وقائع حقيقية بلا تفسير.. 7 ألغاز تاريخية تحيّر الباحثين

في حين تطورت أدوات العلم الحديث بشكل مذهل، بحيث أصبح بالإمكان استخراج الحمض النووي من عظام قديمة، ورسم خرائط لمدن مطمورة تحت الغابات الكثيفة، والنظر داخل قطع أثرية مغلقة دون فتحها، إلا أن بعض الألغاز التاريخية لا تزال عصية على التفسير الكامل، تاركة العلماء في حيرة بين الأدلة القليلة والتكهنات.

يعد انفجار تونغوسكا عام 1908 في سيبيريا، روسيا، من أبرز هذه الألغاز، ففي 30 يونيو من ذلك العام، دمر انفجار ضخم حوالي 80 مليون شجرة على مساحة تزيد على 2000 كيلومتر مربع، وسُجلت موجات زلزالية واضطرابات جوية في أنحاء أوراسيا، وصولا إلى أوروبا الغربية، معظم العلماء يتفقون على أن سبب الانفجار كان كويكبا أو مذنبا انفجر في الجو، إلا أن تركيبه وحجمه ومساره لا تزال تفاصيله غامضة.

ويظل قبر كليوباترا ملكة مصر والإسكندر الأكبر مجهولين رغم قرون من البحث، فقد دمرت الزلازل وارتفاع منسوب البحر والتغيرات العمرانية المعالم القديمة في الإسكندرية، بينما تلاشت الإشارات التاريخية لقبر الإسكندر بحلول أواخر العصور القديمة، ولم يُعثر على أي بقايا مؤكدة.

أما مستعمرة رونوك المفقودة في أمريكا الشمالية، والتي تأسست عام 1587، فتظل إحدى أكثر حالات الاستعمار المبكر غموضا، بعد ثلاث سنوات من تأسيسها، عُثر على المستعمرة مهجورة دون أي آثار لجثث، وكان الدليل الوحيد كلمة CROATOAN (اسم قبيلة من السكان الأصليين) منقوشة على عمود، ما يفتح الباب لتفسيرات عديدة عن مصير المستوطنين.

وكشفت الدراسات الحديثة عن مدن مفقودة تحت غابات الأمازون المطيرة، ما يشير إلى وجود مجتمعات كبيرة ومعقدة قبل الاتصال الأوروبي، أما حضارة وادي السند، التي ازدهرت قبل نحو 4000 عام، فقد اختفت مدنها الكبرى دون تدمير، ويظل سبب انهيار هذه الحضارات، سواء بسبب التغيرات البيئية أو الأمراض أو الاضطرابات الاجتماعية، لغزا غير محلول.

ومن الألغاز الأخرى خطوط نازكا في بيرو، التي نُقشت على الأراضي الجافة بين 500 قبل الميلاد و500 بعد الميلاد، وتظهر أفضل من الجو، ما يطرح تساؤلات حول هدفها وطرق إنشائها، كذلك، اكتُشفت هياكل عظمية في بحيرة روبكوند بالهيمالايا الهندية تعود إلى مجموعات متفرقة عبر قرون، ما يثير التساؤل عن سبب تكرار الحوادث المميتة في الموقع نفسه.

أما في مجال التكنولوجيا القديمة، فتظل آلية أنتيكيثيرا اليونانية، المكتشفة في حطام سفينة تعود إلى نحو 100 قبل الميلاد، واحدة من أعقد الأجهزة الميكانيكية القديمة، إذ استخدمت للتنبؤ بالكسوفات وحركات الكواكب بدقة مذهلة، مع بقاء الكثير من أسرارها حول مصممها ومدى انتشار هذه التقنية مجهولة حتى اليوم.

آلية أنتيكيثيرا هي جهاز ميكانيكي فلكي بالغ التعقيد من اليونان القديمة، ويُعد أقدم "حاسوب تناظري" معروف في التاريخ، وقد غيّر اكتشافه فهم العلماء لمستوى التقدم العلمي والتقني في العصور القديمة.

هذه الألغاز التاريخية تذكّر بأن العلم، مهما تطور، لا يزال عاجزا عن كشف كل أسرار الماضي، وأن التاريخ يحمل في طياته صفحات من الغموض لا تزال تنتظر من يكتشفها.