يشهد قطاع الطيران تحولاً جذرياً بفضل الابتكارات والتكنولوجيا المتقدمة، ما يعد بمستقبل أكثر راحة وكفاءة للمسافرين حول العالم، وتلعب دولة الإمارات دوراً ريادياً في رسم ملامح هذا المستقبل، من خلال استراتيجيات طموحة، تدعم التطور التكنولوجي المستدام في صناعة الطيران.
وأكدت هيئة الطيران المدني في الإمارات، خلال الجلسة الحوارية التي عقدت مؤخراً في رأس الخيمة، أن السفر الجوي المستقبلي، سيشهد نقلة نوعية، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي، والنقل الذاتي، ما يتيح للمسافرين تجربة سفر أكثر سلاسة وراحة من أي وقت مضى.
وأشارت الهيئة إلى أن «مسافر المستقبل»، سيعتمد بشكل أساسي على الأنظمة الذكية التي توفر له خدمات شخصية متكاملة، بدءاً من التخطيط، وحتى الوصول إلى وجهته النهائية، ما يسهم في تسريع الإجراءات، تعزيز الكفاءة، وتقليل التحديات التي تواجه المسافرين اليوم، ويشمل هذا التطور تقنيات التعرف إلى الهوية البيومترية، الأمتعة الذكية، والرحلات ذاتية القيادة، ما يضمن تجربة أكثر أماناً وسلاسة، ويعزز الاستدامة البيئية عبر استخدام وقود الطيران المستدام والطائرات الكهربائية.
وفي ظل هذه التحولات، تواصل الإمارات جهودها في الاستثمار في البنية التحتية الذكية للمطارات، ودعم الابتكارات التي تعيد تشكيل مستقبل الطيران، ما يجعلها في طليعة الدول التي تسهم في تطوير صناعة الطيران عالمياً، حيث إن ابتكارات تجعل السفر الجوي أكثر راحة ومتعة ورفاهية للمسافرين في المستقبل، حيث تلعب الإمارات دوراً قيادياً في رسم ملامح مستقبل الطيران على المستوى العالمي.
وأشارت إلى أن رحلة مسافر المستقبل تمر عبر 7 مراحل، تشمل: اختيار الوجهة، وتجربة افتراضية، ومن ثم الانتقال إلى المطار وتسجيل دخول سريع وبسيط، والإقلاع باستخدام طائرات مستقبلية، ليخوض المسافر تجربة مميزة على متن الطائرة قبل الوصول إلى الوجهة النهائية، مشيرة إلى أن الابتكارات في الرحلة لمطار المستقبل، يتضمن المركبات الذاتية القيادة، لضمان تنقل سلس وآمن، باستخدام سيارات ذاتية القيادة، تعمل بالطاقة النظيفة، بالإضافة للطرق الذكية والمتطورة عبر إدارة حركة المرور باستخدام الذكاء الاصطناعي، لتفادي الزحام، وتحسين وقت الوصول، ومن ثم ركوب التاكسيات الجوية، وهي مركبات طائرة بدون طيار لنقل سريع ومباشر إلى المطار.
وأضافت الهيئة: تشمل الابتكارات في مطارات المستقبل، 4 خطوات رئيسة، تبدأ بمرحلة إجراءات الدخول من خلال تسجيل وصول سريع باستخدام التعرف البيومتري دون وثائق ورقية، والاعتماد على الهواتف الذكية والنظارات الذكية لتسهيل الإجراءات، وفي المرحلة الثانية، والتي تركز على استلام وتسليم الحقائب، والتي يقوم بها الروبوتات وأنظمة النقل الآلي للحقائب، مع إمكانية تتبع الحقائب في الوقت الفعلي من خلال تطبيقات ذكية، مشيرة إلى أن المرحلة الثالثة تركز على تصميم المباني، لتكون مباني ذكية ومستدامة، تعتمد الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية، وصولاً إلى المرحلة الرابعة، والتي تستهدف التسوق في المطار، لضمان تسوق ذكي عبر الشاشات التفاعلية وتقنيات الواقع الافتراضي، وتقديم تجارب تسوق شخصية تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتفضيلات المسافرين، وتجربة تسوق مسبقة، واستخدام الروبوتات في توصيل المشتريات للمسافرين بشكل مباشر.
وكشفت الهيئة عن أن التفتيش الأمني للمسافر، يتضمن أجهزة مسح أمني متقدمة وآلية بالكامل، تعتمد على تقنيات متقدمة، من خلال «الفحص البيومتري الشامل»، وهو استخدام التعرف إلى الوجه والعين والبصمة، دون الحاجة لوثائق ورقية، بالإضافة إلى «أنظمة المسح السريعة»، وهي أجهزة فحص متطورة، تفحص الجسم والأمتعة دون الحاجة للتوقف أو تفريغ الجيوب، والذكاء الاصطناعي في التحليل الأمني ودوره في التقييم التلقائي للمخاطر المحتملة، من خلال تحليل السلوك والتفاعل، وتقنيات الاستشعار الذكية، ودورها في استشعار التهديدات المحتملة، مثل المواد الخطرة والمتفجرات، دون إزعاج المسافر، والمسارات الأمنية الذكية من حيث تقليل مدة الانتظار، وتنظيم حركة المسافرين بشكل سلس، عبر ممرات مخصصة.
