عقارات دبي عند قمة تاريخية جديدة بـ 1683 درهماً للقدم المربعة

زخم سوق العقارات السكنية في دبي استمر خلال شهر أكتوبر
زخم سوق العقارات السكنية في دبي استمر خلال شهر أكتوبر

واصل السوق العقاري بدبي أداءه الاستثنائي منذ مطلع العام 2025، حيث سجل متوسط سعر القدم المربعة في دبي قمة تاريخية جديدة، بلغت 1683 درهماً في أكتوبر الماضي محطماً بذلك الرقم القياسي المسجل في سبتمبر 2025 عند 1681 درهماً، ويعتبر الرقم المسجل في أكتوبر أعلى ذروة سعرية للسوق على الإطلاق، في مؤشر واضح على الزخم القوي، الذي يشهده القطاع العقاري في الإمارة.

ووفقاً لمنصة الأبحاث العقارية «بروبرتي مونيتور» في تقريرها الشهري لعقارات دبي، استمر زخم سوق العقارات السكنية في دبي خلال شهر أكتوبر، مع تراجع ملحوظ في المكاسب الشهرية، ارتفعت الأسعار بنسبة 0.13% فقط، متراجعة عن الزيادات الأكثر وضوحاً، التي شهدها شهرا سبتمبر وأغسطس.

وحتى مع هذه الوتيرة البطيئة يواصل السوق ارتفاعه بثبات، بلغ مؤشر الأسعار الديناميكي (DPI) التابع لمرصد العقارات 235 نقطة عند متوسط أسعار 1,683 درهماً للقدم المربعة - أي أكثر من ضعف مستواه عند أدنى مستوى له في أكتوبر 2020، وأعلى بكثير من أعلى مستوى سابق للسوق سجل في عام 2014.

ولا يزال الاتجاه الصعودي طويل الأمد للسوق قائماً، حتى مع تباطؤ الحركات الشهرية، وعلى أساس شهري ارتفعت أسعار العقارات بدبي خلال أكتوبر بنسبة 0.13%، بينما حافظ النمو السنوي على قوته عند 14.2%، وعلى أساس ربع سنوي شهدت الأسعار ارتفاعاً بنسبة 3.2%، مواصلة بذلك اتجاهها الصعودي المطرد.

توقعات السوق

بلغ عدد المعاملات العقارية منذ بداية العام نحو 178 ألف معاملة، ما يمثل زيادة بنسبة 17.4% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2024، ويتجاوز بالفعل 98% من إجمالي عدد المعاملات المسجلة، خلال العام الماضي بأكمله.

وفي حال استمرار هذا الزخم حتى ديسمبر من المتوقع أن يتجاوز إجمالي المعاملات 212,000 معاملة، مسجلاً رقماً قياسياً سنوياً جديداً هو الأعلى على الإطلاق، ومواصلاً مسيرة دبي القياسية للعام الثالث على التوالي.

مع دخول دبي مرحلة متقدمة من الربع الأخير من العام لا تزال ظروف السوق تظهر علامات عودة تدريجية إلى وضعها الطبيعي، فقد استقر نمو الأسعار، وبينما كان شهر أكتوبر أول شهر في عام 2025 لا يسجل أعلى مستوى تاريخي جديد، لا يزال نشاط المعاملات مرتفعاً بشكل استثنائي مقارنة بالمعايير التاريخية.

ويعكس تراجع المكاسب الشهرية تحول السوق من التوسع السريع إلى مسار أكثر استدامة، ويبدو أن نشاط الرهن العقاري مهيأ لمزيد من التحسن في الأشهر المقبلة، حيث ينعكس الخفض الأخير في أسعار الفائدة بشكل كامل، وتتزايد التوقعات حول تخفيضات إضافية، وسيدعم هذا كلاً من معنويات المستخدم النهائي ونشاط الاستثمار، لا سيما بين المشترين المؤسسيين، الذين أرجأوا قرارات التمويل في وقت سابق من العام.

