وفي لقاء «البيان» به، على هامش معرض «جيتكس» للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والشركات الناشئة بدبي، في دورته الـ 45 هذا العام، يوجز عمرو كامل، مدير عام «مايكروسوفت - الإمارات»، الأسباب الرئيسة التي جعلت الإمارات مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي، و«منصة» تنطلق من خلالها أكبر وأنجح الاستثمارات في مجال التكنولوجيا.
حلول مبتكرة
هناك تعاون وثيق بين مايكروسوفت وشركائها في الدولة، بما في ذلك جهات حكومية وشركات وطنية كبرى، من أجل بناء بنية تحتية رقمية متكاملة، تُعدّ من الأقوى على مستوى المنطقة والعالم، فعلى سبيل المثال، تعمل مايكروسوفت مع شركاء استراتيجيين، منهم G42 و«خزنة داتا» على تطوير مشاريع متقدمة في مجالات السحابة السيادية والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وإدارة البيانات.
وهذه المشاريع لا تعزز فقط أمن البيانات وسيادتها بالإمارات، بل تُرسّخ أيضاً مكانة الدولة مركزاً عالمياً لتقنيات المستقبل، ووجهة موثوقاً بها للشركات العالمية التي تبحث عن بيئة تكنولوجية آمنة ومتقدمة.
وقد لمسنا عن قرب حجم الشراكة والتكامل بين مايكروسوفت والإمارات، عبر مبادرات تمتد لقطاعات متعددة، من التعليم إلى الصحة إلى الاقتصاد الرقمي».
التعليم والذكاء الاصطناعي
حيث تُستخدم تقنيات مايكروسوفت في تحليل الصور الطبية، وتشخيص الأمراض بدقة أعلى، وإدارة بيانات المرضى، ما يسهم في رفع كفاءة الخدمات، وتحسين تجربة المريض بشكل عام.
ولذا، يعد مستوى تبنّي الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي الإماراتي، من بين الأعلى في المنطقة، وهو ما يعكس ثقة المؤسسات المحلية بالتكنولوجيا الحديثة».
ولقد مضت ثلاثة أعوام منذ انطلاق موجة الذكاء الاصطناعي التوليدي، وخلال هذه الفترة القصيرة، أصبح هذا المجال قوة حقيقية، تُعيد تشكيل الصناعات، والاقتصادات، والمجتمعات حول العالم. واليوم، يظهر جيل جديد من وكلاء الذكاء الاصطناعي القادرين على اتخاذ القرارات، والعمل بشكل مستقل مع تقليل الحاجة إلى التدخل البشري المباشر، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الإنتاجية والابتكار.
الكفاءات الإماراتية
ومن هذا المنطلق، أطلقت مايكروسوفت سلسلة من البرامج والمبادرات التدريبية، بالتعاون مع الجهات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية في الدولة، بهدف تأهيل الكفاءات الوطنية على أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وتحليل البيانات، وتشمل هذه الجهود مبادرات بارزة، مثل: برنامج «مهارات المستقبل»، الذي يهدف إلى تدريب آلاف الشباب الإماراتيين على مهارات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته العملية.
إضافةً إلى التعاون مع الجامعات الإماراتية لتطوير مناهج حديثة تدمج الذكاء الاصطناعي في تخصصات الهندسة والإدارة والعلوم التطبيقية، وتنظيم ورش عمل وبرامج تطوير للموظفين الحكوميين، لرفع جاهزيتهم في أعمالهم اليومية.
وكل هذه الجهود تتكامل مع «رؤية الإمارات 2031»، التي تضع بناء الإنسان في قلب التنمية الاقتصادية، ونحن نؤمن بأن الاستثمار في الكفاءات المحلية، لا يقل أهمية عن الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، بل هو الضمان الحقيقي لاستمرار التقدم، وأن تمكين الشباب الإماراتي من أدوات الذكاء الاصطناعي، يعني تمكينهم من الابتكار والريادة والمنافسة العالمية في المستقبل القريب».
