صناعة الطيران الإماراتية تخترق الأسواق العالمية

65 % من القوى العاملة في «ستراتا» كوادر إماراتية
65 % من القوى العاملة في «ستراتا» كوادر إماراتية

حققت صناعات الطيران في الإمارات تقدماً كبيراً، خلال السنوات القليلة الماضية، لتشكل أحد مظاهر التقدم الصناعي الذي تشهده الدولة، ومستوى التنافسية الذي وصلت إليه حلول وأنظمة ومنتجات وطنية تحمل شعار «صنع بفخر في الإمارات»، لتنافس بقوة نظيراتها في الأسواق العالمية.

وشهدت صناعات الطيران في الدولة تطوراً ونمواً ملحوظاً مع تنوع وتعدد مجالاتها، فضلاً عن تميزها عن غيرها من الصناعات الأخرى، واعتمادها على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الفائقة والمتطورة، وفق أفضل المعايير العالمية، لتصبح على درجة عالية من التنافسية مع نظيراتها العالمية.

وأكد خبراء ومسؤولون ورؤساء شركات متخصصة في صناعة الطيران لـ«البيان» أن الصناعات الإماراتية في قطاع الطيران شهدت تطوراً ونمواً ملحوظاً، وتشكل محوراً مهماً في استراتيجية التنويع الاقتصادي للدولة، فضلاً عن تميزها عن غيرها من الصناعات الأخرى، ودورها المهم في تعزيز التجارة الخارجية للإمارات.

«ستراتا»

قال إسماعيل علي عبد الله، العضو المنتدب لشركة «ستراتا» للتصنيع، المختصة بتصنيع أجزاء هياكل الطائرات والتصنيع المتقدم، والمملوكة بالكامل لشركة «مبادلة للاستثمار»، إن «ستراتا» تمثل محوراً مهماً في استراتيجية التنويع الاقتصادي للدولة، وهي فكرة نابعة من رؤية القيادة الرشيدة وتوجيهاتها نحو جعل أبوظبي وجهة عالمية في صناعة الطيران، في إطار تجسيد التنافسية الاقتصادية، وتعزيز استراتيجية الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة للدولة، وترسيخ استراتيجية اقتصادية أكثر شمولية، وذلك ما تعكسه مسيرة التصنيع والإنجازات المحققة على أرض الواقع في «ستراتا».

وأضاف عبد الله: خلال مسيرة مستمرة منذ 15 عاماً استطاعت «ستراتا» تصنيع ما يزيد على 90 ألف قطعة من أجزاء هياكل الطائرات ذات البدن العريض، بدءاً من الجنيحات السفلية ورفارف الأجنحة، وصولاً للذيل أو المثبت العمودي للطائرة، والتي تحمل علامة «صُنع بفخر في الإمارات»، وقد صدّرتها «ستراتا» بكل ثقة لكبرى شركات الطيران في العالم مثل: «بوينج» و«إيرباص» و«بيلاتوس» وغيرها، ما يعني أن هناك طائرة من بين كل 10 طائرات حول العالم لا بد أن تجد فيها أجزاء مصنوعة بكل فخر في الإمارات. وأشار إلى أن «ستراتا» ومنذ التأسيس اتخذت العزيمة والإتقان نهجاً لتلبية المعايير الصارمة في صناعة الطيران، لتشكل بذلك قصة نجاح استثنائية في سوق صناعة الطيران العالمية.

خطوط حصرية

وقال عبد الله: «ستراتا» أصبحت في غضون أعوام ذات تأثير عالمي كبير، وسمعتها تكبر كل عام، فمنذ التأسيس في عام 2009 بدأنا بخط إنتاج وحيد، واليوم تمتلك ستراتا 30 خط إنتاج، 90% منها خطوط إنتاج حصرية، فالقطع والأجزاء التي تُصنّع في الإمارات، وتحديداً في مدينة العين، لا مثيل ولا بديل لها في أي دولة حول العالم.

وتابع عبد الله: لا تتوقف قصة نجاح «ستراتا» عند ما حققته وتنجزه كل يوم، فالشاهد الأقوى فيها هي الكوادر الوطنية والكفاءات الإماراتية والمواهب الشابة، حيث تبلغ نسبة الكوادر الإماراتية من القوى العاملة في «ستراتا» أكثر من 65%، ومن هذه النسبة نجد حضوراً لافتاً للعنصر النسائي بما يقارب 88% من إجمالي المواطنين، الذين يمتلكون أفضل المعارف والخبرات التصنيعية التي اكتسبوها في إطار حرصنا على مواصلة برامج نقل المعرفة والخبرة إلى الأجيال الشابة من الكوادر الوطنية، ومن صميم التزامنا بابتكار البرامج التدريبية العالمية مثل «برنامج تدريب فنيي هياكل الطائرات».

ذراع مؤثرة

وقال منصور جناحي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة «سند»، الشركة العالمية في مجال هندسة الطيران وحلول التمويل، المملوكة بالكامل لشركة مبادلة للاستثمار، إن «سند» بمقوماتها التقنية والمالية، تعد ذراعاً مؤثرة في دفع عجلة الاقتصاد الوطني وتعزيز التجارة الخارجية لدولة الإمارات.

وأشار جناحي إلى أن سند تعد أول وأكبر شركة في مجال صيانة وإصلاح وعمرة محركات الطائرات في المنطقة، بخبرة تقارب الـ 38 عاماً في سوق الطيران العالمي، لذا فهي داعمة وبقوة لتوجهات التجارة الخارجية لدولة الإمارات، حيث إن 90% من إيرادات «سند» تأتي من خارج الإمارات.

وأكد جناحي أن «سند» حريصة دائماً على مواكبة الطلب العالمي المتزايد على صيانة محركات الطائرات، وأن استراتيجيتها تقوم على أساس التوسع والتأثير عالمياً، وكسب ثقة شبكة عملاء واسعة من جميع أنحاء العالم، مبيناً أن «سند» تمكنت خلال النصف الأول من العام الجاري من تحقيق إيرادات بلغت 2.3 مليار درهم، بفضل مساهمات كبيرة من قسمي الصيانة والإصلاح والعَمرة وحلول التمويل.

وتتوقع الشركة مواصلة النمو في إيراداتها خلال هذا العام، بما يحقق زيادة تفوق 28% نسبة إلى إيرادات عام 2023، وتصل إلى 100% مقارنة بإيرادات 2022.

وأضاف جناحي: خلال 2023 تمكنت «سند» من صيانة أعلى عدد محركات طوال مسيرتها الممتدة لعقود، بواقع 142 محركاً، فيما من المتوقع أن يتم صيانة 170 محركاً بحلول نهاية العام الجاري، وصولاً لأكثر من 200 محرك من المتوقع أن يتم صيانتها في «سند» بأبوظبي خلال 2025.

ابتكار

وأكدت الدكتورة مريم كتيت، مدير قسم المسرعات العالمية والابتكار لدى شركة «بوينج» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا وآسيا الوسطى، إننا نعمل بصورة وثيقة على استكشاف فرص الابتكار والتعاون في مجال الطيران، وقد مكنتنا هذه الشراكة من اكتشاف وتوجيه ودعم والاستثمار في العديد من الشركات الناشئة التي تقدم حلولاً مبتكرة لمعالجة التحديات الحرجة في قطاع الطيران.

وتابعت: نفخر برعايتنا منصة «فيستا» للشركات الناشئة ورواد الأعمال في قطاع الطيران خلال القمة العالمية لصناعة الطيران، والتي تتيح للشركات الناشئة عرض حلولها المبتكرة أمام كوكبة من المستثمرين في قطاع الطيران.