حيث تمتلك الدولة حالياً 35 مركز بيانات تشغيلياً، إلى جانب خط استثماري بقيمة 44 مليار دولار يمثل أكثر من نصف استثمارات دول مجلس التعاون في هذا القطاع الحيوي.
وتوافر البنية التحتية للطاقة، والعلاقات المتقدمة مع كبرى شركات التكنولوجيا العالمية، ما يضع الدولة في موقع متقدم لاقتناص العوائد الاقتصادية المرتبطة بالمرحلة الأولى من توسع الذكاء الاصطناعي.
ووفق تقديرات PwC، من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بنحو 96 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي للإمارات بحلول عام 2031، أي ما يعادل 13.6% من الناتج المحلي، وهي النسبة الأعلى خليجياً، ما يعكس الأثر المتنامي لهذه الاستثمارات على النمو الاقتصادي طويل الأمد.
قائد إقليمي
ويعكس هذا التركّز مزايا هيكلية تشمل سرعة التنفيذ، وتوافر البنية التحتية للطاقة، والعلاقات الوثيقة مع شركات التكنولوجيا العملاقة، ما يضع الإمارات في موقع يمكنها من تحقيق عوائد اقتصادية تفوق المتوسط الإقليمي.
ووفقاً لتقديرات PwC، من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بنحو 96 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات بحلول عام 2031، أي ما يعادل 13.6% من الناتج المحلي، وهي النسبة الأعلى بين دول الخليج، وتكاد تكون ضعف متوسط المنطقة البالغ 8.2%.
ومن المتوقع أن ترتفع القدرة الاستيعابية لمراكز البيانات من 414 ميغاواط إلى نحو950 ميغاواط بحلول عام 2028، أي بزيادة تبلغ 130%.
كما يتسارع النمو بفضل مشاريع بنية تحتية كبرى للذكاء الاصطناعي، أبرزها المرحلة الأولى من مجمع Stargate AI (ستارغيت) التابع لشركة G42، والذي سيضيف وحده 200 ميغاواط بحلول منتصف عام 2026.
إضافة إلى ذلك، توجد استثمارات بقيمة 33.6 مليار دولار في مرحلة ما قبل التنفيذ موزعة على 13 مشروعاً، يهيمن عليها المخطط الرئيسي الكامل لمشروع Stargate بقدرة 5 غيغاواط.
أكبر المستثمرين
وبهذا، رسّخت الدولة موقعها كمصدر رئيسي لرأس المال الموجّه لتطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.
وتتصدر مايكروسوفت قائمة الالتزامات الإقليمية باستثمارات تبلغ 17.3 مليار دولار، تليها أمازون ويب سيرفيسز (AWS) باستثمارات 16.3 مليار دولار.
كما أنشأت غوغل كلاود عدة مناطق تشغيلية في المنطقة باستثمارات تتجاوز عدة مليارات من الدولارات، في حين التزمت أوراكل باستثمار 1.5 مليار دولار ضمن عملياتها السحابية في السعودية.
وأفاد بنك الإمارات دبي الوطني بأن الذكاء الاصطناعي سيكون قوة مهيمنة تُشكّل مسار النمو الاقتصادي في عام 2026، مع تأثير ملموس يأتي عبر واحدة من أكبر موجات بناء البنية التحتية في التاريخ الاقتصادي الحديث.
ويبرز هذا الوضوح على النقيض الحاد من حالة عدم اليقين التي تحيط بمعظم المتغيرات الاقتصادية الأخرى، إذ تتراوح توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي ضمن نطاق واسع يبدأ من 2.4% وفق تقديرات البنك الدولي المتحفظة، ويصل إلى 3.1% بحسب توقعات صندوق النقد الدولي الأكثر تفاؤلاً.
التجارة الدولية
وقد أظهر قطاع أشباه الموصلات زخماً استثنائياً، إذ ارتفعت المبيعات خلال النصف الأول من عام 2025 بنسبة 18.9% على أساس سنوي لتصل إلى 346 مليار دولار، ما يضع التوقعات لكامل عام 2025 عند 772 مليار دولار.
ولعام 2026 عند 975 مليار دولار، وفق تحديث ديسمبر 2025 الصادر عن الإحصاءات العالمية لتجارة أشباه الموصلات (WSTS).
ومعدات الشبكات عالية الأداء، وأنظمة التبريد المتقدمة، والبنية التحتية المتخصصة للطاقة — إلى ما بين 250 و350 مليار دولار في عام 2026.
وتعيد هذه الطفرة في الأجهزة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي تشكيل أنماط التجارة العالمية، إذ وثّقت منظمة التجارة العالمية أن السلع المرتبطة بالذكاء الاصطناعي شكّلت 43% من نمو تجارة السلع العالمية في النصف الأول من عام 2025.
رغم أنها لا تمثل سوى 15% من إجمالي قيمة التجارة، مسجّلة نمواً سنوياً بنسبة 20%، مقارنة بأقل من 4% للسلع غير المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
