"موتسويْدي"... الجوهرة التي وُلدت في أفريقيا لتدخل سجل أعظم اكتشافات القرن

في اكتشاف استثنائي يعيد تسليط الأضواء على بوتسوانا كإحدى أهم دول العالم في صناعة الألماس، أعلنت شركة لوكارا دايموند الكندية وشريكتها البلجيكية إتش بي أنتويرب عن العثور على ألماسة ضخمة في منجم كاروي شمال شرقي البلاد، تزن 2,488 قيراطا، أي أكثر من نصف كيلوغرام.

الماسة، التي أُطلق عليها اسم "موتسويْدي"، وتعني "نبع الماء" بلغة السيتسوانا المحلية، تُعد ثاني أكبر ماسة يتم اكتشافها في التاريخ بعد ماسة "كولينان" الشهيرة التي عُثر عليها في جنوب إفريقيا عام 1905، والتي بلغ وزنها 3,106 قراريط.

ووفقا للشركة المالكة، فإن هذا الحجر الخام النادر نُقل إلى مدينة أنتويرب البلجيكية، المركز العالمي لتجارة وصقل الألماس، حيث يخضع لتحليلات دقيقة لتحديد خصائصه الداخلية ومستوى نقائه، وهي خطوة أساسية قبل تقدير قيمته السوقية النهائية.

وتشير التقديرات الأولية إلى أن ثمنه قد يقترب من 100 مليون دولار أمريكي، تبعا لما يمكن استخراجه منه من أحجار مصقولة عالية الجودة.

وقالت مارغو دوكييه، المتحدثة باسم شركة HB Antwerp، إن الوقت لا يزال مبكرا لتحديد القيمة الحقيقية للماسة، مضيفةً: "تعتمد القيمة النهائية على جودة الأجزاء التي يمكن قطعها وصقلها، فكل عيب داخلي أو مستوى نقاء يغيّر بشكل جذري من السعر المتوقع".

ويُعد منجم كاروي أحد أبرز مواقع استخراج الألماس في العالم، إذ سبق أن شهد عام 2019 اكتشاف ثالث أكبر ماسة في التاريخ، وهي "سويْلو" التي بلغ وزنها 1,758 قيراطا، ومع ظهور "موتسويْدي"، يرسخ المنجم مكانته كأحد أعظم مواقع الاكتشافات الجيولوجية في العصر الحديث.

ويتوقع خبراء صناعة الألماس أن تثير الماسة الجديدة اهتمام المستثمرين وهواة الجمع حول العالم، فضلا عن المؤسسات الملكية والمتاحف الدولية.

ويقول محللون إن مصيرها قد يكون شبيها بماسة "كولينان"، التي قُطعت إلى عدة أحجار، من بينها "نجمة إفريقيا" التي تزين التاج الملكي البريطاني في برج لندن.

غير أن البعض لا يستبعد أن تنتهي الماسة في مجموعة خاصة أو ضمن مقتنيات إحدى الأسر الثرية، بالنظر إلى قيمتها التاريخية والجمالية الفريدة.

ويؤكد خبراء أن اكتشاف "موتسويْدي" يعزز مكانة بوتسوانا كأحد أهم منتجي الألماس في العالم، بفضل سياساتها المسؤولة في التعدين وشراكاتها الدولية القوية.

ويقول مراقبون إن هذا الاكتشاف ليس مجرد حدث اقتصادي، بل لحظة رمزية في تاريخ الجيولوجيا، إذ يعكس ما تحويه الأرض من كنوز قادرة على مفاجئة الإنسان بأعاجيبها النادرة.

وبينما يواصل الخبراء دراساتهم في أنتويرب لتحديد مصير الماسة، سواء بالبيع في مزاد، أو عرضها في متحف، أو الاحتفاظ بها في شكلها الخام، فإن المؤكد أنها دخلت سجل التاريخ كأحد أعظم كنوز الأرض المكتشفة في القرن الحادي والعشرين.