نما الاقتصاد الأمريكي بوتيرة أكبر بكثير من المتوقع في الربع الثالث، مدعوماً بإنفاق المستهلكين القوي.
وأظهرت القراءة الأولية لنمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث التي أصدرها مكتب التجارة الأمريكي أن الاقتصاد نما بنسبة 4.3% في الفترة من يوليو إلى سبتمبر، مقارنة بتوقعات الاقتصاديين الذين استطلعت «داو جونز» آراؤهم والتي أشارت إلى نمو قدره 3.2%. وتباينت المؤشرات الأمريكية أمس، عقب صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة، والتي حدت من توقعات خفض الفائدة في العام الجديد.
وفي بداية الجلسة، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.20% أو بمقدار 94 نقطة إلى 48268 نقطة، واستقر مؤشر ستاندر آند بورز 500 عند 6880 نقطة، فيما ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.10% أو 23 نقطة إلى 23452 نقطة.
ووفقاً لأداة فيدووتش، تراجع احتمال خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير إلى 13.3%، مقارنة بـ 19.9% أمس و24.4% قبل أسبوع.
أوروبا
شهدت الأسهم الأوروبية ارتفاعاً طفيفاً، بعد تراجع أسهم شركات الطاقة والسلع الفاخرة من مكاسب قطاع الرعاية الصحية، الذي تلقى دعماً من موافقة الولايات المتحدة على حبوب لإنقاص الوزن من إنتاج شركة نوفو نورديسك.
وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2 % إلى 587.91، وبدا التداول ضعيفاً في معظم الأسواق الرئيسية في المنطقة، حيث لم تشهد بورصتا لندن وفرنسا تغيراً يذكر.
وقفز سهم نوفو نورديسك 5.8 %، بعد أن وافقت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية، الاثنين، على منتجها من حبوب إنقاص الوزن، ما يمنح شركة صناعة الأدوية ميزة تنافسية كبيرة في السوق.
وارتفع قطاع الرعاية الصحية 0.8 % متفوقاً على باقي القطاعات. وسجلت بعض أسهم شركات السلع الفاخرة مثل ريتشمونت انخفاضاً في حين تراجع مؤشر الطاقة 0.1 %، بعد أن سجل مكاسب لأربع جلسات متتالية. ومع قلة البيانات المرتقب صدورها هذا الأسبوع سينصب تركيز المستثمرين على أرقام الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الثالث، والتي من المتوقع أن تظهر استمرار النمو القوي للاقتصاد الأمريكي.
اليابان
ارتفعت الأسهم اليابانية، مدفوعة بتراجع عوائد السندات المحلية عن مستوياتها القياسية، ما عزز المعنويات، على الرغم من أن المخاوف المستمرة بشأن تقييمات الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي حدت من مكاسب مؤشر نيكاي الذي يضم شركات التكنولوجيا بشكل رئيسي.
وصعد مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بنسبة 0.53% ليغلق عند 3423.25 نقطة، مقترباً بذلك من أعلى مستوى قياسي له عند 3434.60 نقطة الذي سجله في وقت سابق من هذا الشهر.
مع ذلك، استقر مؤشر نيكاي عند 50412.87 نقطة مرتفعاً بهامش بسيط بنسبة 0.02%، حيث عوضت أسهم شركة أدفانتيست، المتخصصة في أدوات اختبار الرقائق الإلكترونية، والتي تعد من أبرز مكونات المؤشر، ارتفاع غالبية أسهم المؤشر. ومن بين مكونات مؤشر نيكاي البالغ عددها 225 مكوناً، ارتفعت أسهم 162 شركة مقابل انخفاض أسهم 62 شركة، بينما استقرت أسهم شركة واحدة. وانخفضت عوائد السندات الحكومية اليابانية (JGB) بمختلف آجال استحقاقها مع عودة الهدوء إلى السوق بعد ارتفاعها بشكل حاد على مدى يومين إلى مستويات قياسية.
وقد ارتفعت العوائد مع استعداد المتداولين لمزيد من رفع أسعار الفائدة بعد أن رفع بنك اليابان تكاليف الاقتراض إلى أعلى مستوى لها في ثلاثة عقود يوم الجمعة، بالإضافة إلى استعدادهم لزيادة المعروض من السندات لتمويل حزمة التحفيز المالي للحكومة الجديدة. وقالت ماكي ساودا، استراتيجية الأسهم في شركة نومورا للأوراق المالية: «إن تراجع العوائد يدعم سوق الأسهم بشكل عام».
وفي الوقت نفسه، أضافت: «لا تزال هناك بعض المخاوف بشأن تقييمات أسهم الذكاء الاصطناعي، ما يؤثر سلباً على مؤشر نيكاي». وتابعت: «لا توجد أخبار سلبية محددة تعد سبباً مباشراً لهذا التراجع، بل هو مجرد تصحيح بعد ارتفاع كبير».
انخفض سهم شركة أدفانتست بنسبة 1.9%، وخسرت شركة طوكيو إلكترون، المتخصصة في تصنيع معدات صناعة الرقائق، 0.5%، كما تراجع سهم مجموعة سوفت بنك، المستثمرة في الشركات الناشئة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، بنسبة 0.5%.
يأتي هذا على الرغم من ارتفاع أسهم شركات الرقائق الأمريكية خلال الليل، ما ساهم في تحقيق جميع مؤشرات وول ستريت الرئيسية الثلاثة مكاسب. وحتى مع انخفاض عوائد سندات الحكومة اليابانية، استمرت التوقعات بتشديد السياسة النقدية من قبل بنك اليابان في دعم البنوك وشركات الأوراق المالية، حيث ساهم تحسن آفاق الإقراض والاستثمار في دعم هذه القطاعات.
وارتفعت أسهم البنوك بنسبة 1%، وشركات التأمين بنسبة 1.4%، بينما قفزت أسهم شركات الأوراق المالية والشركات المالية الأخرى بنسبة 1.5% لكل منها. وكانت هذه الشركات من بين الأفضل أداءً في قطاعات بورصة طوكيو البالغ عددها 33 قطاعاً.
وتراجعت ثلاثة قطاعات فقط، وكان قطاع صناعة السيارات ومورديها الأسوأ أداءً، حيث انخفض بنسبة 1.1% نتيجة لتراجع قيمة الإيرادات الخارجية بسبب انتعاش الين. كانت شركتا مازدا وسوبارو، الأكثر اعتماداً على المبيعات في الولايات المتحدة، الأكثر انخفاضاً في مؤشر نيكاي، حيث تراجعت أسهم كل منهما بنسبة 2.9%. أما تويوتا، فقد انخفضت أسهمها بنسبة 1.2%.
