استعرضت مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة، خلال معرض «جيتكس جلوبال 2025»، عدداً من المشاريع الذكية والمبتكرة، أبرزها مشروع «عين الميناء» والذي يقلص زمن مسح الموانئ من 4 ساعات إلى 50 دقيقة بطائرة درون ذكية.
وقال سلطان بن سليم، رئيس المؤسسة: إن مشاركة المؤسسة في المعرض هذا العام تجسد مسيرتنا المتواصلة في التحول الرقمي وتبني تقنيات المستقبل، بما يعزز من كفاءة الأعمال ويحقق أعلى مستويات التكامل بين الخدمات البحرية والجمركية والمناطق الحرة.
نسعى من خلال هذه المشاريع إلى تقديم تجربة رقمية متكاملة تسهم في دعم رؤية دبي لتكون المدينة الأذكى والأكثر ابتكاراً في العالم.
وأضاف: «تعد الحلول التي نستعرضها هذا العام ثمرة لجهود متكاملة تجمع بين الذكاء الاصطناعي، والأتمتة، وتحليل البيانات المتقدمة، بهدف تسريع الخدمات وتحقيق الاستدامة التشغيلية، مع التركيز على رفع رضا المتعاملين».
ومن أبرز المشاريع المعروضة خلال الحدث «مرسى»، وهي المنصة الرقيمة الموحدة والأولى من نوعها لإدارة تأجير المراسي في الإمارة تحت إشراف سلطة دبي البحرية، والتي تتيح أتمتة شاملة لعمليات التقديم، احتساب الرسوم، إصدار الفواتير والدفع الذكي، إلى جانب توحيد عقود التأجير وربطها بأنظمة الدفع الإلكترونية، وتشرف المؤسسة من خلالها على 20 مرسى بطاقة استيعابية تصل إلى 4200 وسيلة بحرية.
كما أطلقت المؤسسة مشروع «عين الميناء» وهو عبارة عن نظام طائرات مسيرة متطور لدعم عمليات سلطة موانئ دبي، يهدف إلى مراقبة حركة السفن والالتزام بالرسو، والاستجابة السريعة للحوادث، والتفتيش الأمني، ومراقبة جودة الهواء والمياه، وذلك بهدف تعزيز معايير السلامة والاستدامة في العمليات البحرية.
وفي هذا الصدد كشفت المؤسسة لـ«البيان» عن إطلاق مشروع «عين الميناء – نظام الدرون الذكي» الذي يسهم في تقليص زمن مسح الموانئ من 4 ساعات إلى 50 دقيقة فقط، عبر طائرات درون مستقلة مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويعد النظام الأول من نوعه في المنطقة، إذ يهدف إلى تعزيز السلامة التشغيلية ومراقبة البيئة البحرية ودعم التحول نحو الموانئ الذكية والمستدامة.
وأوضح الكابتن إبراهيم البلوشي، المدير التنفيذي لموانئ دبي، أن المشروع يمثل نقلة نوعية في منظومة المراقبة والتحليل البيئي، ويجسد التزام دبي بتوظيف التكنولوجيا الحديثة لخدمة الاستدامة التشغيلية والبيئية في الموانئ.
وأضاف أن النظام تم تطويره داخلياً من قبل فرق مختصة في موانئ دبي، ضمن رؤية شاملة تعزز التحول الرقمي وتدعم تحقيق أجندة دبي الخضراء 2033 وأهداف الاستدامة الدولية 2030.
وأشار إلى أن النظام يعتمد على طائرات درون مستقلة تعمل بنظام الملاحة الذاتية، ومزودة بذكاء اصطناعي لتحليل الصور والفيديوهات في الوقت الفعلي، إلى جانب واجهة عرض تفاعلية ثلاثية الأبعاد تربط الدرون مباشرة بمركز التحكم، ما يمنح المفتشين رؤية ميدانية شاملة لعمليات الميناء.
ولفت إلى أن النظام يتيح بثاً مباشراً بدقة 4K عبر كاميرات حرارية عالية الحساسية، ما مكّن فرق التفتيش من تنفيذ عمليات المسح والفحص بسرعة تفوق التفتيش اليدوي بنسبة 60 %.
وبين أن «عين الميناء» لا يقتصر على المراقبة التشغيلية فحسب، بل يعد منصة متكاملة لتحليل البيانات البيئية والتنبؤية، إذ تم تزويده بأجهزة استشعار متقدمة Sniffers sensors قادرة على رصد انبعاثات السفن بدقة عالية، بما في ذلك أكاسيد الكبريت والنيتروجين، الأمر الذي يساعد في ضمان الالتزام بالمعايير البيئية الدولية والحفاظ على جودة الهواء والمياه في الميناء.
وأوضح أن النظام يسهم كذلك في تعزيز الأمن والسلامة عبر المراقبة الدورية للمناطق الحساسة وكشف أي تسللات غير مصرح بها، فضلاً عن الاستجابة السريعة للحوادث والطوارئ من خلال المسح الجوي الفوري لأنشطة الشحن والمناولة.
وأكد أن النظام يوفر رؤية دقيقة تُسهم في تسريع اتخاذ القرار خلال المواقف الحرجة، وتقليل احتمالات الخطر على العاملين داخل الميناء.
وأضاف أن المشروع يدعم أيضاً مبادرة «حافظوا على نظافة موانئ دبي» من خلال مراقبة انسكابات النفط والانبعاثات الهوائية وتحليل جودة المياه والهواء في المناطق الساحلية، ما يسهم في الحفاظ على البيئة البحرية وتعزيز الجهود المستدامة، كما يدعم النظام عمليات فحص البنية التحتية الحيوية داخل الموانئ عبر مسح الرافعات والأنابيب والمنشآت الحرجة، واكتشاف النقاط الحرارية أو التشققات باستخدام الكاميرات الحرارية، ما يساعد على تنفيذ الصيانة التنبؤية وتقليل الأعطال المفاجئة.