أفعى بطول 15 متراً تهاجم مروحية.. ما حقيقة أسطورة ثعبان الكونغو؟

أعاد تقرير علمي حديث إحياء الجدل حول واحدة من أكثر القصص إثارة في تاريخ علم الحيوانات الخفية، وهي أسطورة "أفعى الكونغو" التي يُزعم أن طولها يصل إلى 15 مترا، في رواية تعود إلى أكثر من 60 عاماً ولا تزال تثير اهتمام الباحثين والجمهور على حد سواء.

وتستند القصة إلى شهادة العقيد البلجيكي في سلاح الجو، ريمي فان ليرده، الذي خدم خلال الحرب العالمية الثانية، وادّعى أنه شاهد أفعى عملاقة عام 1959 أثناء تحليقه بطائرة مروحية فوق غابات إقليم كاتانغا في الكونغو، التي كانت آنذاك تحت الحكم البلجيكي، ووفق روايته، فقد اقتربت المروحية إلى مسافة تقل عن عشرة أمتار من الأفعى، قبل أن ترفع هذه الأخيرة عنقها عدة أمتار، في مشهد وصفه بأنه "مخيف ولا يُنسى"، وفقا لما نشره موقع iflscience.

وقال فان ليرده في مقابلة تلفزيونية بُثّت عام 1980 ضمن برنامج Mysterious World الذي قدّمه كاتب الخيال العلمي الشهير آرثر سي كلارك، إن طول الأفعى كان يقارب 50 قدما، وإن رأسها وحده كان بعرض قدمين وطول ثلاثة أقدام، مشيرا إلى أنها كانت قادرة "على ابتلاع إنسان كامل".

وأثار هذا الادعاء اهتماما واسعا، لا سيما أن فان ليرده كان يُعرف بكونه طيارا محترفا يتمتع بخبرة كبيرة في تقدير المسافات والأحجام من الجو، كما أنه التقط صورة بالأبيض والأسود للكائن المزعوم، رغم أن جودة الصورة المتدنية حالت دون التحقق العلمي منها.

غير أن علماء الأحياء والزواحف يشككون بشدة في صحة هذه الرواية، فبحسب البيانات العلمية المعروفة، فإن أكبر أفعى تعيش في حوض الكونغو هي الأصلة الصخرية الإفريقية، التي نادرا ما يتجاوز طولها ستة أمتار، حتى في أكبر الحالات الموثقة.

ويؤكد الخبراء أن وجود أفعى بطول 15 مترا كان سيتطلب أدلة مادية قاطعة، مثل بقايا عظمية أو تسجيلات واضحة، وهو ما لم يتوفر حتى اليوم.

وتندرج قصة "أفعى الكونغو" ضمن سلسلة من الروايات الأسطورية المرتبطة بغابات إفريقيا الوسطى، أبرزها كائن "موكيلي-مبيمبي" الغامض، الذي يُقال إنه يشبه ديناصورا طويل العنق، ويرجّح معظم العلماء أن هذه المشاهدات ناتجة عن التباس بصري لحيوانات كبيرة مثل الأفيال أو وحيد القرن، خاصة في بيئات الغابات الكثيفة.

ومع التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي والتلاعب البصري، يحذّر باحثون من احتمال ظهور موجة جديدة من الخدع المتقنة المرتبطة بمخلوقات أسطورية، ما يزيد من صعوبة التمييز بين الأسطورة والواقع العلمي.

وبينما تبقى رواية فان ليرده جزءا من تراث القصص الغامضة، يؤكد العلماء أن الأدلة المتاحة حتى الآن لا تدعم وجود أفعى عملاقة بهذا الحجم، لتظل القصة مثالا كلاسيكيا على التقاء الخيال الشعبي بالفضول العلمي.

فيديو