنيات صناعية، بينما يواجه العمال صعوبة متزايدة في العثور على وظائف بديلة.

وللتعامل مع هذه التغيرات المحتملة، اقترح ساندرز اعتماد أسبوع عمل مدته 32 ساعة بدون تقليل الأجر، مؤكدا أن العمال الأمريكيين اليوم أكثر إنتاجية بأكثر من 400% مما كانوا عليه في الأربعينات، ومع ذلك فإن ملايينهم يعملون لساعات أطول مقابل أجور أقل. ويعتقد ساندرز أن هذا التغيير سيسهم في تقليل مستوى التوتر وتحسين جودة الحياة للمواطنين.

ورغم تحذيراته، أقر السيناتور بأن الذكاء الاصطناعي قد يجلب فوائد إنتاجية كبيرة للمجتمع، مشيرا إلى أن فريقه استخدم ChatGPT لإعداد قائمة الوظائف الأكثر عرضة للاستبدال.

وأضاف: "الخلاصة: الذكاء الاصطناعي والروبوتات سيجلبان تحولا عميقا لبلادنا، ويجب أن تفيد هذه التغييرات الجميع، وليس مجموعة قليلة من المليارديرات".

من جهة أخرى، اتخذ بعض المشرعين الجمهوريين، مثل رئيس مجلس النواب مايك جونسون، موقفا مختلفا، محذرين من أن الإفراط في تنظيم الذكاء الاصطناعي قد يعيق الابتكار ويضر بالقدرة التنافسية للولايات المتحدة.

يذكر أن كبار المسؤولين التنفيذيين في شركات التكنولوجيا والمالية، مثل جينسن هوانغ من انفيديا وجيمي ديمون من JPMorgan Chase، توقعوا تقليص ساعات العمل الأسبوعية نتيجة تقدم الذكاء الاصطناعي، في حين ذهب بيل غيتس إلى حد القول إن البشر قد لا يكونون بحاجة إلى معظم الوظائف قريبا، وقد يقتصر عملهم على يومين فقط أسبوعيا خلال العقد المقبل.