أحمد بن سعيد: دور محوري للمنطقة في الخدمات اللوجستية

أحمد بن سعيد يشهد انطلاق منتدى «إياتا» للشحن العالمي في دبي بحضور بدر عباس وبول غريفث وويلي والش وبريندان سوليفان وكبار المسؤولين
أحمد بن سعيد يشهد انطلاق منتدى «إياتا» للشحن العالمي في دبي بحضور بدر عباس وبول غريفث وويلي والش وبريندان سوليفان وكبار المسؤولين

«إياتا»: 5.5 % نمواً متوقعاً في الشحن الجوي عالمياً 2025

انطلقت أمس في دبي بحضور سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى، الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، أعمال الدورة الـ18 لمنتدى الشحن العالمي 2025 الذي ينظمه الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» في دبي، في الفترة من 15 وحتى 17 أبريل الحالي.

وقال سمو الشيخ أحمد بن سعيد في تدوينة على موقع التواصل «إكس» أمس: «انطلقت اليوم فعاليات ندوة الشحن الجوي العالمية التي ينظمها الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» في مركز دبي التجاري العالمي، والتي تُعد إحدى أبرز الفعاليات العالمية المتخصصة في قطاع الشحن الجوي».

وأضاف سموه: «وعلى مدى الأيام المقبلة، سيجمع الحدث نخبة من قادة القطاع والمبتكرين والخبراء من مختلف أنحاء العالم لمناقشة أبرز التوجهات والتحديات والفرص التي ترسم ملامح مستقبل الشحن الجوي، وفي ظل الدور المحوري للمنطقة في منظومة الخدمات اللوجستية العالمية، تمثل هذه الفعاليات منصة استراتيجية للتواصل والتعاون واستعراض أحدث التطورات في حلول الشحن وسلاسل الإمداد».

وافتتح معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، المنتدى بكلمة أكد فيها أن صناعة الشحن الجوي اليوم على مفترق طرق، ففي الوقت الذي تشهد فيه نمواً متسارعاً مدفوعاً بطفرة التجارة الإلكترونية والطلب المتزايد على الخدمات اللوجستية السريعة، فإنها تواجه في المقابل تحديات عالمية معقدة، من تقلبات جيوسياسية، وتشريعات أكثر صرامة، إلى الحاجة الملحة لإزالة الكربون من هذا القطاع.

وقال معاليه إن الإمارات قادت واحدة من أكثر الأجندات المناخية طموحاً في قطاع الطيران عالمياً، ووضعت وقود الطيران المستدام في صدارة الجهود البيئية، كما أطلقت خارطة طريق وطنية تهدف لإنتاج 700 مليون لتر من هذا الوقود سنوياً بحلول 2030.

كما تحدث معاليه عن أهمية التحول الرقمي ودوره في إعادة رسم ملامح قطاع الشحن، من خلال التوسع في أدوات الذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات التنبؤية، ومنصات اللوجستيات المتكاملة، التي أصبحت ضرورية لتحقيق الكفاءة والتوافق مع المعايير التنظيمية في مختلف المجالات.

دور محوري

وأكد بريندان سوليفان، المدير العالمي للشحن في الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» في كلمته خلال افتتاح الدورة الـ 18 من منتدى الشحن العالمي في دبي، على الدور المحوري الذي يلعبه الشحن الجوي في الحفاظ على استقرار سلاسل التوريد العالمية، مشيراً إلى أهمية مواصلة التركيز على تلبية المتطلبات الأساسية للعملاء، والتي تتمحور في مجال السلامة والأمن، والتحول الرقمي، والاستدامة.

وقال إن أهمية الشحن الجوي تتزايد بوضوح أكبر اليوم، سواء في دعم التجارة العالمية، أو تيسير التجارة الإلكترونية، أو تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية، وفي هذا الإطار يتوجب على قطاع الشحن الجوي أن يواصل تعزيز معايير السلامة والأمن، وتسريع وتيرة التحول الرقمي، والوفاء بالتزاماته المتعلقة بالاستدامة، وذلك من أجل تلبية توقعات العملاء ومواكبة المشهد المتغير باستمرار.

وقال إن التوقعات الحالية تشير إلى نمو عالمي بنسبة 5.5 % في قطاع الشحن الجوي، وهي نسبة تتفوق على معدل النمو المتوقع للناتج المحلي الإجمالي العالمي».

