بالتزامن مع نهاية النصف الأول من العام 2025، أظهرت الأسواق العالمية أداءً متفاوتاً في يونيو، عبرت عنه المكاسب القياسية في وول ستريت، مقابل تراجعات متفاوتة في الأسواق الأوروبية.
بينما واصل المستثمرون ضخ السيولة في أسهم التكنولوجيا الأمريكية مدعومين بتفاؤل بشأن نتائج الأعمال وتوقعات السياسات النقدية، بينما واجهت أسواق أوروبا ضغوطاً ناجمة عن الغموض التجاري وتباطؤ الاتفاقات التجارية، في وقت تترقب فيه الأسواق انتهاء المهلة التي حددتها الإدارة الأمريكية لفرض الرسوم المتبادلة.
وبينما قادت شركات كبرى مثل إنفيديا وأمازون موجة الصعود في «وول ستريت»، ظلت مؤشرات مثل «كاك» الفرنسي و«داكس» الألماني تحت وطأة التراجع، رغم المكاسب الفصلية عن النصف الأول من العام التي عكست دعماً من السياسات الحكومية.
وفي اليابان، كسر مؤشر نيكاي الـ 40 ألف نقطة، ليحقق أعلى مستوياته في نحو عام، مدفوعاً بتحسن شهية المخاطرة العالمية.
أما أسواق السلع، فشهدت تقلبات لافتة على مدار الشهر، فبينما سجلت أسعار النفط مكاسب شهرية - بعد تقلبات حادة - لكنها لا تزال في نطاق خسائر نصف سنوية.
وفي المقابل، استقر الذهب في يونيو رغم التذبذبات، لكنه لا يزال مرتفعاً بنحو 14% منذ بداية العام بدعم من مشتريات البنوك المركزية والتوجه نحو الملاذات الآمنة وسط ترقب قرارات الرسوم الجمركية.
ومع بدء النصف الثاني من 2025، تترقب الأسواق العالمية سلسلة من التطورات المفصلية تشمل مصير الرسوم الجمركية ومسار الفيدرالي الأمريكي ونتائج موسم أرباح الشركات، بالإضافة إلى تجدد الصدامات بين إدارة الرئيس دونالد ترامب والمؤسسات الاقتصادية، وكذلك قرارات أوبك+، وجميعها عوامل تجعل من الأشهر المقبلة فترة اختبار حقيقية لاتجاهات الأسواق ومدى استدامة المكاسب السنوية المسجلة.
الأسهم الأمريكية.. مكاسب ثلاثية
وتفصيلاً، سجلت المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت» انتعاشاً حاداً في يونيو، ليختتم مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تعاملات الشهر عند مستوى قياسي جديد عند النقطة 6,204.95 ليرتفع بذلك بنحو 5% مقارنة بإغلاق شهر مايو الماضي.
فيما أضاف المؤشر أكثر من 10% خلال الربع الثاني من العام، ليرتفع بنسبة 5.5% منذ بداية العام.
أما بالنسبة لمؤشر «ناسداك المركب» الذي تهيمن عليه أسهم قطاع التكنولوجيا، فقد ارتفع بأكثر من 6% في شهر يونيو، منهياً التعاملات عند مستوى 20,369.73 نقطة.
وارتفع بنحو 18% في الربع الثاني من العام، ويرتفع بنسبة 5.4% منذ بداية العام.
وفيما يتعلق بمؤشر «داو جونز الصناعي»، فقد سجل مكاسب بنحو 4% في يونيو، مغلقاً عند مستوى 44,094.77 نقطة. ليسجل بذلك ارتفاعاً بنحو 5% في الربع الثاني من العام الجاري، يسجل ارتفاعاً بنسبة 3.6% منذ بداية العام.
ومع بداية تعاملات النصف الثاني، تترقب «وول ستريت» العديد من الأحداث والبيانات الرئيسية التي ربما تقود أو تؤثر على تحركاتها خلال ما تبقى من العام، سواء بشكل مباشر أم غير مباشر، بداية من البيانات الاقتصادية الرئيسية (لا سيما بيانات التضخم والوظائف)، وكذلك انتهاء مهلة الرسوم الجمركية المتبادلة في يوليو، وقانون الضرائب، علاوة على السياسات المالية والنقدية والصدام بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس الفيدرالي جيروم باول.
كما تترقب الأسواق نتائج أعمال الشركات عن الربع الثاني والتوجيهات المقبلة، لا سيما بالنسبة لشركات الذكاء الاصطناعي.
أوروبا.. خسائر شهرية
على الجانب الآخر، سجلت الأسهم الأوروبية خسائر شهرية في يونيو (لكنها تظل مرتفعة منذ بداية العام)، بينما تترقب الأسواق انتهاء المهلة المحددة من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض الرسوم الجمركية المتبادلة في التاسع من يوليو، وفيما لم يتم التوصل لاتفاقات تجارية سوى مع المملكة المتحدة والصين جزئياً.
أنهى المؤشر «ستوكس 600 الأوروبي» تعاملات الشهر عند مستوى 541.37 نقطة، تراجعاً من مستوى 548.67 نقطة المسجل في نهاية شهر مايو، وبانخفاض نسبته 1.8%، فيما ارتفع بنسبة 6.10% منذ بداية العام.
وفي أكبر اقتصاد أوروبي، سجل مؤشر داكس الألماني تراجعاً شهرياً بنسبة 1% منهياً التعاملات عند مستوى 23,909.61 نقاط.
لكنه سجل مكاسب فصلية في النصف الأول من العام الجاري بنسبة تصل إلى 20%، بدعمٍ من السياسات المالية للحكومة الألمانية، لا سيما قرار إلغاء كوابح الديون.
كذلك انخفض مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 1.11% خلال الشهر، منهياً التعاملات عند النقطة 7,665.91 نقطة. لكنه يسجل ارتفاعاً 3.3% تقريباً منذ بداية العام، وفق حسابات «البيان».
وبالنسبة لمؤشر فوتسي البريطاني، فقد سجل خسائر شهرية في يونيو بنسبة 3.9% عندما أغلق عند مستوى 8,760.96 نقطة، لكنه سجل ارتفاعاً منذ بداية العام بنحو 6.9%.
محصلة خضراء في اليابان
وفي طوكيو، أنهى مؤشر نيكاي الياباني تعاملات يونيو عند مستوى 40,487.39 نقطة عند أعلى مستوى في أكثر من 11 شهراً، مرتفعاً بأكثر من 5.3% في شهر، لكن الارتفاع منذ بداية العام كان هامشياً بنسبة 0.23%.
يأتي ذلك مع تنامي شهية المستثمرين للمخاطرة بعد صعود قوي في الأسهم الأمريكية، وبدفع من الآمال المرتبطة بحسم المحادثات التجارية، وكذلك توقعات خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي لأسعار الفائدة.