سام ألتمان يكشف عن وظائف برواتب خيالية لخريجي الجامعات


كشف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، عن مستقبل واعد وخيالي لخريجي الجامعات في العقد القادم، حيث ستتوفر لهم فرص عمل غير تقليدية في مجالات مثل استكشاف الفضاء، والهندسة المتقدمة، والذكاء الاصطناعي، برواتب مرتفعة جدًا. وأكد ألتمان أن هذه المهن الجديدة، التي تجمع بين الابتكار والتكنولوجيا والطموح البشري، ستفتح أمام الشباب أبوابًا لم تكن ممكنة قبل سنوات، بما في ذلك الانضمام إلى مهمات لاستكشاف النظام الشمسي أو تأسيس شركات ناشئة ضخمة من منازلهم.

وأوضح سام ألتمان،أن خريجي الجامعات خلال السنوات العشر القادمة قد يجدون أنفسهم مباشرة في وظائف فضائية برواتب مرتفعة جدًا، وذلك مع تسارع وتيرة التطور في مجالات الذكاء الاصطناعي، والأتمتة، والهندسة الفضائية.

وقال ألتمان، في مقابلة مع الصحفية كليو أبراهم، إن هذه المهن ستكون جديدة كليًا، مثيرة، ومربحة للغاية، متوقعًا أن بعض خريجي عام 2035 قد يلتحقون فور تخرجهم بمهمات لاستكشاف النظام الشمسي.

وأشار إلى أن هذه الفرص لن تكون حكرًا على وكالات الفضاء الحكومية، بل ستتوسع لتشمل شركات القطاع الخاص التي تطوّر مشاريع مثل قواعد على سطح القمر، وتعدين الكويكبات، ورحلات بين الكواكب.

ذكاء اصطناعي يعيد تشكيل سوق العمل

أكد ألتمان أن الذكاء الاصطناعي لن يكتفي بإلغاء بعض الوظائف التقليدية، بل سيوفر وظائف لم تخطر على بال أحد، قائلاً: "لو كنت في الثانية والعشرين من عمري الآن وتخرجت من الجامعة، لشعرت أنني أكثر شخص محظوظ في التاريخ".

ويرى أن هذه التقنية ستتيح للأفراد أو الفرق الصغيرة تحقيق إنجازات كانت تحتاج إلى مؤسسات عملاقة، مشيرًا إلى أن نماذج مثل GPT-5 تمنح أي شخص "فريق خبراء بدرجة دكتوراه في جيبه"، ما يفتح الباب أمام شركات ناشئة قد تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات.

وقال ألتمان إنه بعد مرور خمس سنوات، يصبح من الصعب التنبؤ بمظهر العالم بسبب التغيرات السريعة التي يحفزها مجاله.

طفرة في وظائف الفضاء

وتُظهر بيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أن وظائف الهندسة الفضائية تحقق نموًا متسارعًا، بمتوسط رواتب يفوق 130 ألف دولار سنويًا، مع توقعات بارتفاع الطلب بفضل توسع القطاع الخاص. وتشمل المهن المستقبلية المتوقعة: مهندسي الذكاء الاصطناعي وأخصائيي الروبوتات وعلماء الكواكب.

أصوات من قادة التكنولوجيا

أبدى قادة التكنولوجيا رؤاهم حول تأثير الذكاء الاصطناعي على المستقبل، حيث يرى بيل غيتس أن هذه التقنية قد تقلص أسبوع العمل إلى يومين أو ثلاثة فقط، بينما أكد جينسن هوانغ، رئيس شركة Nvidia، أن الذكاء الاصطناعي يعزز القدرات البشرية بدلًا من استبدالها. من جانبه، توقع الملياردير مارك كوبان أن تمكّن هذه التقنية شخصًا واحدًا من أن يصبح أول تريليونير في العالم من منزله، مشيرًا إلى الإمكانيات الهائلة التي يفتحها الذكاء الاصطناعي للأفراد والمشاريع الصغيرة، وفقا لموقع "americanbazaar".

 من جانبه، كشف جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، إلى أن الذكاء الاصطناعي منح موظفيه بالفعل مهارات استثنائية، وهو ما سيزداد مع تطور التكنولوجيا. وأضاف هوانغ في حلقة بودكاست أخرى: "أنا محاط بأشخاص ذوي قدرات فائقة وذكاء خارق – الأفضل في العالم فيما يفعلونه – ويؤدون مهامهم بشكل أفضل بكثير مما أستطيع. ورغم ذلك، لم يجعلني ذلك يومًا أشعر بعدم أهميتي".

لا يشارك بعض زملاء ألتمان من الرؤساء التنفيذيين لشركات التكنولوجيا، بمن فيهم العاملون في مجال الذكاء الاصطناعي، تفاؤلهم. صرّح داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك، في وقت سابق من هذا الصيف بأن الذكاء الاصطناعي قد يقضي على ما يصل إلى نصف وظائف ذوي الياقات البيضاء المبتدئة خلال السنوات الخمس المقبلة. إنها كارثة محتملة، قال أمودي إن قطاع التكنولوجيا وصانعي السياسات لا يبذلون جهدًا كافيًا لإعداد المجتمع لمواجهتها.

يبدو أن العقد القادم سيشهد ولادة جيل جديد من المهن الفضائية برواتب عالية، حيث تتقاطع تقنيات الذكاء الاصطناعي مع طموحات البشر في استكشاف الفضاء، فاتحةً الأفق أمام الخريجين لاقتحام وظائف كانت قبل سنوات ضربًا من الخيال.