هل خاصية "وضع الطيران" فعالة حقاً؟ حقائق وخرافات عن عالم الطيران

يثير السفر جواً القلق لدى البعض، فكيف إذا أضيفت إليه شائعات متكررة عن ملوثات وقائية أو ممارسات غريبة داخل الطائرة؟ من قهوة يُزعم أنها غير صالحة للشرب، إلى أقنعة أوكسجين لا تدوم أكثر من دقائق، تتراكم القصص والأساطير لتشكل واقعا مشوها يصعب تمييزه عن الحقيقة.

في تقرير نشره موقع Splash Travels رصد أكثر الخرافات شيوعاً في عالم الطيران، ما إذا كانت قائمة على وقائع مثبتة أم محض تهويل.

لا تشرب القهوة والماء على متن الطائرة

رغم أن المياه على الطائرات تخضع لاختبارات دورية، إلا أن خزانها يُنظف سنويا فقط. وقد كشفت تحاليل صحفية في التسعينات عن وجود بكتيريا خطيرة وحتى بيض حشرات في مياه الصنابير بالطائرات. من الأفضل للمسافر القلق أن يحمل زجاجة المياه الخاصة به.

وضع الهاتف على "وضع الطيران" ضروري لتجنب التأثير على الطائرة

ظهرت هذه القاعدة مع بداية انتشار الهواتف المحمولة، لكن التكنولوجيا الحديثة أثبتت أن الإشارات اللاسلكية لا تُشكل خطرا فعليا على أنظمة التحكم بالطائرة. وبدأت عدة شركات طيران عالمية في تخفيف هذه القيود.

الطيارون ينامون خلال الرحلة

الطيارون يتناوبون على النوم في الرحلات الطويلة ضمن نظام دقيق يضمن بقاء أحدهم على الأقل يقظا دائما. ورغم ذلك، سُجّلت حالات نادرة لغفوة غير مقصودة شملت كامل الطاقم.

فتح باب الطائرة أثناء الطيران يؤدي إلى "شفط" الركاب

الضغط داخل الطائرة يجعل من المستحيل فتح الباب أثناء التحليق. وحتى في حال انخفاض الضغط، فإن النظام يمنع فتح الأبواب إلا في ظروف محددة وعلى ارتفاعات منخفضة.

هواء المقصورة ملوث ومليء بالجراثيم

رغم وجود فلاتر HEPA عالية الكفاءة، فإن نحو 50% من الهواء يُعاد تدويره من داخل المقصورة نفسها، مما يجعل انتقال الجراثيم ممكنا، خاصة إذا كان أحد الركاب مريضا.

هناك ضابط أمني على كل رحلة

في الواقع، أقل من 1% من الرحلات الجوية تحمل على متنها ضابط أمن. هذه المهمة السرية تقتصر على رحلات معينة تُحدد بناءً على معايير استخباراتية.

تخفيض إضاءة المقصورة يكون من أجل النوم

الهدف من تخفيف الإضاءة هو تأقلم عيون الركاب مع الظلام تحسبا لحالات طارئة تتطلب إخلاءً سريعا، حيث يكون فارق الثواني حاسما في النجاة.

الطقس السيئ يمكن أن يسقط الطائرة

الطائرات مصممة لتحمّل ظروف جوية قاسية، بما في ذلك العواصف والبرق. وتحطم الطائرات بسبب الطقس وحده أمر نادر للغاية.

أبواب حمامات الطائرة لا تُفتح من الخارج

لأسباب أمنية، يمكن فتح أبواب الحمامات من الخارج باستخدام آلية مخفية خلف علامة "التدخين ممنوع"، وذلك للتعامل مع حالات الطوارئ.

يمكن أن يلتصق الشخص بمقعد المرحاض بسبب الشفط

رغم الشعور بالشفط عند تشغيل السيفون، فإن تأثير الفراغ لا يستمر بعد انتهاء السحب. القصة الشهيرة عن امرأة علقت في المرحاض تبين لاحقا أنها غير صحيحة.

أقنعة الأوكسجين تعمل لمدة 15 دقيقة فقط

الأقنعة مزوّدة بخزانات أوكسجين تكفي فقط لربع ساعة، وهي مدة كافية لهبوط الطائرة إلى ارتفاع آمن يمكن للركاب فيه التنفس دون أقنعة.

الطائرات تُفرغ الفضلات البشرية أثناء الطيران

خزانات الفضلات تُفرغ فقط بعد الهبوط. القصص المتداولة عن "ثلج أزرق" سقط من السماء تعود لمصادر أخرى، منها طيور أكلت فواكه ملونة.

يجب على الطيارين تناول وجبات مختلفة

لتجنب تسمم غذائي مزدوج، يُنصح الطيار ومساعده بتناول وجبات مختلفة، خصوصا في الرحلات الطويلة. هذا الإجراء ليس إلزاميا، لكنه يُطبق كاحتياط.

وضعية الانكماش عند الاصطدام تهدف لتسريع الوفاة

العكس هو الصحيح، فالانكماش يقلل الإصابات ويزيد فرص النجاة في حوادث يمكن البقاء على قيد الحياة فيها، والتي تشكل نحو 70% من الحوادث الجوية.

يظل عالم الطيران محاطا بقدر لا بأس به من المبالغات والمفاهيم الخاطئة. وبينما تساهم بعض هذه الشائعات في تعميق مخاوف المسافرين، فإن الحقيقة غالبا أقل إثارة – وأكثر طمأنة. فهم الواقع خلف هذه الخرافات لا يزيد فقط من ثقافة المسافر، بل يمنحه أيضا شعورا أكبر بالأمان والثقة خلال رحلته الجوية.