ثروة صفرا كاتز تقفز 412 مليون دولار في 6 ساعات

في مشهد يعكس السرعة الجنونية لأسواق المال، قفزت ثروة صفرا كاتز، الرئيسة التنفيذية لشركة أوراكل وإحدى أبرز النساء العصاميات في عالم التكنولوجيا، بمقدار 412 مليون دولار خلال ست ساعات فقط، بعد صعود صاروخي لسهم عملاق البرمجيات في بورصة نيويورك.

وشهد سهم شركة البرمجيات العملاقة قفزة كبيرة، انعكست مباشرة على صافي ثروة كاتز. فبحسب تقديرات فوربس، ارتفعت ثروتها بنحو 412 مليون دولار في الساعات الست الأولى من تداولات بورصة نيويورك الأربعاء، بعد أن صعد السهم 40% عقب إعلان الشركة عن التزامات أداء متبقية بلغت 455 مليار دولار، وهو مؤشر على إيرادات تعاقدية لم تُسجل بعد.

وبذلك ارتفعت ثروة كاتز إلى 3.4 مليارات دولار منتصف الأربعاء، صعوداً من 3 مليارات دولار في بداية اليوم. أما لاري إليسون، الشريك المؤسس لأوراكل، فقد عزز موقعه كثاني أغنى شخص في العالم بثروة 386.3 مليار دولار، بزيادة حادة عن 293 مليار دولار صباح اليوم ذاته.

وقالت كاتز في مكالمة الأرباح الثلاثاء: "لقد بدأنا العام بقوة، وأوراكل أصبحت الخيار الأول لأحمال عمل الذكاء الاصطناعي". وتعتمد آفاق نمو الشركة على التوسع في أعمال البنية التحتية السحابية وعقود ضخمة مع شركات كبرى في الذكاء الاصطناعي، منها OpenAI وxAI وMeta وNvidia وAMD.

كاتز تولت منصب الرئيس التنفيذي المشارك في 2014 بعد تنحي إليسون، وأصبحت المديرة الوحيدة منذ وفاة مارك هورد عام 2019. ومنذ ذلك الحين، قفز سهم أوراكل إلى مستويات تاريخية لم يشهدها منذ فقاعة التكنولوجيا عام 1999، وفق CNBC.

ولدت كاتز في إسرائيل وانتقلت عائلتها إلى بروكلين، ماساتشوستس، وهي في السادسة. تخرجت من وارتون بجامعة بنسلفانيا عام 1983، ثم درست القانون. عملت أكثر من عقد في وول ستريت كمصرفية استثمارية قبل انضمامها إلى أوراكل عام 1999 كنائبة أولى للرئيس، لتصبح عضواً بمجلس الإدارة في 2000 ورئيسة للشركة بحلول 2004.

قبل توليها القيادة التنفيذية، أدارت كاتز عمليات الدمج والاستحواذ التي غيرت مسار الشركة، بما في ذلك صفقة بيبول سوفت بـ10.3 مليارات دولار في 2004، وصفقة سن مايكروسيستمز بـ7.4 مليارات دولار عام 2009، متجاوزة تحديات مكافحة الاحتكار.

منذ 2014 ارتفع سهم أوراكل بأكثر من 800%. وصُنفت كاتز لسنوات ضمن الأعلى أجراً بين الرؤساء التنفيذيين الأمريكيين، حيث حصلت في 2022 على 138 مليون دولار معظمها من خيارات أسهم، بينما بلغت تعويضاتها في 2024 نحو 6.5 مليون دولار، بحسب إفصاحات الشركة.

بعيداً عن أوراكل، كانت كاتز ناشطة سياسياً، إذ انضمت للفريق الانتقالي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2016، وتشغل حالياً عضوية المجلس الاستشاري للأمن الداخلي إلى جانب قيادات كبرى مثل ماري بارا من جنرال موتورز وبريان موينيهان من بنك أوف أمريكا وحمدي أولوكايا من تشوباني والمستثمر مارك أندريسن.

وفي يونيو الماضي، احتلت كاتز المرتبة الأربعين بين أغنى النساء العصاميات وفق فوربس.

ويتوقع محللو وول ستريت، بينهم بنك أوف أمريكا، أن يواصل سهم أوراكل الصعود. وقال براد زيلنيك من دويتشه بنك إنه كان في "حالة صدمة إيجابية للغاية" بعد النتائج، بينما وصف جون ديفوتشي من جوجنهايم الأرقام بأنها "مدهشة".

وأشادت كاتز بالربع "الاستثنائي" الذي سجلته أوراكل، متعهدةً بإبرام صفقات سحابية إضافية بمليارات الدولارات قريباً.