"هوامير" صناعة السيارات.. من يملك من؟

لا تقتصر المنافسة في عالم صناعة السيارات على إصدار طرز جديدة فحسب، بل تشمل أيضاً سباقاً لتوسيع الحضور العالمي عبر تملّك علامات تجارية متنوعة. وخلال العقدين الأخيرين، شهدنا تشكل تكتلات ضخمة تجمع تحت مظلتها علامات لها تاريخ وشخصية مختلفة، في إطار استراتيجية تهدف إلى تقوية الحصة السوقية وتقليل التكاليف عبر تبادل التكنولوجيا والمنصات.

تُعد مجموعة هيونداي موتور نموذجاً للتوسع الناجح في آسيا، إذ تملك العلامات الثلاث هيونداي وكيا وجينيسيس. وتتوزع مهام هذه العلامات بين قطاع سيارات الركاب والمركبات الرياضية المتعددة الاستعمالات والفئة الفاخرة.

أما جنرال موتورز الأميركية فتتحكم في علامات شفروليه وبويك وكاديلاك وجي إم سي، ما يضمن لها تنوعاً في منتجات تلبّي احتياجات السوق الأميركية والكندية وتغطي طيفاً واسعاً من الأسعار والفئات.

نقلة 

في 2008، أحدثت تاتا موتورز الهندية نقلة نوعية باستحواذها على شركة جاكوار لاند روفر، لتصبح مالكة لعلامات جاكوار ورينج روفر وديفندر وديسكفري، الأمر الذي منح المجموعة موطئ قدم في سوق السيارات الفاخرة.

من جهة أخرى، شكلت ستيلانتس تكتلاً أوروبياً–أميركياً نتج عن اندماج فيات كرايسلر مع مجموعة بيجو سيتروين، وتضم علامات مثل ألفا روميو وكرايسلر ودودج وجيب ومازيراتي ورام، إلى جانب فيات وأوبل وسيتروين وغيرها، لتصبح رابع أكبر مصنع سيارات في العالم من حيث المبيعات.

تنويع

تتبع تويوتا موتور كورب سياسة تنويع مدروسة، إذ تُدير العلامة الأساسية تويوتا والعلامة الفاخرة لكزس، إضافةً إلى ملكيتها الكاملة لشركة دايهاتسو المتخصصة في السيارات الصغيرة، فضلاً عن حصص استراتيجية في شركتي سوبارو وسوزوكي.

أما مجموعة مرسيدس بنز فتحتفظ بعلامة مرسيدس بنز وتدعمها بذراع الأداء العالي "مرسيدس إيه إم جي"، المملوكة بالكامل للمجموعة.

وفي ألمانيا أيضاً، تمتلك مجموعة بي إم دبليو علامات بي إم دبليو وميني ورولز رويس، لتغطية قطاع السيارات الفاخرة والصغيرة والرياضية في آن واحد.

منافسة

وتُعد مجموعة فولكسفاغن أحد أكبر اللاعبين العالميين بفضل محفظة واسعة تشمل علامات فولكسفاغن وسكودا وأودي وبنتلي ولامبورغيني وبورش، إلى جانب حصة مؤثرة في شركة ريماك الكرواتية للسيارات الكهربائية. ويمكّن هذا التنوع المجموعة من المنافسة في كل الفئات، من السيارات الاقتصادية إلى السيارات الرياضية الخارقة.

توضح هذه الأمثلة أن امتلاك علامات متعددة يساعد الشركات على تقليل التكاليف عبر استخدام منصات مشتركة، ومواجهة تقلّبات الطلب في أسواق مختلفة، واستهداف شرائح متنوعة من المستهلكين. كما يسمح لها بالاستفادة من صورة العلامة وقيمتها في تعزيز المبيعات والابتكار. ومن المتوقع استمرار موجة الاندماجات والاستحواذات، مع سعي الشركات إلى تأمين موارد لإنتاج السيارات الكهربائية وذاتية القيادة وتقنيات الاتصال الحديثة.