ملياردير في 4 سنوات.. قصة ليوبولد آشِنبرِنر عبقري الذكاء الاصطناعي

لم يكد يمر على تخرج ليوبولد آشِنبرِنر من جامعة كولومبيا أربع سنوات حتى أصبح أحد أبرز الأصوات في عالم الذكاء الاصطناعي، بعد أن حوّل بيانا مطوّلا عن مستقبل التكنولوجيا إلى صندوق تحوّط مالي يدير أكثر من 1.5 مليار دولار.

ولد آشِنبرِنر في ألمانيا لأبوين طبيبين، والتحق بجامعة كولومبيا في سن الخامسة عشرة وتخرج منها بمرتبة الشرف الأولى في التاسعة عشرة. بدأ مسيرته المهنية في الذراع الخيرية لمنصة العملات المشفّرة المفلسة FTX، قبل أن ينضم إلى OpenAI ضمن فريق "التوافق الفائق"، الذي ركّز على التحكم في أنظمة الذكاء الاصطناعي المستقبلية. لكن في أبريل 2024، تم فصله رسميا بسبب ما وصفته الشركة بأنه تسريب معلومات داخلية، بينما يؤكد هو أن السبب الحقيقي كان تحذيره من ضعف إجراءات الأمن الداخلي.

بعد شهرين فقط، أصدر آشِنبرِنر بيانا بعنوان "الوعي بالموقف: العقد القادم"، مؤلفا من 165 صفحة، لفت الانتباه على مستوى وادي السيليكون وواشنطن. في البيان، حذّر من قرب ظهور الذكاء الاصطناعي العام (AGI) وأوضح أن من يتحرك مبكرا سيحقق أرباحا ضخمة وفرصا استراتيجية هائلة، وفقا لموقع fortune.

وصف بعض النقاد البيان بأنه إعادة صياغة لأفكار متداولة في أوساط مختبرات الذكاء الاصطناعي، لكنه نجح في تحويلها إلى رواية مقنعة للمستثمرين وصنّاع القرار.

استغل آشِنبرِنر نجاح البيان لتأسيس صندوق التحوّط Situational Awareness LP، الذي يراهن على شركات تستفيد من تطور الذكاء الاصطناعي مثل الرقائق والبنية التحتية والطاقة، ويوازن ذلك برهانات قصيرة على القطاعات التي قد تتأخر.

وشارك في تمويل الصندوق مستثمرون كبار من وادي السيليكون، منهم نات فريدمان، دانيال غروس، وباتريك وجون كوليسون، إلى جانب الباحث المخضرم كارل شولمان مديرا للأبحاث.

وأظهرت مستندات مالية أن الصندوق استثمر في شركات مثل إنتل، برودكوم، فيسترا، وكور ساينتيفك، محققا حتى منتصف 2025 أكثر من 47% عائدا بعد الرسوم، ما عزز من مصداقية آشِنبرِنر كصانع قرار مالي فذ رغم صغر سنه.

ويرى البعض أن صعوده يعكس قدرة وادي السيليكون على تحويل روح العصر التكنولوجي إلى رأسمال ونفوذ سياسي. بينما يشير آخرون إلى المخاطر الأخلاقية، معتبرين أن استخدام المخاوف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي لجذب الاستثمارات قد يعزز سباقا تقنيا بين الولايات المتحدة والصين.

وفي الوقت الذي يعتبر فيه بعض المستثمرين آشِنبرِنر عبقريا بصيرا، يراه آخرون مجرد مبتدئ محظوظ حول الضجيج التكنولوجي إلى أرباح مالية. مهما كانت التقييمات، يظل الواقع أن مليارات الدولارات الآن معلّقة على مدى نجاح رهانه على الذكاء الاصطناعي العام، وأن أفكاره بدأت بالفعل تمتد من مختبرات وادي السيليكون إلى أروقة السياسة في واشنطن.