«رالي سانتا كلوز» أمل وول ستريت لنهاية عام 2025 القوي

يواجه المستثمرون الذين كانوا يأملون بأجواء تفاؤل تقليدية مع اقتراب عطلة نهاية العام في سوق الأسهم الأمريكية حالة من الاضطراب قد تبقي الأسواق في حالة ترقب حتى نهاية العام.

وعلى الرغم من أن مؤشرات الأسهم لا تزال على المسار الصحيح لتحقيق أداء قوي في عام 2025 فإن المؤشر القياسي «ستاندرد آند بورز 500» تراجع بشكل طفيف منذ بداية ديسمبر، مخالفاً الأنماط التاريخية، التي تشير إلى أن هذا الشهر يكون عادة من أقوى أشهر العام.

وتسببت قضيتان رئيسيتان في تقلبات حادة بأسواق الأسهم الأمريكية، خلال الأسابيع الأخيرة: التدقيق المتزايد في الإنفاق الضخم للشركات على بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، وتغير توقعات المستثمرين بشأن وتيرة خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي في عام 2026.

وخلال الأسبوع الماضي ألقت تساؤلات تتعلق بمشروع لمراكز البيانات تابع لشركة أوراكل بظلالها على أسهم التكنولوجيا والأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، في حين أسهمت بيانات تضخم معتدلة صدرت، الخميس، في دعم الأسواق.

وقال أنجيلو كوركافاس، كبير استراتيجيي الاستثمار العالمي في شركة إدوارد جونز: «البيانات الاقتصادية الصادرة هذا الأسبوع تعزز التوقعات بأن يتبنى الاحتياطي الفيدرالي توجهاً يميل إلى خفض أسعار الفائدة».

وأضاف كوركافاس أنه «في الوقت الذي قد يتجه فيه المستثمرون خلال الأيام المقبلة إلى جني الأرباح بعد عام قوي، ما قد يسبب بعض ضغوط البيع، فإن أحدث البيانات توفر على الأرجح الضوء الأخضر لحدوث ما يعرف بـ«رالي سانتا كلوز» هذا العام».

ومنذ عام 1950 سجل ما يعرف بـ«رالي سانتا كلوز» ارتفاعاً بمتوسط 1.3% لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، خلال آخر خمسة أيام تداول من العام، وأول يومين من يناير، وفقاً لـ Stock Trader’s Almanac، ويبدأ هذا الإطار الزمني هذا العام يوم الأربعاء، ويستمر حتى الخامس من يناير.

وتفاعل المستثمرون الأسبوع الماضي مع دفعة كبيرة من البيانات الاقتصادية، التي تأخر صدورها، بسبب الإغلاق الحكومي الفيدرالي، الذي استمر 43 يوماً.

وأظهرت بيانات التوظيف أن نمو الوظائف تعافى في نوفمبر، غير أن معدل البطالة بلغ 4.6%، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من أربع سنوات.

كما أظهر تقرير آخر تأخر صدوره، يوم الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفع بأقل من المتوقع خلال الـ12 شهراً المنتهية في نوفمبر، غير أن التفاؤل الناتج عن بيانات التضخم المهدئة قد يكون محدوداً، بسبب تشوهات في البيانات، من بينها تأخر جمع المعلومات إلى أواخر نوفمبر، وهي الفترة التي شهدت تقديم تجار التجزئة خصومات موسمية.

وكان الاحتياطي الفيدرالي قد خفض أسعار الفائدة في ثلاثة اجتماعات متتالية، ما دفع المستثمرين الآن إلى تحليل البيانات بحثاً عن مؤشرات حول موعد إمكانية إجراء تخفيف إضافي للسياسة النقدية في عام 2026.

وقال تريفور سلافن، الرئيس العالمي لتخصيص الأصول وحلول المحافظ متعددة الأصول في شركة بارينغز، إن الأسبوع الجاري سيحمل تساؤلات كبيرة حول المسار المستقبلي لسياسة الاحتياطي الفيدرالي، في ظل التشوهات الناتجة عن الإغلاق الحكومي وتأثيرها على البيانات.

وأضاف سلافن أن هناك حالة من الجدل غير المحسوم حول اتجاه السياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى، ومسار التضخم، في وقت تظهر فيه مؤشرات مزيداً من الضعف في بيانات سوق العمل.

ومن المقرر أن تشمل البيانات الاقتصادية المنتظرة خلال الأسبوع الجاري أرقام الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث، وطلبات السلع المعمرة، ومؤشر ثقة المستهلك، ومن المرجح أيضاً أن يظل التركيز خلال أسبوع التداول القصير، بسبب العطلات منصباً على قطاع الذكاء الاصطناعي، الذي كان من أبرز محركات صعود الأسهم هذا العام.

وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بأكثر من 15% منذ بداية عام 2025، وهو في طريقه لتحقيق ثالث عام على التوالي من المكاسب التي تتجاوز 10%، غير أن المخاوف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي مؤخراً، بما في ذلك توقيت تحقيق العوائد من الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية، ألقت بظلالها على قطاع التكنولوجيا، الذي كان من أكثر القطاعات ارتفاعاً، والذي يتمتع بأكبر وزن نسبي داخل المؤشرات الرئيسية مثل «ستاندرد آند بورز 500».

وقال مارك لوشيني، كبير استراتيجيي الاستثمار في شركة جاني مونتغومري سكوت، إن حالة من الشك بدأت تظهر بشكل أوضح حول حجم الإنفاق على الذكاء الاصطناعي.

وأضاف أن التمثيل الكبير لأسهم التكنولوجيا في المؤشرات المرجحة بالقيمة السوقية يزيد من الضغوط على أداء السوق ككل.

وفي المقابل أسهمت قطاعات أخرى كانت متأخرة في الأداء خلال العام في تعويض هذا التراجع، من بينها القطاعات الحساسة للدورة الاقتصادية مثل النقل والقطاع المالي والشركات الصغيرة، التي سجلت جميعها مكاسب خلال شهر ديسمبر.

وقال كوركافاس، إن الأموال بدأت تتحول بعيداً عن قطاع التكنولوجيا، مضيفاً أن قطاعات أخرى تدخلت لدعم السوق، وأسهمت في إبقاء التداولات، ضمن نطاق عرضي نسبياً.

أبرز أحداث الأسبوع:

الثلاثاء 23 ديسمبر

الناتج المحلي الإجمالي

طلبات السلع المعمرة

مؤشر الإنتاج الصناعي

معدل استغلال الطاقة الإنتاجية

مؤشر ثقة المستهلك

الأربعاء 24 ديسمبر

طلبات إعانة البطالة الأولية

الخميس 25 ديسمبر

لا توجد بيانات مجدولة – عطلة عيد الميلاد

الجمعة 26 ديسمبر

لا توجد بيانات اقتصادية مجدولة