أكد عمار المالك، النائب التنفيذي لرئيس مجموعة «تيكوم – القطاع التجاري» المدير العام لمدينة دبي للإنترنت، أن مدينة دبي للإنترنت نجحت في ترسيخ مكانتها أكبر تجمّع تكنولوجي في المنطقة، حيث جذبت الشركات الناشئة تمويلات تجاوزت 8 مليارات درهم، وتضم اليوم أكثر من 4000 شركة إقليمية وعالمية، من بينها «جوجل» و«فيزا» و«ميتا» و«إنفيديا»، وأسهمت في توفير أكثر من 125 ألف وظيفة تقنية، وتوليد 65 % من الناتج المحلي لقطاع التكنولوجيا في دبي.
وقال، في مقابلة مع «البيان»: «نشهد اليوم نمواً ملحوظاً في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وتقنية البلوك تشين والطاقة النظيفة، التي باتت تتحوّل تدريجياً إلى أولوية لدى الشركات وأصحاب الأعمال.
وتضم مدينة دبي للإنترنت مئات الشركات المحلية والعالمية، ما يثبت أنها الوجهة المفضلة لأبرز شركات التكنولوجيا؛ فهي تمتاز بمجتمعها المتكامل المصمم لتلبية احتياجات الشركات على اختلاف أحجامها، بما في ذلك بنيتها التحتية المتقدمة ومنظومتها التشريعية العالمية التي تستفيد من الإطار التنظيمي الداعم للأعمال في دبي، وأنظمة حماية الملكية الفكرية والحوكمة الرقمية التي تلبي احتياجات المستقبل».
وتابع: «إضافة إلى ذلك، يوفر موقع دبي الاستراتيجي على بُعد ثماني ساعات جواً من ثلثي سكان العالم فرص الوصول إلى عدد من الأسواق الرئيسية حول العالم، ويسهم ذلك، إلى جانب التزام مدينة دبي للإنترنت بتعزيز الابتكار وتقديم حلول وخدمات الدعم المتكاملة، في توفير بيئة مثالية لتقدم ونمو أبرز شركات التكنولوجيا العالمية.
وهذا النجاح الباهر الذي حققته مدينة دبي للإنترنت يتضح جيداً من خلال استقطابها نخبة من أبرز شركات التكنولوجيا العالمية، مثل «سامسونج» و«سيلزفورس» و«علي بابا كلاود» و«تاتا» للخدمات الاستشارية، والتي اختارت مدينة دبي للإنترنت مقراً إقليمياً لها».
منصة عالمية
وأكد المالك أن دبي تعد منصة عالمية رائدة لاستقطاب المواهب والشركات، في ظل المنافسة الشديدة التي يشهدها قطاع التكنولوجيا على المستويين العالمي والإقليمي، مضيفاً: «تتبنى مدينة دبي للإنترنت، التي تعد من مجمعات الأعمال العشرة المتخصصة التابعة لمجموعة «تيكوم»، نهجاً مرناً يقوم على رؤية مستقبلية ثاقبة لتوفير بيئة أعمال متكاملة ومجتمع غني بالتنوع، وقدرة لا مثيل لها على مد جسور التواصل والتعاون بين الشرق والغرب».
وأضاف: «يمكن أيضاً للمهنيين القائمين في مدينة دبي للإنترنت الاستفادة مما يقدمه «مجمّع دبي للمعرفة» و«مدينة دبي الأكاديمية العالمية» التابعان لمجموعة «تيكوم» من فرص للتقدم المهني، وذلك من خلال عروضها الغنية للتعلّم مدى الحياة والتميز الأكاديمي. كما تؤدي تأشيرات الإقامة، مثل تأشيرة الإقامة الذهبية وتأشيرة العمل عن بُعد، دوراً بارزاً في تسهيل استقطاب المواهب والاحتفاظ بها، بما يعود بفوائد كبيرة على الشركات القائمة في دبي».
وقال: «تسهم هذه الحلول والخدمات المبتكرة، إلى جانب الإطار القانوني الداعم والاستراتيجيات الاقتصادية الطموحة، في ترسيخ مكانة دبي وجهة جاذبة لألمع المواهب من حول العالم. وتضم مدينة دبي للإنترنت اليوم أكثر من 31 ألف متخصص من كل أنحاء العالم؛ ما يعكس قدرتها على جذب المزيد من العملاء والمواهب».
قطاعات التكنولوجيا
وعن أبرز قطاعات التكنولوجيا التي شهدت نمواً ملحوظاً في مدينة دبي للإنترنت في الآونة الأخيرة، وما إن كانت هناك توجهات جديدة على صعيد أنواع الشركات أو مجالات تخصصها، يقول المالك: «نشهد نمواً ملحوظاً في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وتقنية البلوك تشين والطاقة النظيفة، والتي باتت تتحوّل تدريجياً إلى أولوية لدى الشركات وأصحاب الأعمال».
