كان من المخطط إطلاق أول سيارة تعمل بالكامل بالطاقة الشمسية دون الحاجة إلى وقود تقليدي بحلول منتصف عام 2021، حيث أعلنت شركة "لايتيير" الهولندية الناشئة عن نموذجها الأولي "Lightyear One"، الذي وعدت أن يكون نقلة نوعية في عالم السيارات الصديقة للبيئة، غير أنه بعد سنوات من التطوير، لم تنجح الشركة في تحقيق هذا الحلم، مما أثار تساؤلات حول مستقبل هذه التكنولوجيا.
كانت سيارة "Lightyear One" تهدف إلى الجمع بين الطاقة الشمسية والكهرباء، حيث تم تزويد السيارة بألواح شمسية تغطي سقفها وغطاء محركها، لتحويل أشعة الشمس إلى طاقة كهربائية تشغل المحرك، وعلى الرغم من أن السيارات الكهربائية ليست جديدة في ذلك الوقت، إلا أن الاعتماد الكامل على الطاقة الشمسية كان يُعتبر إنجازًا ثوريًا.
تأسست شركة "لايتيير" في عام 2016، وتمكنت من جذب الانتباه بفضل تصميمها المبتكر ووعودها بمدى قيادة يصل إلى 450 ميلاً بشحنة واحدة، وبدأت الشركة في قبول الطلبات المسبقة للسيارة، مع طلب وديعة قدرها 19000 دولار من السعر الإجمالي البالغ 149,000 دولار، غير أن الشركة واجهت تحديات مالية وتقنية أدت إلى تعليق خطط الإنتاج.
في أكتوبر 2023، أعلنت "لايتيير" عن تغيير في استراتيجيتها، حيث قررت التخلي عن تطوير السيارات التي تعمل بالطاقة الشمسية بالكامل، والتركيز بدلاً من ذلك على تطوير أنظمة شحن تعمل بالطاقة الشمسية للسيارات الكهربائية التي تنتجها شركات أخرى.
وأدى هذا التحول إلى تغيير في الإدارة، حيث تم تعيين بونا نيومان، رئيسة قسم منتجات الطاقة الشمسية السابقة، كرئيسة تنفيذية جديدة.
على الرغم من التحديات، أعربت نيومان عن ثقتها في مستقبل الشركة، مشيرة إلى أن "لايتيير" قد مهدت الطريق لعصر جديد من التنقل بالطاقة الشمسية. وأكدت أن الشركة ستستمر في تطوير تقنيات الطاقة الشمسية لتسريع التحول نحو الطاقة النظيفة.
في الوقت الحالي، لا تزال "لايتيير" تعمل على تطوير أنظمة الشحن بالطاقة الشمسية، مع إمكانية إطلاق نموذج جديد مثل "Lightyear 2" في المستقبل. ومع التطورات المتسارعة في تقنيات حصاد الطاقة الشمسية، قد نشهد يومًا ما سيارات تعمل بالكامل بالطاقة الشمسية على الطرق، أو حتى مركبات تعمل بالطاقة النووية باستخدام وقود الثوريوم، مما يفتح آفاقًا جديدة في عالم النقل المستدام.


