فتحوا علبة سلمون عمرها 50 عاماً فاكتشفوا مفاجأة مذهلة!

تحولت علبة سلمون منسية منذ سبعينيات القرن الماضي إلى نافذة غير متوقعة على تاريخ المحيطات، بعد أن عثر باحثون من جامعة واشنطن داخلها على طفيليات بحرية محفوظة بشكل مذهل رغم مرور نصف قرن على تعليبها.

وعندما فتح الباحثون علب سلمون منتهية الصلاحية منذ 50 عاماً، لم يتوقعوا ما وجدوه. داخل السلمون القديم، اكتشف العلماء طفيليات بحرية محفوظة بشكل مذهل، تحمل معلومات قيّمة عن صحة النظام البيئي للمحيطات قبل عقود. ما بدا مجرد طعام معلب منسي، تحول إلى نافذة علمية على تاريخ البحار، تكشف كيف تغيرت النظم البحرية على مدى نصف قرن.

هذا الاكتشاف الغريب كشف عن بيانات بيئية تعود لعقود، تساعد العلماء على فهم التغيرات التي طرأت على النظم البيئية البحرية عبر الزمن.

اكتشاف غير متوقع داخل علبة منتهية الصلاحية

أثناء فحص نحو 180 عينة من السلمون المعلب تمتد من عام 1979 إلى 2021، لاحظت الباحثتان ناتالي ماستيك وتشيلسي وود وجود ديدان الأنيساكيد، وهي طفيليات صغيرة لا يتجاوز طولها بوصة واحدة. المدهش أن هذه الديدان ظلت محفوظة بحالة ممتازة رغم مرور الزمن وتأثير الحرارة.

وعلى الرغم من مرور عقود على تعليب السلمون، تمكن الباحثون من دراسة الطفيليات بداخله، ما يشير إلى أن عملية التعليب حافظت على بعض المكونات البيولوجية رغم فقدان السمك صلاحيته للأكل. هذا يعني أن السلمون لم يكن متعفناً بالمعنى التقليدي، بل بقي محتفظًا بعناصره البيولوجية بشكل يسمح للعلماء باستخدامه كأرشيف طبيعي لفهم صحة النظام البيئي للمحيطات على مدى عقود.

تقول وود، التي نشرت نتائج البحث في مجلة علم البيئة والتطور، إن وجود هذه الديدان ليس علامة تلوث كما قد يُظن، بل إشارة إلى نظام بيئي صحي. فهذه الطفيليات تمر بدورة حياة معقدة تبدأ في الكريل، ثم تنتقل إلى أسماك مثل السلمون، قبل أن تكمل رحلتها في الثدييات البحرية، ما يجعلها مؤشراً بيولوجياً على توازن البيئة البحرية.

السلمون الذي روى قصة المحيط

تعود العينات إلى خليج ألاسكا وخليج بريستول، وشملت أربعة أنواع من السلمون: الشوم، الكوهو، الوردي، والسوكاي. ورغم أن التعليب عادةً ما يفسد المواد البيولوجية، إلا أن الباحثين تمكنوا من حساب أعداد الطفيليات لكل غرام من السمك، ما أتاح لهم تتبع تغيرها عبر العقود، وفقاً لموقع " dailygalaxy".

وأظهرت النتائج أن أنواعاً معينة من السلمون شهدت زيادة في أعداد الطفيليات، ما يشير إلى أن النظام البيئي قد يكون في حالة استقرار أو تعافٍ. بينما ظلت المستويات ثابتة لدى أنواع أخرى، ما فتح الباب أمام تساؤلات جديدة حول تفاعل الطفيليات مع الأنواع المختلفة.

علبة طعام تحولت إلى أرشيف للمحيط

يُظهر هذا البحث أن علب السلمون القديمة يمكن أن تكون "كبسولات زمنية" بيئية. فبدلاً من الاعتماد على عينات حديثة، يستطيع العلماء من خلالها تتبع تحولات طويلة الأمد في أعداد الكائنات والطفيليات البحرية، وفهم تأثير تغير المناخ على الأنظمة الحيوية.

ما بدأ كمجرد تفتيش في علبة منسية على رف مخزن تحول إلى اكتشاف علمي مذهل يروي فصولاً من تاريخ المحيطات ويمنح العلماء طريقة جديدة لدراسة الحياة البحرية.