تراجعت أسعار النفط، اليوم الخميس، مع تقييم الأسواق لمخاوف الاقتصاد الكلي التي تتضمن احتمالات أن تؤثر حروب الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة ودول أخرى في الطلب العالمي.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 54 سنتاً، أي 0.8 بالمئة، إلى 70.41 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 15:25 بتوقيت جرينتش، بينما خسرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 63 سنتاً أي 0.9 بالمئة إلى 67.05 دولاراً للبرميل.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن المعروض العالمي من النفط قد يتجاوز الطلب بنحو 600 ألف برميل يومياً هذا العام، مع نمو المعروض بقيادة الولايات المتحدة، ومن المتوقع الآن أن يرتفع الطلب العالمي 1.03 مليون برميل يوميا فقط، أي أقل من توقعات الشهر الماضي بواقع 70 ألف برميل يوميا. وسيعزز الطلب الآسيوي، خاصة من الصين، نمو الطلب بشدة.
وأشار التقرير إلى تدهور ظروف الاقتصاد الكلي بما يتضمن تصاعد التوترات التجارية.
وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأربعاء بتصعيد حرب تجارية عالمية بفرض مزيد من الرسوم الجمركية على سلع الاتحاد الأوروبي، في حين تعهد شركاء تجاريون رئيسيون للولايات المتحدة بالرد على الإجراءات التي فرضها ترامب.
وهزت التوترات التجارية ثقة المستثمرين والمستهلكين والشركات. وإلى جانب الخفض الشديد في الإنفاق الحكومي، شهدت أسواق العمل اضطرابا، ويخشى البعض من ركود اقتصادي في الولايات المتحدة.
وقال آندرو ليبو رئيس شركة ليبو أويل أسوشيتس ومقرها هيوستن "أعتقد أن (الرسوم الجمركية) تؤثر بالتأكيد على تصور السوق لنمو الطلب (على النفط) في عام 2025، ومن المتوقع أن تؤثر الرسوم الجمركية والرسوم الجمركية المضادة على المستهلك في نهاية المطاف".
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس أيضا إن موسكو توافق على المقترحات الأمريكية لوقف القتال لكن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يؤدي إلى سلام دائم ومعالجة جذور الصراع.
وتحسب السوق حساب احتمال التوصل إلى وقف إطلاق نار قصير الأمد بين روسيا وأوكرانيا، لكن المحلل جيوفاني ستاونوفو من بنك يو.بي.إس قال اليوم الخميس إنه "ما زال متشككا" في أن تؤدي مثل هذه النتيجة إلى توافر مزيد من النفط الروسي.
ومع إعلان الرئيس الأمريكي التزامه بخفض أسعار النفط، قال محللون في سيتي جروب إن توقعاتهم لسعر خام برنت بحلول النصف الثاني من عام 2025 تبلغ 60 دولاراً للبرميل.
وأعلنت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أمس الأربعاء أن قازاخستان قادت قفزة كبيرة في إنتاج مجموعة أوبك+ من النفط الخام لشهر فبراير شباط، مما يبرز التحدي الذي تواجهه مجموعة المنتجين في فرض الالتزام بأهداف الإنتاج المتفق عليها.
وذكر محللو جي.بي مورجان أن المخاوف بشأن ضعف الطلب على وقود الطائرات أثرت أكثر على الأسواق، مُضيفين أن بيانات إدارة أمن النقل الأمريكية أظهرت انخفاض أعداد الركاب لشهر مارس آذار خمسة بالمئة على أساس سنوي عقب ركود حركة المرور في فبراير.
وأضافوا "بحلول 11 مارس، بلغ متوسط الطلب العالمي على النفط 102.2 مليون برميل يوميا، بزيادة قدرها 1.7 مليون برميل يومياً على أساس سنوي، متجاوزاً الزيادة المتوقعة لهذا الشهر بمقدار 60 ألف برميل يومياً".