ثروته 154 مليار دولار.. قصة جنسن هوانغ من غسيل الأطباق وتنظيف المراحيض إلى القمة

بدأت رحلة جنسن هوانغ في عالم الأعمال من أبسط الأماكن، مطبخ مطعم دينيز، حيث كان يوصف بأنه "أفضل غسّال أطباق". قال هوانغ في مقابلة مع كلية ستانفورد للأعمال في مارس 2024: "كنت أخطط لعملي، وكنت منظما، وكنت أغسل الأطباق بعناية فائقة". هذا الالتزام والانضباط أصبحا فيما بعد حجر الأساس لنجاحه في عالم التكنولوجيا.

اليوم، يقود هوانغ شركة إنيفيديا، الرائدة عالميا في تصنيع الرقائق المتقدمة، ويبلغ صافي ثروته 154 مليار دولار، بينما تصل القيمة السوقية للشركة إلى 4.3 تريليونات دولار. وقد صنفته مجلة فورتشن في مارس 2024 كأقوى شخصية في عالم الأعمال.

هوانغ يعزو نجاحه لأخلاقيات العمل التي تعلمها في دينيز قبل أن يُترقّى إلى مساعد نادل: "لم أغادر محطتي فارغ اليدين أبدا. كنت فعّالا للغاية. وفي النهاية، أصبحت مديرا تنفيذيا وما زلت أعمل على أن أكون جيدا".

تكريما له، أطلقت دينيز طبق الإفطار الجديد "Nvidia Breakfast Bytes" احتفاءً بمسيرته، والذي يشمل "سجق" يمكن لفّه في فطائر صغيرة، وهي الطريقة المفضلة لهوانغ لتناول الطبق.

وقالت الرئيسة التنفيذية لدينيز: "رحلة جنسن من مطبخ دينيز إلى قمة عالم التكنولوجيا شهادة على قوة الأحلام والعزيمة".

وُلد هوانغ في تايوان عام 1963، وانتقل إلى الولايات المتحدة في سن التاسعة. بدأ العمل في دينيز عند سن 15، ثم حصل على شهادة الهندسة الكهربائية من جامعة ولاية أوريغون، وأكمل دراسته العليا في ستانفورد عام 1992.

في عام 1993، اجتمع هوانغ مع صديقيه كريس مالاخوفسكي وكورتيس برييم في أحد فروع دينيز في شمال كاليفورنيا لمناقشة فكرة إنشاء شريحة حاسوبية تمكن من عرض رسوم ثلاثية الأبعاد واقعية على الحواسيب الشخصية. جلس الثلاثة في كابينة لتبادل الأفكار، لتصبح تلك اللحظة البداية الحقيقية لشركة إنيفيديا.

قال هوانغ: "فكرنا، لماذا لا نبني شركة تحل مشاكل لا يمكن للحواسيب التقليدية حلها؟ وهذا أصبح مهمة الشركة"، من تصميم الأدوية بالحاسوب إلى السيارات الذاتية القيادة، ساهمت تقنيات إنيفيديا في فتح آفاق جديدة في الذكاء الاصطناعي.

رغم نجاحه الكبير، يظل هوانغ متواضعا ويشارك في كل تفاصيل عمله. يقول: "لا مهمة أقل شأناً مني. كنت أغسل الأطباق وأنظف المراحيض. وما زلت أعمل بنفس الالتزام. "هذا الانضباط منذ بداياته هو ما جعله يقود إنيفيديا إلى أن تصبح واحدة من أعظم شركات التكنولوجيا في العالم، برؤية واضحة وشغف لا يلين للابتكار.