سر استثمارات إيلون ماسك.. لماذا لا يشتري الأسهم؟

في خطوة تكشف جانباً غير مألوف من شخصية أغنى رجل في العالم، أوضح إيلون ماسك أن سر نجاحه لا يقوم على شراء الأسهم أو بناء المحافظ الاستثمارية، بل على فلسفة مختلفة تماماً ، حيث يقول ماسك: "أنا لا أبحث عن استثمارات.. أنا أبني شركات".

هذا التصريح المثير فتح باب التساؤلات حول كيفية تفكير ماسك في المال والقيمة المستقبلية، ولماذا يفضل خلق الأسواق بدلاً من الاستثمار فيها مثل بقية المليارديرات.

وخلال مقابلة على بودكاست People by WTF، تحدث ماسك عن أسباب تجنبه شراء الأسهم التقليدية، ورؤيته لمستقبل الاقتصاد العالمي، محذراً من مخاطر الدين الأميركي، ومؤكداً أن الذكاء الاصطناعي والروبوتات والفضاء ستكون المحركات الكبرى للقيمة الاقتصادية خلال السنوات القادمة.

وكشف إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تيسلا وسبايس إكس، عن فلسفته الاستثمارية الغريبة نوعا ما، والتي تختلف عن أغلب المستثمرين التقليديين، ففي مقابلة مع نيكيل كامات، المؤسس المشارك لشركة Zerodha، في بودكاست People by WTF، أوضح ماسك أنه لا يشتري الأسهم التقليدية، ولا يمتلك محفظة استثمارية.

وقال أغنى رجل في العالم:" أنا لا أبحث عن أشياء للاستثمار فيها. أنا أحاول بناء الشركات، وبالصدفة يكون هناك سهم للشركة التي أنشأتها".

ماسك يركز على ابتكار الشركات وإنتاج منتجات جديدة بدل الاعتماد على الأسهم التقليدية، مؤكدا أن استراتيجيته تقوم على إنشاء القيمة بنفسه، وليس على متابعة الأسهم أو الأسواق المالية.

ويوضح ماسك أن سر استثماراته لا يقوم على شراء الأسهم التقليدية كما يفعل معظم الأثرياء، بل على بناء الشركات من الصفر وصناعة القيمة بيده، فهو لا يرى نفسه مستثمراً يبحث عن أسهم واعدة، بل مبتكراً يخلق فرص النمو بنفسه. ويؤكد أن امتلاك محفظة أسهم لا يعني له شيئاً مقارنة بامتلاك القدرة على تطوير تقنيات جديدة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والفضاء. بالنسبة لماسك، الاستثمار الحقيقي هو الوقت والجهد المبذول في إنشاء شركات تغير العالم، وليس تعقب الأسواق المالية. لذلك يعتبر أن المنتجات التي تطورها شركاته هي أصوله الحقيقية، وأن دوره ليس شراء أسهم ناجحة، بل بناء الشركات التي تملك هذه الأسهم منذ البداية.

وعند سؤاله عن القطاعات الواعدة خارج مشاريعه، أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي، الروبوتات، والرحلات الفضائية ستصبح محركات أساسية للقيمة الاقتصادية العالمية، حيث إن الإنتاج الهائل في هذه المجالات قد يقزم أي استثمار آخر.

وكشف ماسك أن الدين القومي الأمريكي "مرتفع بشكل جنوني". وأضاف أن مدفوعات فوائد هذا الدين تجاوزت بالفعل بنود الميزانية الرئيسية.

وفي المقابلة ،أوضح إيلون ماسك أن الذكاء الاصطناعي والروبوتات هي السبيل الوحيد الذي يمكن أن يساعد أمريكا على الخروج من أزمة الديون.

يُشكك ماسك أيضا في الحلول المالية أو السياسية التقليدية، إذ يعتقد أنها غير كافية لمعالجة مشكلة الديون الهيكلية. كما توقع أنه في غضون ثلاث سنوات تقريبا، قد يتجاوز إنتاج السلع والخدمات المُمكّن بالذكاء الاصطناعي والروبوتات معدل التضخم، مما يؤدي إلى نمو اقتصادي قوي بما يكفي لخفض عبء الديون أو تحييده.

وزعم الرئيس التنفيذي لشركة تسلا أيضا أن هذا التحول يمكن أن يؤدي إلى تغييرات مجتمعية مثل الاعتماد بشكل أقل على العمالة البشرية والتحول نحو الوفرة وزيادة معدل الأتمتة.

وأشار ماسك إلى أن "غوغل" و "ألفابات" و"إنفيديا" تضع الأساس لإنتاج قيمة ضخمة في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات.

وأضاف: "غوغل وضعت الأساس لكمية هائلة من خلق القيمة من وجهة نظر الذكاء الاصطناعي، وإنفيديا واضحة في هذه المرحلة".

وأشار ماسك أيضا إلى تقارب شركاته الثلاث الكبرى، تسلا وSpaceX وxAI، خصوصا إذا أصبح المستقبل مرتبطا بأقمار صناعية تعمل بالطاقة الشمسية، قائلاً: "يجب أن تنتقل إلى أقمار الذكاء الاصطناعي التي تعمل بالطاقة الشمسية في الفضاء العميق، وهو نوع من التقاء خبرة تسلا وخبرة سبيس إكس وxAI على جبهة الذكاء الاصطناعي".

ويتوقع ماسك أن خلال ثلاث سنوات، قد يتجاوز إنتاج السلع والخدمات المدعوم بالذكاء الاصطناعي والروبوتات معدل التضخم، ما يؤدي إلى نمو اقتصادي قوي يقلل من عبء الديون. كما يمكن لهذا التحول أن يغير المجتمع من خلال تقليل الاعتماد على العمل البشري وزيادة الأتمتة، ما يوفر وفرة وإنتاجية أكبر ويعيد تعريف طرق العمل والإنتاج في الاقتصاد العالمي.