بيل غيتس يكشف عن الشيء الوحيد الذي لا يُشترى بالمال

يُعرف بيل غيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت والملياردير الشهير، بثروته الضخمة التي جعلته واحداً من أغنى رجال العالم، ومع ذلك، يشدد غيتس على أن الثروة والمال لا يمكنهما شراء السعادة الحقيقية، بل إن المال يمنح راحة البال والتحرر من القلق المالي.

في جلسة أسئلة وأجوبة على Reddit عام 2019، سأل أحد المستخدمين: "هل تعتقد أن كونك مليارديراً جعلك أكثر سعادة مما لو كنت مجرد شخص من الطبقة الوسطى؟

رد غيتس بصراحة: "نعم. لست مضطراً للقلق بشأن التكاليف الصحية أو رسوم الكلية. التحرر من الضغوط المالية نعمة حقيقية".

لكنه أوضح أن الوصول إلى هذا الشعور لا يتطلب مليارات الدولارات. الأهم هو الوصول إلى مستوى مالي يسمح بعدم القلق بشأن الاحتياجات الأساسية أو التحديات المالية المفاجئة. السعادة لا تأتي من إضافة أصفار إلى صافي الثروة، بل من القدرة على تغطية الاحتياجات الأساسية دون ضغوط مستمرة.

الدراسات العلمية تؤكد هذا الرأي. فقد أظهرت الأكاديمية الوطنية للعلوم أن السعادة تزداد مع دخل يصل إلى نحو 500 ألف دولار سنويًا، لكن أكبر المكاسب تأتي عند تجاوز العتبة التي تغطي الاحتياجات الأساسية وتوفر وسادة للطوارئ.

وأظهرت دراسة أمريكية أخرى أن القلق المالي مرتبط بمستويات أعلى من التوتر والاكتئاب، مما يدل على أن ضغوط المال تؤثر على جودة الحياة بشكل مباشر.

ويخلص غيتس إلى أن المال يمنح الحرية من القلق، وليس السعادة المطلقة. فالحرية من الإجهاد المالي تمكنه من التركيز على حياته وعائلته وتنمية اهتماماته، وليس الحصول على رفاهية مادية فاخرة. معظم الناس يمكنهم الارتباط بهذا المعنى؛ فليس من الضروري امتلاك طائرة خاصة لتكون سعيدًا، بل يكفي أن تعرف أنك قادر على تغطية تكاليف الضروريات الأساسية مثل تعليم أو علاج طفلك.

وكان بيل غيتس أعلن عن تعهده بالتبرع بنسبة 99% من ثروته، عبر مؤسسته الخيرية خلال العقدين المقبلين. يأتي هذا القرار في وقت تعمل فيه الحكومات العالمية على تقليص المساعدات الدولية، مما يسلط الضوء على أهمية المبادرات الفردية في دعم القضايا الإنسانية.

غيتس صرح بأن جزءًا كبيرًا من هذه التبرعات سيُخصص لتحسين خدمات الصحة والتعليم في أفريقيا، معتبرًا أن "إطلاق العنان للإمكانات البشرية من خلال تحسين الصحة والتعليم من شأنه أن يضع كل دولة أفريقية على طريق الازدهار". كما دعا الشباب الأفارقة من المبتكرين إلى التفكير في كيفية تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الرعاية الصحية في القارة.

من جهة أخرى، وجه غيتس انتقادات لإيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، متهما إياه بتقليص المساعدات الأميركية، مما أثر سلبًا على أفقر الأطفال في العالم. وأشار إلى أن مؤسسته ستواصل العمل على مواجهة التحديات الصحية والتعليمية في أفريقيا، خاصة في ظل تراجع الدعم الحكومي.

هذا التبرع يُعد من أكبر المبادرات الخيرية في القرن الحادي والعشرين، ويعكس التزام غيتس العميق بتحقيق التغيير الإيجابي في العالم.