سام ألتمان يسأل أغنى رجل في العالم: كيف أكون إيلون ماسك الثاني؟


أعاد تداول مقطع قديم من عام 2016 تسليط الضوء على مرحلة مبكرة من العلاقة المهنية بين سام ألتمان وإيلون ماسك، وهي علاقة كانت تقوم حينها على الإعجاب المتبادل والطموحات المشتركة في مجالات التقنية المتقدمة.

في الفيديو، يظهر ألتمان وهو يوجّه سؤالا مباشرا لماسك قائلاً: «أريد أن أصبح النسخة التالية من إيلون ماسك، كيف أستطيع فعل ذلك؟»، وهو سؤال يكشف بوضوح عن مدى تقديره لمسيرة ماسك ورغبته في محاكاة طريقه نحو التأثير العالمي.

إيلون ماسك أكد أن سر نجاحه لم يكن السعي وراء المال أو الشهرة، بل إحداث تأثير حقيقي على مستقبل البشرية. ركّز على مشاريع عظيمة مثل استكشاف الفضاء وإنشاء مستعمرات على كواكب أخرى، الطاقة المستدامة، الإنترنت، علوم الجينات، والذكاء الاصطناعي. اختار الفرص النادرة بحكمة، مثل ترك الدراسة والانخراط في ريادة الأعمال خلال انفجار الإنترنت في التسعينيات، وعمل بلا كلل لتحقيق رؤيته. التعلم المستمر، المخاطرة المحسوبة، والعمل لساعات طويلة كانت جزءاً من فلسفته. أي أن  النجاح بالنسبة له يعني تحويل الأفكار الطموحة إلى واقع يُفيد البشرية ويغيّر العالم.

رد ماسك لم يكن مجرد إجابة عابرة، بل كان بمثابة تلخيص لفلسفته الشخصية التي اتبعها منذ أيام الجامعة. فقد أوضح أن سر نجاحه لم يكن في السعي للشهرة أو الثراء، بل في محاولة تعظيم المنفعة عبر اختيار مشاريع يمكن أن تُحدث تغييرا حقيقيا في مستقبل البشرية. وحدد خمسة مجالات اعتقد أنها ستكون الأكثر تأثيرا هي استكشاف الفضاء، تسريع التحول للطاقة المستدامة، الاستفادة القصوى من الإنترنت، استكشاف تقنيات الجينات، والدفع بحدود الذكاء الاصطناعي.

كان ماسك يتحدث عن حلمه الأكبر بطريقة تشبه حديث طفل عن شيء يفوق الخيال. لم يكن يقصد مجرد صواريخ أو رحلات فضائية، بل كان يرى مستقبل البشرية خارج الأرض.

بالنسبة له، البقاء على كوكب واحد يشكل خطراً على البشرية، لذلك حلم بإنشاء مستعمرات بشرية على كواكب أخرى، وخصوصاً المريخ، ليضمن للبشرية فرصة الاستمرار مهما حدث على الأرض.

عندما تحدث عن استكشاف الفضاء، كان يقصد أكثر من مجرد السفر إلى الكواكب؛ كان يتحدث عن فتح حياة جديدة للإنسان في عوالم أخرى، بحيث يصبح العيش خارج الأرض جزءاً من مستقبل البشرية الطبيعي.

وتحدّث ماسك أيضًا عن بداياته، موضحًا أنه كان يفكر بدراسة الدكتوراه في مجال تخزين الطاقة المتقدمة، لكنه أدرك أن الإنترنت في منتصف التسعينيات يمثل فرصة تاريخية لا تتكرر، فقرر ترك المسار الأكاديمي والانخراط مباشرة في ريادة الأعمال التكنولوجية، وهو القرار الذي غيّر مجرى حياته.

المفارقة اليوم أن ألتمان، الذي كان ينظر إلى ماسك كنموذج يُحتذى، أصبح منافسا له في أكثر من مجال، خصوصا بعد صعوده الكبير في الذكاء الاصطناعي، ودخوله كذلك في استثمارات مرتبطة بالفضاء. إعادة انتشار هذا الفيديو تبرز كيف تغيّرت العلاقة بين الرجلين، وكيف تحوّل الإعجاب إلى منافسة مكتملة الأركان في الساحة التقنية العالمية.

فيديو