تواجه شركة أمازون، عملاق التجارة الإلكترونية، تحديات ضخمة فيما يخص المنتجات المعادة من العملاء، حيث تشير التقارير إلى أن ملايين المنتجات تنتهي في أماكن غير متوقعة، ما يثير التساؤلات حول الهدر البيئي والإداري لشركة تعد من أكبر الشبكات اللوجستية في العالم.
تشير بيانات BBC Earth إلى أن العملاء في الولايات المتحدة يعيدون نحو 3.5 مليارات منتج سنويا، مع أن 20% فقط من هذه المنتجات تكون معيبة، وفقا لتقرير استقصائي نشره "ذا نيويوركر"، تُقدَّر قيمة المنتجات المعادة في الولايات المتحدة بنحو تريليون دولار، أي ما يفوق الناتج المحلي الإجمالي لمعظم الدول، وفقا لموقع slashgear.
وعلى الرغم من أن العملية المثالية للإرجاع تتضمن فحص المنتجات للتأكد من عدم تلفها وإعادتها إلى المخزون بأسعار مخفضة أو إعادة تدويرها، إلا أن الواقع غالبا ما يكون مختلفا.
فوفقا لشركة إدارة الإرجاع Optoro، تم التخلص من 8.4 مليارات رطل من المنتجات المعادة في عام 2023 فقط عبر جميع تجار التجزئة المشمولين أي ما يعادل 3.81 ملايين طن متري تقريبا، وفي 2021، كشف تقرير ITV أن أمازون كانت تحدد ما يصل إلى 200,000 منتج أسبوعيا للتدمير في مستودع واحد فقط، شملت المنتجات سماعات رأس فاخرة وكتبا وأحيانا أجهزة MacBook وiPad، فيما تم التبرع بأقل من 30,000 منتج.
وتعتمد أمازون مؤخرا على استراتيجية مختلفة لتقليل التكاليف والانتقادات، فهي تتيح للعملاء الاحتفاظ بالمنتجات المعادة وتمنحهم استرداد المبلغ، ما ينقل مهمة التخلص من المنتجات إلى المستهلك، هذا الحل يقلل من التكاليف التشغيلية، ويجنب الشركة مواجهة الانتقادات المتعلقة بالإهدار، خاصة مع ارتفاع حالات الإرجاع الاحتيالي.
ومن المسارات الأخرى التي تنتهي فيها المنتجات المعادة، بيعها لشركات التصفية، هذه الشركات تشتري المنتجات بأسعار منخفضة وتعيد بيعها بكميات كبيرة، وتقدر صناعة التصفية بحوالي 644 مليار دولار حتى أوائل 2022، ومع ذلك، كثير من المنتجات في هذه المستودعات لا تُعاد إلى السوق، إذ يتم فرز بعضها وإعادة بيعه بينما يُرمى الباقي.
ورغم كل ذلك، تُعتبر أمازون واحدة من الشركات الأفضل فيما يتعلق بمحاولات إعادة تخزين المنتجات المعادة أو إعادة توطينها، بفضل شبكتها اللوجستية الضخمة والبيانات المتوفرة لديها وشراكاتها التجارية، ومع تزايد الطلب على المنتجات الرخيصة وسهولة الإرجاع من قبل العملاء، يظل التحدي الأكبر هو إدارة الفائض بطريقة مستدامة وفعّالة.
ويبقى السؤال المحوري، هل يمكن لشركة بحجم أمازون أن توازن بين مصالح العملاء والبيئة، أم أن الهدر سيظل جزءا لا يتجزأ من تجارة المنتجات المعادة؟