وأضاف: «نسعى من خلال مجتمعنا الرائد إلى تعزيز الابتكار في مثل هذه المجالات الناشئة، حيث نلاحظ توجهاً بارزاً نحو الشركات التي تكون فيها الأولوية لتبنّي هذه التقنيات، بما يدفع عجلة التقدم في مجالات مثل التكنولوجيا المالية وتطوير الألعاب الإلكترونية وإدارة البيانات.
ومع وجود 4000 عميل من أبرز الشركات العالمية والإقليمية، بما في ذلك شركات بارزة في مجال التكنولوجيا والشركات الناشئة والشركات المصنفة ضمن قائمة «فورتشن 500»، مثل «جوجل» و«فيزا» و«ميتا» و«إنفيديا» في مدينة دبي للإنترنت، سوف يواصل مجتمعنا الرائد استقطاب المستثمرين والمبتكرين من حول العالم إلى دبي».
ذكاء اصطناعي
وقال عمار المالك: «تؤدي دبي دوراً رائداً في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تسهم المبادرات والاستراتيجيات الحكومية الرائدة، مثل خطة دبي السنوية لتسريع تبني استخدامات الذكاء الاصطناعي، في دعم قطاع التكنولوجيا بطرق وأساليب منظّمة.
وتضم مدينة دبي للإنترنت نخبة من شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة في العالم وتوفر بنية تحتية متقدمة بمعايير عالمية، بما في ذلك 20 مركزاً للابتكار والبحث والتطوير لشركات رائدة في القطاع مثل «3M» و«هايسنس»، لدعم وتمكين المبتكرين».
وأضاف: «نتوقع بدء تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ضمن قطاعات متنوعة، بما في ذلك خدمات السحابة وتطوير الأجهزة والبرمجيات خلال السنوات المقبلة. وبصفتنا من مجمّعات الأعمال الرائدة التابعة لمجموعة تيكوم، نحرص على توفير كل المقومات والإمكانات لتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بطرق مسؤولة ومستدامة، بما يحقق النمو المستدام ويعود بالفائدة على المجتمع».
وقال إنه يمكن للعملاء والمهنيين القائمين في مدينة دبي للإنترنت الابتكار والتواصل والتعاون مع نخبة واسعة من أبرز الشركات الرائدة في شتى المجالات، والتي تحصل على خدمات الأعمال من مجمّعاتنا الرائدة التابعة لمجموعة تيكوم، مثل مجمّع دبي للمعرفة، ومدينة دبي الأكاديمية العالمية، ومدينة دبي للإعلام، ومجمّع دبي للعلوم.
شركات رائدة
وقال عمار المالك: «يعكس وجود شركات رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل «إنفيديا» و«سنس تايم» و«سامسونج»، ريادة دبي وتفوقها في مجال الذكاء الاصطناعي. ويشير تقرير تقييم أثر مدينة دبي للإنترنت إلى نجاح الشركات الناشئة فيها وروّاد الأعمال في الحصول على تمويلات بقيمة 8 مليارات درهم على مرّ السنين.
وقد شهدت مدينة دبي للإنترنت العديد من قصص النجاح البارزة لشركات ناشئة وشركات راغبة في توسيع نطاق أعمالها، بما في ذلك استحواذ شركة «أمازون» على «سوق.كوم»، واستحواذ شركة «أوبر» على تطبيق «كريم»، وتعكس هذه النجاحات النمو الملحوظ الذي يشهده مجتمعنا المتكامل، والذي يقدّم المزيد من الدعم لعملائه من خلال حاضنة الأعمال in5، وهي حاضنة الشركات الناشئة وروّاد الأعمال التابعة لمجموعة تيكوم.
وقد أسهمت in5 منذ تأسيسها عام 2013 في دعم وتمكين أكثر من 1000 شركة ناشئة حصلت على تمويلات بقيمة تخطّت 7.8 مليارات درهم، ضمن قطاعات متخصصة في مجالات التكنولوجيا والإعلام والتصميم والعلوم. وتوفر حاضنة الأعمال in5 للتكنولوجيا، من خلال مركز الابتكار التابع لها في مدينة دبي للإنترنت، فرص التواصل والتعلّم والتوجيه الضرورية لتسريع وتيرة نمو الشركات الناشئة وروّاد الأعمال».
