«بلومبيرغ»: الإمارات تقود زخم الطروحات خليجياً في النصف الثاني

تترقب الإمارات زخماً متجدداً في أسواق اكتتابات الأسهم الخليجية مع دخول النصف الثاني من عام 2025، حيث تستند الصفقات المخطط لها في الإمارات إلى الطرح الناجح لصندوق الاستثمار في العقارات السكنية «مساكن دبي ريت» في مايو الماضي، والذي أسهم في إنعاش المعنويات بعد سلسلة من الإدراجات الهادئة أواخر العام الماضي.

ووفقاً لمصادر مطلعة تجري شركة «أليك للهندسة والمقاولات» لقاءات مع مستثمرين تمهيداً لإدراج محتمل بعد الصيف.

كما يجري التحضير لعدة طروحات مرتبطة بقطاع العقارات، تشمل شركة المقاولات «الإنشاءات العربية» ومنصة الإعلانات المبوبة «دوبيزل»، بحسب ما أفادت «بلومبيرغ». تخطط «دبي القابضة» لطرح محفظة من مراكز التسوق وأصول تجارية أخرى، مستفيدة من الأداء القوي لـ«مساكن دبي ريت».

في أبوظبي تجهز شركة «مبادلة للاستثمار» لبيع جزء من حصتها البالغة مليار دولار في شركة الاتصالات «دو»، عبر طرح ثانوي من المتوقع إطلاقه بعد الصيف، وفقاً لما ذكرته مصادر مطلعة.

ومع أن الطروحات الثانوية لا تزال محدودة نسبياً في المنطقة فإن حجمها في الإمارات تجاوز الاكتتابات الأولية خلال النصف الأول من 2025، مدفوعاً بصفقات كبيرة مثل طرح «أدنوك للغاز»، الذي جمع نحو 3 مليارات دولار، وطرح «بنك أبوظبي الأول»، الذي جمع 477 مليون دولار.

ورغم أن معظم أسواق الخليج بوجه عام تفادت التقلبات الناتجة عن الصراعات الإقليمية وعدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية فإن الإمارات تفوقت في أدائها. وقال رامي صيداني، رئيس استثمارات الأسواق الواعدة لدى «شرودر إنفستمنت مانجمنت»: «تُعد الإمارات أكثر متانة، وأقل ارتباطاً بالنفط، وأثمرت سياسات تنويع الاقتصاد خلال السنوات الماضية».

وبحسب رودي سعدي، رئيس أسواق رأس المال للأسهم في الشرق الأوسط وأفريقيا لدى «سيتي غروب»: «بدأنا نلحظ تحولاً طفيفاً. لم تعد كل الإصدارات في أسواق رأس المال تدور حول الاكتتابات الأولية فقط، بل هناك نقاش متزايد من المساهمين بشأن منتجات مختلفة، وهو ما تحتاج إليه السوق».

وجمعت السعودية أكثر من 3 مليارات دولار هذا العام، لكنها تدخل النصف الثاني من العام بوتيرة متحفظة، وسط الأداء الذي جاء دون التوقعات في أول تداول لشركتي «طيران ناس» و«الطبية التخصصية»، في ظل تراجع أسعار النفط، وتدقيق أكبر في التسعير.

وقال نيكيتا توركين، رئيس أسواق رأس المال للأسهم في وسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى «باركليز»: «نشهد توجهاً متزايداً من المؤسسات العالمية» صوب المنطقة، مشيراً إلى أن البنك يقدم المشورة لعدة شركات، يقودها مؤسسون في قطاعات مثل التكنولوجيا والعقارات والصناعة والسلع الاستهلاكية، والتي تستعد للتوسع محلياً أو دولياً.

وتستعد بعض الأسواق الخليجية لعمليات طرح، إذ تخطط سلسلة متاجر «ترولي» في الكويت لطرح عام أولي، فيما تسعى شركة «الخليج الدولية للخدمات» في قطر، المدعومة من الحكومة، لإدراج شركة تأمين تابعة وشركة خدمات تموين مرتبطة بها.