في الوقت نفسه يستمر العرض الجديد في التزايد بوتيرة غير مسبوقة، ويشير الحجم الهائل لعمليات إطلاق الوحدات على الخارطة إلى أن المطورين يستعدون لاستدامة الطلب، حتى لو عادت معدلات الاستيعاب تدريجياً إلى وضعها الطبيعي، مع إطلاق أكثر من 130,000 وحدة سكنية حتى تاريخه، وظهور مجمعات سكنية منخفضة الكثافة في الأفق، ستعتمد المرحلة التالية من السوق على مدى فعالية توازن العرض مع تباطؤ وتيرة المبيعات.

ورغم وجود بعض المناطق التي تشهد تباطؤ في النمو لا تزال أساسيات دبي قوية بشكل استثنائي: استمرار تدفق السكان، والمرونة الاقتصادية، ومكانة المدينة العالمية كونها مركزاً استثمارياً آمناً، ومن المتوقع أن تدعم هذه العوامل استقرار السوق مع انتقاله إلى عام 2026، حتى مع تزايد اهتمام المشترين بالأسعار، ونهج المطورين الاستراتيجي في جداول إصدارهم.

المشاريع الجديدة

ظلت مشاريع دبي الجديدة قيد التنفيذ قوية بشكل استثنائي في أكتوبر، حيث تم إطلاق 65 مشروعاً جديداً، ما أدى إلى طرح أكثر من 14,000 وحدة سكنية بقيمة تقدر بنحو 33.5 مليار درهم، وحتى تاريخه، تم إطلاق 532 مشروعاً، ما أدى إلى طرح ما يقرب من 131,504 وحدات في السوق - وهي مستويات تتجاوز بكثير ما كان يشكل عادة عاماً كاملاً من النشاط.

أطلق ما مجموعه 228 مطوراً عقارياً مشاريع جديدة منذ بداية عام 2025، ارتفاعاً من 163 مطوراً، خلال الفترة نفسها من عام 2024، ما يعكس التوسع المستمر في عدد المشاركين من جانب العرض.

ولا تزال الشقق تهيمن على إطلاقات شهر أكتوبر، حيث شكلت 99% من إجمالي المعروض الجديد، في حين لم يطرح سوى 144 وحدة فقط ضمن فئتي الفلل والتاونهاوس، وحتى الآن، يشكل المزيج العام للمعروض خلال السنة 91.2% «للشقق»، 4.8% «تاونهاوس»، و4.0% «للفلل».

وبالنظر إلى المستقبل تشير خطط الإطلاق القادمة إلى زيادة ملحوظة في المعروض من المساكن العائلية المستقلة (الفلل والتاونهاوس)، مع استعداد عدد من المطورين لطرح تجمعات سكنية جديدة، من بينها: مجمعات جديدة من إعمار في Grand Polo Club وThe Valley، الإطلاق المعاد تصميمه لمشروع The Heights، والمرحلة الأولى من DAMAC Islands 2، ودفعات إضافية مرتقبة ضمن توسعات شركة وصل في جميرا غولف إستيت.

وتشير هذه التوسعات إلى دخول السوق مرحلة توفر أوسع في قطاع المساكن العائلية، الأمر الذي يتوقع أن يلعب دوراً محورياً في تلبية الطلب المرتفع والمتنامي على الفلل والمنازل المستقلة في دبي.

الفئات السعرية

بحصر فئات الأسعار التسعة في ثلاث مجموعات رئيسية استحوذت العقارات في الفئة المتوسطة (من مليون إلى 3 ملايين درهم) على الحصة الأكبر من السوق بنسبة 50.9%، بانخفاض قدره 4.5%، وتمثل الفئات منخفضة الأسعار، التي تقل قيمة عقاراتها عن مليون درهم 28.7% من السوق، بزيادة قدرها 1.9% عن سبتمبر، بينما تمثل الفئات عالية الأسعار، التي تزيد قيمة عقاراتها على 3 ملايين درهم 20.4% من السوق، بزيادة قدرها 2.6% على أساس شهري.