أعلنت وكالة ناسا مؤخرا عن إصدار صورتين جديدتين من مهمتها الفضائية الحديثة SPHEREx، التلسكوب المخصص لرصد الأشعة تحت الحمراء القريبة، والذي يمثل ثورة في فهم الكون، وتعد هذه الصور أول خريطة شاملة للسماء بألوان متعددة تصل إلى 102 لون، كاشفة عن تفاصيل دقيقة لملايين المجرات والنجوم والغبار الكوني.
تستهدف مهمة SPHEREx جمع الطيف الضوئي التفصيلي لما يقرب من 450 مليون مجرة، وهو ما يتم عبر استخدام تلسكوب يحتوي على مرشحات ضيقة جدا، تمكنه من رصد أطوال موجية متعددة لا تستطيع أعين البشر رؤيتها، وفقا لموقع iflscience.
ويتيح هذا الاكتشاف للعلماء إنتاج خرائط ثلاثية الأبعاد للكون، وفهم خصائصه الأساسية، بما في ذلك ألغاز التضخم الكوني والطاقة المظلمة.
وأوضح شون دوماغال-غولدمان، مدير قسم الفيزياء الفلكية في مقر ناسا بواشنطن، أن: "ما جمعه SPHEREx خلال ستة أشهر فقط مذهل، وسيساعد في دمج بياناته مع بعثات ناسا الأخرى لفهم أعمق للكون. لدينا الآن عمليا 102 خريطة جديدة للسماء، كل واحدة بطول موجي مختلف وتقدم معلومات فريدة عن الأجرام التي ترصدها".
يتميز SPHEREx بقدرته على الدوران حول الأرض 14.5 مرة يوميا، والتقاط نحو 3600 صورة على شريط دائري من السماء في كل دورة، ما يمنحه رؤية جديدة للفضاء مع حركة الأرض حول الشمس، ويستغرق الأمر حوالي ستة أشهر لتصوير السماء كاملة مرة واحدة.
ووصفت بيث فابينسكي، مديرة المشروع في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، التلسكوب بأنه يشبه روبيان فرس النبي في عالم التلسكوبات، لما يمتلكه من قدرة على رصد الألوان المتعددة ورؤية مساحة واسعة من الكون.
ويتيح هذا الكم الهائل من البيانات للعلماء قياس مسافات مئات الملايين من المجرات، وإنتاج خرائط ثلاثية الأبعاد غير مسبوقة للكون، بما يعزز فهم نشأة الكون وكيفية تغيره عبر الزمن حتى أصبح موطنا للبشر.
ويؤكد ديف غالاغر، مدير مختبر الدفع النفاث، أن: "SPHEREx مثال رائع على تحويل الأفكار الجريئة إلى واقع علمي، ويفتح آفاقا هائلة للاكتشافات المستقبلية".
وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود ناسا لجعل البيانات متاحة للعلماء والجمهور على حد سواء، لتعزيز البحث العلمي وتمكين المجتمع الدولي من الوصول إلى معلومات دقيقة وشاملة عن الكون. وتمثل هذه الخرائط أول رؤية حقيقية للسماء بألوان الأشعة تحت الحمراء، وتعد مصدرا مهما لدراسة النجوم والمجرات والغبار الكوني بشكل غير مسبوق.
