رولا أبو منه:
الدولة تشهد طفرة حقيقية في تبني التقنيات لتطوير منتجات مالية إسلامية تلبي احتياجات العصر الرقمي
مبادئ التمويل الإسلامي تتقاطع مع معايير الاستثمار المسؤول
مركز استراتيجي
ومن بين هذه المؤسسات، يتميز ستاندرد تشارترد بامتلاكه إحدى أقدم وأعرق وحدات الأعمال المتخصصة في التمويل الإسلامي.
كما أنه يُعد البنك الوحيد عالمياً في المنطقة الذي يوفر خدمات مالية متكاملة ومتوافقة مع الشريعة، في دليل واضح على التزامه العميق والمستمر تجاه هذا القطاع.
ويعكس اتخاذ البنك دولة الإمارات مقراً رئيسياً لأعماله المصرفية الإسلامية على مستوى العالم المكانة الاستراتيجية والأهمية الكبيرة التي يوليها ستاندرد تشارترد لدور الدولة المتقدم في قيادة التمويل الإسلامي وصناعة الحلال.
حيث تشهد الدولة طفرة حقيقية في تبني تقنيات البلوك تشين والذكاء الاصطناعي التي يمكن استخدامها لتطوير منتجات مالية إسلامية تلبي احتياجات العصر الرقمي.
هذا التوجه يتكامل مع الجهود الحثيثة لتعزيز الشمول المالي من خلال حلول مصرفية إسلامية رقمية تصل إلى شريحة أوسع من المؤسسات والشركات والأفراد.
معايير الاستثمار
هذا التقاطع الاستراتيجي يجعل الأدوات المالية الإسلامية خياراً جذاباً لمجموعة واسعة من الشركات والأفراد على حد سواء خاصة هؤلاء الذين يسعون إلى تحقيق عوائد مالية مجزية مع الحفاظ على القيم الأخلاقية. وتستثمر دولة الإمارات هذا التوجه العالمي من خلال تطوير منتجات مالية إسلامية مستدامة تلبي المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة العالمية.
هذه الرؤية الشاملة التي تجسدها الاستراتيجية الوطنية للتمويل الإسلامي تضع الدولة في موقع متقدم لقيادة تحولات قطاع التمويل الإسلامي على المستوى الدولي، معززة مكانتها كقلب نابض للاقتصاد الأخلاقي ومركز للتمويل المستدام.
وفي المحصلة، تمثّل الاستراتيجية الوطنية للمالية الإسلامية خطوة جريئة لترسيخ نموذج تمويلي عالمي يرتكز على القيم، ويجمع بين الجدوى الاقتصادية والمسؤولية المجتمعية. وبهذا، لا تكتفي الإمارات ببناء قطاع إسلامي قوي، بل ترسم معايير جديدة لشكل الاقتصاد الأخلاقي في القرن الحادي والعشرين.