ويدعو الاتحاد الدولي للنقل الجوي الحكومات إلى تكثيف جهودها لمكافحة شركات الشحن المخالفة، ودعم عمل منظمة الطيران المدني الدولي «إيكاو» في تعزيز الملحق 18 من اتفاقية شيكاغو، الذي يمثل الإطار العالمي لنقل البضائع الخطرة جواً بشكلٍ آمن.

وجدد الاتحاد الدولي للنقل الجوي مطالبته للحكومات بتطبيق نهج موحد وقائم على تحليل المخاطر في مجال أمن الشحن الجوي، وذلك في ضوء الحوادث الأخيرة التي تضمنت اكتشاف أجهزة حارقة مخبأة ضمن الشحنات.

ورغم أن بعض الدول قد اتخذت إجراءات جديدة، فإن غياب التنسيق بينها أدى إلى نتائج متباينة، وهو ما يؤكد أهمية وضع استجابات متناسقة تستند إلى المعايير الدولية.

وقال سوليفان: «تسلط الحوادث الأمنية الأخيرة الضوء على ضرورة تحسين التنسيق بين الحكومات؛ فسلامة الطيران لا يمكن أن تقوم على إجراءات متفرقة أو ردود فعل؛ لذا، فإن المعايير العالمية والتعاون بين الدول أمران أساسيان لتعزيز السلامة».

وجدد الاتحاد مطالبته للدول بالوفاء بالتزاماتها المنصوص عليها في الملحق رقم 17، وذلك من خلال تبادل معلومات استخباراتية دقيقة وفورية حول التهديدات، بهدف تمكين إجراء تقييمات للمخاطر واتخاذ قرارات تشغيلية فعالة.

وبحسب الاتحاد تحرز قضية خفض الانبعاثات الكربونية تقدماً كبيراً، وهي تمثل أكبر تحدٍ بيئي يواجهه القطاع، ويشهد وقود الطيران المستدام إقبالاً متزايداً، حيث تم إبرام اتفاقيات جديدة على امتداد سلسلة القيمة، لكن لا تزال أحجام وقود الطيران المستدام المستخدمة أقل بكثير من المستوى اللازم، وتبقى تكاليف الإنتاج مرتفعة.

ودعا الاتحاد إلى اعتماد أطر سياسات لتعزيز إنتاج الوقود المستدام وخفض التكاليف.وفي ظل الاضطرابات التجارية المتزايدة، سلط الاتحاد الدولي للنقل الجوي الضوء على الدور التي تلعبه التجارة في تعزيز الازدهار.

21 طائرة أسطول الإمارات للشحن الجوي 2026

أكد بدر عباس، نائب رئيس أول دائرة الشحن في «طيران الإمارات» أن الإمارات للشحن الجوي ستضاعف حجم أسطولها ليصل إلى 21 طائرة بحلول نهاية 2026 مع استلامها 11 طائرة جديدة.

وقال عباس على هامش ندوة الشحن الجوي العالمية التي ينظمها الاتحاد الدولي للنقل الجوي «أياتا» في دبي إن حجم أسطول طيران الإمارات يصل إلى 260 طائرة منها 250 طائرة ركاب و10 طائرات شحن، بالإضافة إلى 6 طائرات شحن مستأجرة ومن المتوقع أن يصل إجمالي حجم الأسطول إلى أكثر من 300 طائرة بحلول 2030.

وأضاف عباس إن «الإمارات للشحن الجوي» تعمل بشكل مستمر على تطوير حلول شحن مخصصة مصممة لتلبية احتياجات العملاء، ضمن منظومة لوجستية متكاملة، مشيراً إلى أن الشركة تواصل الابتكار في خدماتها في ظل ارتفاع الطلب على المنتجات المتخصصة مثل الأدوية، والسلع الثمينة والمنتجات الحساسة، وغيرها.

وأضاف عباس خلال اللقاء الصحفي إن «طيران الإمارات» تخدم 38 وجهة شحن متخصصة، مع خطط لإضافة 20 وجهة جديدة، لتصل الشبكة إلى 58 وجهة خلال المرحلة المقبلة، ما يعكس التزام الشركة بتوسيع نطاق تغطيتها الجغرافية وتلبية احتياجات الأسواق العالمية.

وأشار عباس إلى أن مركز الإمارات للشحن الجوي يُعد أكبر منشأة متطورة لمناولة البضائع في العالم، ويوفر قدرة مناولة تصل إلى 2.3 مليون طن سنوياً عبر مطار آل مكتوم (DWC) ومطار دبي الدولي.

حيث تتماشى هذه الجهود مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33، لتعزيز مكانة الإمارة مركزاً اقتصادياً عالمياً.