حين أنهى دراسته في المرحلة الثانوية في عام 2005، كان عليه أن يدبر مصروفات وتكاليف الجامعة التي يعلم أنها ليست قليلة، ويعلم جيداً أن الحالة المادية للعائلة لن تسعفه.. هنا خطرت على بال أليكس تيو فكرة وصفها كل من عرفها فيما بعد بأنها فكرة مجنونة وبسيطة في الوقت نفسه، استطاع من خلالها دخول نادي المليونيرات في خمسة أشهر فقط.
وُلد أليكس تيو سنة 1984 في ويلتشير بإنجلترا، وبدأ ممارسة التأمل وهو في الرابعة عشرة من عمره، وكان يقرأ باستمرار كتباً عن التركيز والذاكرة والإدراك، وهو مؤسس تطبيق التأمل «كالم»، والرئيس التنفيذي المشارك، حيث انتقل فيما بعد إلى سان فرانسيسكو، وشارك مايكل أكتون في تأسيس شركة Calm التي تدير هذا التطبيق.
صفحة المليون دولار
عندما كان عليه تدبير نفقات دراسته في الجامعة سأل تيو نفسه: ما المانع من إنشاء موقع للإعلانات التجارية؟ وقد كان، وأنشأ فيه صفحة عليها مليون نقطة بيكسل، وسماها «صفحة المليون دولار»، كل نقطة تباع بدولار واحد، لكن بشرط ألا تقل مساحة الإعلان عن إجمالي 100 نقطة؛ أي بمئة دولار، واستعان تيو بأصدقائه في الترويج لموقعه الجديد، وبالفعل بدأت الإعلانات تظهر على الموقع، وإكمالاً للدعاية سعى تيو إلى الصحافة بهدف إجراء مقابلات معه.
في البداية تمكن من بيع 400 بيكسل، بما يعادل 400 دولار، وبعد يومين آخرين باع 100 بيكسل، ثم 400 أخرى، ثم 200، ثم توقف فترة ظن خلالها أن مشروعه قد انتهى عند هذا الحد وباء بالفشل، لكنه لم ييأس، وظل في سعيه إلى الظهور في وسائل الإعلام، التي بدأت تتناقل خبر فكرته الجريئة، وفي أول ظهور له باع 2500 بيكسل في يوم واحد، وفي اليوم التالي باع 1900، وخلال أسبوعين فقط باع بنحو 10 آلاف دولار، ورغم أن هذا المبلغ كان يمثل 1 % فقط مما كان يراهن نفسه عليه، لم يتوقف.
ومع نهاية الأسبوع الثالث كان قد جمع 37 ألف دولار، كانت تكفيه للدراسة في الجامعة ثلاث سنوات شاملة الإقامة والمعيشة.
وما إن مضى 38 يوماً على إطلاق موقعه حتى صار أليكس يملك ربع مليون دولار، وكان يسهر طول الليل لتنفيذ طلبات عملائه والرد على استفساراتهم.
سباق محموم
وانتشرت فكرة أليكس، وقلدها أكثر من 100 موقع، ودخل معها في سباق محموم، معتبراً تقليد موقعه هو دعاية مجانية له. وبعد أربعة أشهر من انطلاق موقعه، اقترب أليكس من جمع مبلغ 900 ألف دولار، ومع بداية عام 2006 كان عدد زوار الموقع قد تجاوز مليون زائر في اليوم الواحد؛ ما جعله يحتل المرتبة رقم 127 على مستوى العالم.
وبسبب المنافسة الشرسة توقفت ثروة تيو عند الـ 900 ألف دولار، وتبقى معه 1000 بيكسل يمكنه ببيعها أن يكمل المليون، فقرر عرضها على موقع EBay لمده عشرة أيام، فتجاوزت 3 أضعاف سعرها المعلن، لينضم بها تيو إلى عضوية نادي المليونيرات والمشاهير. خلال خمسة أشهر فقط من بدء مشروعه.
رسالة تهديد
أخذت المنافسة بعد ذلك منحى غير شريف؛ حيث أطلق أحد القراصنة «الهاكرز» فيروساً اخترق 23 ألف حاسوب، وأرسل طلبات زيارة كثيرة جداً إلى موقع أليكس؛ جعله يتعرض لضغط كبير ويتوقف عن العمل، ولم يكتف القرصان بذلك، بل أرسل رسالة تهديد إليه مطالباً إياه بدفع 5 آلاف دولار مقابل التوقف عن أعمال القرصنة، وعندما تجاهله أليكس رفع المبلغ إلى خمسين ألف دولار، وبدلاً من الرضوخ لذلك الابتزاز فكر تيو في عقد صفقة حماية من الفيروسات مع شركة متخصصة مقابل منحها مساحة على موقعه للإعلان فيها، ثم توجه إلى المباحث الفيدرالية الأمريكية، التي تولت التحقيق مع ذلك القرصان.
فكرة فاشلة
في العام نفسه 2006، وبعد نجاح فكرته غير التقليدية؛ طرح أليكس موقعاً جديداً مماثلاً، يتضمن مليون بيكسل أيضاً، ولكنه رفع ثمن البيكسل إلى دولارين بدلاً من واحد، آملاً في تحقيق مليوني دولار بدلاً من مليون، لكن الموقع فشل فشلاً مدوياً؛ حيث توقفت مبيعاته عند 151 ألف دولار فقط.
مشروعات أخرى لتيو
بعد نجاح «صفحة المليون دولار الرئيسية» أطلق تيو مشاريع عدة على الإنترنت، منها «بيكسلوتو» التي كانت تبيع مساحات إعلانية على المواقع الإلكترونية.
كما أسس شبكة اجتماعية تركز على الفكاهة تدعى «بوب جام»، وموقعاً إلكترونياً مستوحى من «صفحة المليون دولار الرئيسية» يدعى «مليون شخص»، والذي كان يعرض الصور بدلاً من الإعلانات.
وفي أواخر عام 2008 أنشأ تيو لعبة فلاش تسمى Sock and Awe، وفي عام 2011، بينما كان يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة PopJam، أسس مع بن داولينغ موقعاً أطلقا عليه «لا تفعل شيئاً لمدة دقيقتين».
اقرأ أيضاً:
ماذا يفعل المليارديرات بأموالهم؟
كيف تنفق أغنى امرأة في العالم ثروتها البالغة 101 مليار دولار؟
وداعاً للأثرياء القدامى.. جيل Z يستعد لامتلاك 74 تريليون دولار
بنك يودع عن طريق الخطأ 81 تريليون دولار في حساب أحد عملائه