"لابوبو" تميمة الثروة لـ كاسينغ لونغ بـــ 669 مليون دولار

لم يتوقع الرسام والفنان الصيني  كاسينغ لونغ  أن تتحول شخصية "لابوبو" التي استوحاها من الأساطير الإسكندنافية إلى تميمة للاستثمار والثروة، وأن ترتفع أسهم الشركة المدرجة في بورصة هونغ كونغ بنسبة تفوق 570% خلال عام واحد فقط، وأن يدخل لونغ قائمة فوربس لأغنى 10 أشخاص في الصين.

تصنّف شركة Pop Mart دميّة "لابوبو" ضمن شخصياتها ذات الملكية الفكرية من فئة "الوحوش"، وارتفع صافي ثروة كاسينغ لونغ البالغ من العمر 38 عاماً منذ 2024 من 1.8 مليار دولار إلى 81 مليار يوان (669.88 مليون دولار) في النصف الأول من 2025، وهو ما يمثل 34.7% من إجمالي الإيرادات.

هذا الثراء والشهرة اللامتناهيان على مواقع التواصل الاجتماعي بدأ عندما تعاقد لونغ في 2019 مع شركة Pop Mart لتصنيع تماثيل لـ"لابوبو"، لكنها لم تحقق رواجاً واسعاً إلا في 2023 عند طرح الشركة نسخة محشوة من الدمية على شكل مفاتيح ميدالية.

منذ ذلك الحين تصدّرت هذه الدمية مشاهد الحياة اليومية للمشاهير العالميين، مثل المغنية ريهانا ولاعبة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان ولاعب الدوري الأميركي ديلون بروكس. تحوّلت دمية "لابوبو"، المصممة ضمن سلسلة "الوحوش" للفنان كاسينغ لونغ، إلى ظاهرة عالمية عزّزت أرباح مصنع "لابوبو" بنحو 400% خلال ستة أشهر.

وأشارت شركة Pop Mart، الشركة الصينية المصنعة للدمى التي تبتسم بأسنان بارزة، إلى أنها تقدّر قيمة الشركة أعلى من مجموع قيمة عمالقة الصناعة ماتيل، سانريو، وهاسبرو. كما ارتفعت أسهم الشركة بأكثر من 230% منذ بداية 2025، وفق تقارير الصحف الاقتصادية.

وتشير بيانات من فايننشال تايمز إلى أن مبيعات الشركة الصينية بلغت ثلاثة أضعافها ليصل إجماليها إلى 13.9 مليار يوان (1.4 مليار جنيه إسترليني)، بينما ارتفعت الأرباح الصافية بنحو 400% إلى 4.6 مليار يوان (474 مليون جنيه إسترليني) خلال النصف الأول من العام. ويُذكر أن نحو 40% من المبيعات جاءت من خارج الصين، رغم أن بعض المستهلكين واجهوا صعوبة في الحصول على المنتجات بعد نفاد المخزون في مناطق عدة حول العالم.

وفق تقرير فايننشال تايمز، أكد كاسينغ لونغ، رئيس مجلس إدارة Pop Mart، أن الشركة تسير على المسار نحو تحقيق هدف الإيرادات المستهدف البالغ 20 مليار يوان (2.06 مليار جنيه إسترليني) في 2025، وأن تحقيق 30 مليار يوان (3.10 مليار جنيه إسترليني) هذا العام سيكون سهلاً نسبياً.

وتأمل Pop Mart في مواصلة النمو، حيث قال التنفيذيون يوم الأربعاء إن التوسع في الأسواق الناشئة في الشرق الأوسط وأوروبا الوسطى وأمريكا الوسطى والجنوبية يُجري استكشافه. وأضاف لونغ: "أعتقد أن الأسواق الخارجية ما تزال واعدة للغاية، ونؤمن بأن هناك مساحة واسعة للنمو". كما أشار إلى أن مبيعات أمريكا الشمالية وآسيا والمحيط الهادئ لهذا العام ستساوي مجتمعة مبيعات الصين في 2024.

وفي الولايات المتحدة، حيث تمتلك Pop Mart نحو 40 متجرًا حالياً، قال لونغ إن الشركة ستبدأ مرحلة من "الافتتاح السريع نسبيًا للمتاجر" خلال السنة أو العامين المقبلين، مع توقع افتتاح 10 متاجر إضافية في الولايات المتحدة بنهاية هذا العام.

لدى الشركة متاجر في مانشستر ولندن في المملكة المتحدة، إضافة إلى وجود متاجر مؤقتة في في "هارودز "و"هامليز"،كما يمكن شراء الألعاب عبر الإنترنت وفي آلات البيع المعروفة بـ "Robo Shops" في أجزاء أخرى من المملكة المتحدة.

العمل الأساسي للشركة هو إنتاج وبيع الألعاب القابلة للجمع، والعديد منها مطوّر مع فنانين وتُباع في "الصناديق الغامضة" التي تتيح للمستهلكين عدم معرفة النسخة المحدّدة داخل الصندوق حتى فتحه. وتكلف العبوات عادة حوالي 14 جنيهاً إسترلينياً في المملكة المتحدة، وهو ما يعزّز عمليات الشراء المتكررة، خاصة من قبل الجامعين الذين يرغبون في امتلاك مجموعات كاملة من كل فئة من الألعاب.

ومن الجدير بالذكر أن Pop Mart استغلت آلية "الصندوق الغامض" التي لا يُعرَف فيها المحتوى حتى فتح الصندوق، ما أضفى عنصر تشويق على تجربة الشراء. ولم تقتصر الشركة على جمهور الأطفال فقط، بل توجهت أيضاً إلى البالغين، إذ أشارت شركة الأبحاث سيركانا إلى أن من هم فوق 18 عاماً شكلوا في عام 2024 قوة شرائية ساهمت في رفع سوق الألعاب الأميركي بأكثر من 800 مليون دولار.

وتشير البيانات إلى أن أغلبية المشترين من النساء البالغات أنفقوا في الربع الأول من 2025 نحو 1.8 مليار دولار، وهو أعلى إنفاق بين جميع الفئات العمرية. وتتراوح أسعار الدمى عادة بين 20 و300 دولار، وتصل إلى أسعار أعلى في حال كانت ضمن نسخ محدودة أو تعاونية