دور محوري
وعن التغيّرات التي يتوقع أن تشهدها بيئة الأعمال التكنولوجية خلال السنوات العشر المقبلة والدور الذي تسعى مدينة دبي للإنترنت إلى الاضطلاع به في إطار هذا التحوّل، قال عمار المالك: «نتوقع أن تتواصل مسيرة التطور في بيئة الأعمال التكنولوجية، مدفوعة بالتطورات المتسارعة في مجالات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين والطاقة النظيفة.
ولا شك في أن مدينة دبي للإنترنت ستؤدي دوراً محورياً وبارزاً في هذا التحوّل. وسيسهم تركيزنا على النمو القائم على التكنولوجيا، إلى جانب التزامنا بتعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والمجتمع الأكاديمي وأبرز جهات القطاع، في تمكين الشركات الناشئة والشركات الراغبة في توسيع نطاق أعمالها من الابتكار والتوصّل إلى حلول رائدة تسهم في بناء مستقبل واعد للجميع».
وأضاف: «نحن نواصل بخطى ثابتة الاستثمار في رسم معالم مستقبلنا وتوسيع نطاق أعمالنا، من خلال مشاريع تطوير بارزة، مثل إنجاز المرحلتين الثانية والثالثة من مركز الابتكار، واستحواذنا على مجمّع «أوفيس بارك» للمكاتب من فئة الدرجة الأولى، لترسيخ مكانة دبي وجهة عالمية رائدة للابتكار.
وتسهم كذلك شراكاتنا الاستراتيجية مع جهات بارزة في القطاع، مثل الوكالة الوطنية الكورية لترويج تكنولوجيا المعلومات، والرابطة الوطنية الهندية لشركات البرمجيات والخدمات، في دعم رؤيتنا الطموحة للإسهام في بناء المستقبل من قلب دبي، حيث نجح قطاع التكنولوجيا فيها خلال العقد الماضي في ترسيخ مكانته وجهة عالمية رائدة، مدعوماً بالسياسات والمبادرات الحكومية التي أطلقتها قيادتنا الرشيدة واستثماراتنا البارزة في تطوير بنية تحتية متقدمة بمعايير عالمية، والتركيز بشكل كبير على توفير بيئة متكاملة داعمة لريادة الأعمال».
وأردف قائلاً: «لطالما أدت مدينة دبي للإنترنت، الوجهة الرائدة في المنطقة لأبرز شركات التكنولوجيا العالمية والإقليمية، دوراً أساسياً في هذا النمو؛ حيث تشير نتائج تقرير أثر مدينة دبي للإنترنت إلى إسهامها في توفير أكثر من 125 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، وتوليد 65 % من الناتج المحلي الإجمالي لقطاع التكنولوجيا في دبي. ويعكس هذا النمو المستدام الجهود المشتركة التي يبذلها مجتمعنا لمواصلة استقطاب ألمع المواهب وتعزيز الابتكار وتوفير بيئة داعمة للتطور التكنولوجي الذي يسهم في نمو دبي ودولة الإمارات وتقدمهما».
أذكى مدينة في العالم
وحول قدرة دبي على أن تكون أول مدينة تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي، وما مدى اقترابها فعلياً من تحقيق ذلك، قال عمار المالك: «ينعكس طموح دبي لتصبح مدينة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي بشكل واضح من خلال المبادرات الحكومية الرائدة، على غرار خطة دبي السنوية لتسريع تبني استخدامات الذكاء الاصطناعي، والرؤية الشاملة لأجندة دبي الاقتصادية D33 من خلال مبادرات مثل ساندبوكس دبي».
وأضاف: «لقد لاحظنا أن دبي تحقق تقدماً ملحوظاً على صعيد توظيف ابتكارات الذكاء الاصطناعي بما يعود بالفائدة على جميع أفراد المجتمع، حيث تؤدي بنيتها التحتية القوية والمتقدمة، والتزامها الراسخ بتعزيز الابتكار، وشراكاتها الاستراتيجية دوراً بارزاً في ضمان التطبيقات الأمثل والأكثر مسؤولية للذكاء الاصطناعي».
وقال إننا نسعى في مدينة دبي للإنترنت إلى استقطاب روّاد الذكاء الاصطناعي من كل أنحاء العالم برؤية مشتركة، لدمج وتبنّي تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ضمن مختلف القطاعات. ويوفر مجتمعنا الرائد بيئة الأعمال الملائمة لدعم وتمكين ألمع المواهب، ووضع أطر العمل المسؤولة، لدمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بشكل منهجي في شتى جوانب حياتنا العصرية، بما يتماشى مع نهج دبي الاستباقي في تبنّي الابتكارات التكنولوجية الناشئة ودمجها بالعمليات اليومية.

