قطار "الصين ــ أوروبا" يعيد رسم خارطة التجارة العالمية

كل الطرق اللوجستية العالمية تؤدي إلى دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

رسخت دبي من مكانتها كمساهم حيوي ومحطة رئيسية لا غنى عنها على خارطة الشحن والتجارة العالمية، حتى باتت كل الطرق اللوجستية تؤدي إلى دبي، إذ ليس بالضرورة أن تمر جميع السلع عبر الإمارة، لكنها تستفيد من حركة الشحن على امتداد الكرة الأرضية من خلال الانتشار الاستراتيجي العالمي لذراعها اللوجستي المتمثل في «موانئ دبي العالمية» التي تدير 80 ميناء ومحطة بحرية تتوزع على قارات العالم الست وينطبق ذلك على خط قطار الصين أوروبا أو طريق الحرير السريع كما يطلق عليه.

ويرى العديد من المراقبين أن دبي تمكنت من قراءة التوجهات التجارية العالمية سريعاً واستشرفت المستقبل من خلال الاستفادة من مشروع إطلاق أول قطار تصدير من الصين إلى أوروبا في خطوة لتعزيز مبادرة «الحزام والطريق»، عبر إدارتها «موانئ دبي العالمية-لندن غيتواي» التي تعتبر من المحطات المهمة على سكة هذا القطار.

مبادرة

 وشهدت «موانئ دبي العالمية-لندن غيتواي» انطلاق أول قطار تصدير من المملكة المتحدة إلى الصين، يحمل على متنه عدداً كبيراً من الحاويات المليئة بالسلع البريطانية، وذلك بعد أقل من 3 أشهر على وصول أول قطار استيراد من الصين إلى المملكة المتحدة. وتمثل هذه الخطوة تطوراً لافتاً في تطبيق مبادرة «حزام واحد، طريق واحد» التي أطلقتها الصين بهدف إعادة بناء طريق تجارة الحرير القديم إلى الغرب. والتي تعد الإمارات وموانئ دبي العالمية من أبرز داعميها.

وتعاملت موانئ دبي العالمية مع الخط الحديدي الصيني بتميز يضمن لها الاستفادة القصوى من خلال مشاركتها في أعمال البنية التحتية للطريق الصيني الجديد حيث قامت بتوقيع اتفاقية مع حكومة كازخستان لإقامة منطقة اقتصادية خاصة في مدينة «أكتاو» المطلة على بحر قزوين، مع العلم أن كازخستان هي إحدى أهم المحطات الرئيسة في طريق الحرير الصيني إلى لندن الأمر الذي يعني أن الإمارة تساهم في إنجاح هذا المشروع سواء بشكل مباشر أو غير مباشر كما انه يمكن أن يكون لدبي دور في تقديم الخبرات والمساعدات للمحطات التي تقع على هذا الخط.

وتبحث موانئ دبي العالمية بشكل مستمر تطوير التعاون مع الصين لأن معظم موانئنا ومحطاتنا البرية والبحرية التي يصل عددها إلى 80 ميناء ومحطة عبر العالم تقع على الخطوط والطرق التي تعمل الصين على إنشائها من خلال (الحزام والطريق).

طرق

ويعمل مشروع قطار الصين العظيم ضمن مبادرة «الحزام والطريق»، الذي أعلنت الحكومة الصينية عن ابتداء العمل فيه في عام 2013 على إحياء طرق التجارة القديمة بين قارات العالم القديم الثلاث (آسيا وأوروبا وأفريقيا). وتكمن أهمية ذلك المشروع من حجم الاستثمارات الكبيرة التي سيتم ضخها فيه، فقد بلغت التكلفة المبدئية له 250 مليار دولار، ومن المتوقع أن حجم الاستثمارات النهائية عند اكتمال المشروع سيبلغ ما يقرب من 4 تريليونات دولار.

وتتكون شبكة قطار الصين أوروبا من 3 خطوط رئيسية، الخط الشمالي، الذي تصل مدة رحلته إلى 22 يوماً، والخط الأوسط الذي تبلغ مدة رحلته 13يوماً، والخط الجنوبي الذي تصل مدّة رحلته 15يوماً.

شحن

وفي ديسمبر2017 بدأت أولى رحلات قطارات شحن البضائع من مقاطعة «جيانغشي» جنوب شرق الصين وتحديداً من مدينة ييوو، إلى بيلاروس، ومنها إلى أوروبا، في إطار مبادرة الحزام والطريق الواحد. وخلال العام الماضي حققت قطارات الشحن بين الصين وأوروبا 6363 رحلة في عام 2018، بزيادة 73% على أساس سنوي، حيث ربطت 59 مدينة صينية مع 49 مدينة في 15 دولة أوروبية.

اختصار

ونجح قطار الشحن الصين-أوروبا، في منافسة الشحن البحري والجوي، إذ إن الخط الجديد اختصر المسافة بين الصين وأوروبا من 24 ألف كيلو متر عبر قناة السويس إلى 11 ألف كيلو متر فقط، كما أن تكلفة الشحن عبر القطارات إلى 50% فقط من كلفة الشحن الجوي، كما تصل مدة النقل إلى 45% و50% من مدة النقل البحري..

وتخطط الصين من خلال هذا المشروع إلى تقليص فترة الشحن إلى أوروبا، فمثلاً تستغرق عملية الشحن إلى ألمانيا 31 – 34 يوماً، وبفضل قطارات الشحن الجديدة، والتي تمر عبر كازخستان وروسيا وبيلاروس وبولندا، قبل الوصول إلى ألمانيا، ستتقلص مدة النقل بواقع 20 يوماً لتصبح 11 – 14 يوماً.

كلمات دالة:
  • الصين،
  • روسيا،
  • دبي،
  • الشحن،
  • التجارة،
  • موانئ دبي العالمية،
  • طريق الحرير
Email