مقبرة الصحراء … 350000 سيارة فارهة مهجورة وممنوع بيعها

في مشهد غير معتاد يثير الفضول والاستغراب، تنتشر مئات الآلاف من سيارات فولكسفاغن وأودي المهجورة في صحراء موجافي في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، محوّلة الصحراء إلى ما يشبه أكبر "مقبرة سيارات" في العالم، ويعود هذا التجمع الضخم إلى تبعات فضيحة "Dieselgate" الشهيرة التي هزت صناعة السيارات العالمية عام 2015.

وتتواجد حاليا في صحراء موجافي حوالي 350,000 سيارة تحمل علامتي فولكسفاغن وأودي، حيث يُمنع بيعها قانونيا في الولايات المتحدة أو أي سوق آخر حول العالم.

وتأتي هذه السيارات كنتيجة لإجبار الشركة الألمانية على إعادة شراء سيارات الديزل المتأثرة بعد أن ثبت خرقها للقوانين المتعلقة بانبعاثات العوادم، وقد اختارت الشركة صحراء موجافي لتخزين السيارات بسبب مناخها الجاف الذي يقلل من خطر الصدأ والتلف طويل الأمد، ما أكسب الموقع لقب "مقبرة Dieselgate".

فضيحة "Dieselgate" بدأت عندما كشف تحقيق مستقل أن فولكسفاغن كانت تكذب بشأن قدرة سياراتها التي تعمل بالديزل على الالتزام بمعايير الانبعاثات، وما زاد الأمر خطورة هو اكتشاف أن الشركة زوّدت سياراتها بما يُعرف بـ"أجهزة الغش"، وهو برنامج برمجي مصمم لتزوير نتائج اختبارات الانبعاثات وإظهار مستويات أقل مما هي عليه في الواقع. وقد أدى ذلك إلى صدمة عالمية، وفرض على الشركة اتخاذ إجراءات تصحيحية ضخمة أمام عملائها والجهات التنظيمية مثل وكالة حماية البيئة الأمريكية، وفقا لما نشره موقع slashgear.

وفقًا لمستندات المحكمة الأمريكية عام 2018، أنفقت فولكسفاغن نحو 7.4 مليارات دولار لإعادة السيارات المتأثرة إلى الشركة، دون احتساب التكاليف الإضافية لتحديث سيارات أخرى لملاك اختاروا الإصلاح بدل إعادة الشراء. وبينما تختلف تجربة القيادة بين سيارات فولكسفاغن وأودي، إلا أن مشاركة الشركتين في المحركات جعلت سيارات أودي الفاخرة أيضا جزءا من عمليات الاسترجاع الضخمة.

ولا تعد صحراء موجافي فيكتورفيل البالغة مساحتها 134 فدانا الموقع الوحيد لتخزين السيارات، إذ استضافت الشركة عمليات الاسترجاع في نحو 37 موقعا على مدار السنوات الماضية. ومع ذلك، لا يبدو أن لدى مجموعة فولكسفاغن أي خطط للتخلص من أكثر من 300000 سيارة متروكة حاليا في الصحراء، لتظل السيارات هناك تجمع الغبار سنوات طويلة.

هذا المشهد الغريب يعكس حجم التحديات القانونية والبيئية التي تواجه الشركات العالمية نتيجة الفضائح الكبرى، ويبرز مسؤولية الشركات عن أفعالها وتأثيرها على البيئة والمجتمع، حيث تتحول القرارات القانونية والمالية إلى واقع ملموس يمكن رؤيته حتى في قلب الصحاري الأمريكية.