40 % من شركات الدوائيات الألمانية تعاني نقص الطلبيات

أشارت تقديرات اتحاد شركات صناعة الكيماويات والدوائيات الألمانية إلى حدوث استقرار في القطاع لكنه لم يحقق بعد تعافيًا قويًا من أزمته. وحسبما أوضح الاتحاد في فرانكفورت اليوم الخميس، فإن إيرادات القطاع في النصف الأول من العام تراجعت بشكل طفيف و بلغت 0.5% مقارنة بنفس الفترة من 2024، لتصل إلى 107 مليارات يورو، في حين تراجع الإنتاج في ظل ثبات الأسعار بنسبة 1%.

وأوضح الاتحاد أن هذا يعني أن القطاع قد أوقف الانحدار الحاد الذي سجله خلال السنوات الماضية، وذكر أن الشركات لا تتوقع حدوث انتعاش قبل حلول العام المقبل.

وقال رئيس الاتحاد، ماركوس شتايليمان: "لا يلوح تحول في الاتجاه بالنسبة لقطاعنا في عام 2025"، وأضاف أن نحو 40% من الشركات الأعضاء تعاني حاليًا من نقص في الطلبيات.

ورغم ذلك، تحدث شتايليمان عن دعم الحكومة للقطاع مشيرًا إلى أن هناك تحولًا في التفكير في برلين وبروكسل، وقال: "القدرة التنافسية، والمرونة، وتخفيف البيروقراطية عادت إلى قمة الأجندة السياسية".

وأضاف أن الحكومة الألمانية الجديدة اتخذت بالفعل خطوات أولى مهمة، وأردف:" يبدو أن ألمانيا وأوروبا قد بدأتا أخيرًا فى ذلك

وطالب، على سبيل المثال، بوضع سعر خاص للكهرباء الصناعية، وتقليص البيروقراطية التي تكلف الاقتصاد الألماني، بحسب نحو 146 مليار يورو سنويًا وفق تقديرات معهد إيفو للأبحاث الاقتصادية.

وفي النصف الأول من العام، استفاد ثالث أكبر قطاع صناعي في ألمانيا بعد قطاع صناعة السيارات وقطاع الهندسة الميكانيكية، مجددًا من الأعمال القوية في قطاع الأدوية، حيث زاد الإنتاج هناك بنسبة 2%، بينما تراجع الإنتاج في قطاع الكيماويات بنسبة 3% بسبب ضعف التشغيل.

وظل إجمالي أعداد العاملين في القطاع مستقرا عند نحو 480 ألف عامل في ألمانيا، رغم قيام شركات كبرى مثل باسف بإيقاف بعض منشآتها.

وكان القطاع سجل في الربع الأول من العام الحالي زيادات ملحوظة في الإيرادات والإنتاج، ويرجع ذلك جزئيا إلى سعي الزبائن إلى تقديم طلباتهم تحسبًا لفرض رسوم جمركية أمريكية على الأدوية.

وأكد اتحاد (في سي آي) توقعاته لهذا العام، مشيرًا إلى أن الإنتاج سيبقى دون تغيير، بينما من المتوقع أن تنخفض الإيرادات بنسبة طفيفة تبلغ 1%.

وأشار شتايليمان إلى أن النزاع الجمركي مع الولايات المتحدة لا يزال يشكل عبئًا، وقال: " سياسةالرئيس الأمريكي دونالد ترامب تُربك الاقتصاد العالمي بشكل متزايد وهو ما يؤثر علينا أيضًا".

وتعاني صناعة الكيماويات، وهي صناعة كثيفة الاستهلاك للطاقة، منذ فترة من ارتفاع أسعار الطاقة والركود الاقتصادي.

ففي النصف الأول من العام، كان إنتاج الكيماويات أقل بنسبة 20% تقريبًا مقارنة بعام 2018، الذي سبق الأزمة. وأعلنت شركات كبرى مثل باسف وإيفونيك بالفعل عن برامج تقشف ضخمة تشمل تقليص الوظائف،. ومؤخرًا، خفضت كل من باسف وشركة كوفيسترو للبلاستيك توقعاتهما للأداء التجاري.