بحثوا عن بقايا الحرب فوجدوا ثروة.. كنوز ذهبية وفضية مدفونة منذ 1800 عام

في مشهد أشبه بروايات المغامرات، تحوّلت رحلة عادية لمجموعة من هواة البحث عن بقايا الحرب في بولندا إلى اكتشاف أثري مذهل. فبينما كانوا يمشطون الريف بأجهزة الكشف عن المعادن، لم يجدوا صواريخ قديمة فحسب، بل اكتشفوا كنوزاً مدفونة منذ أكثر من 1800 عام، تضم عملات ذهبية وفضية وقطعاً أثرية نادرة، لتعيد كتابة صفحات من التاريخ بطريقة غير متوقعة.

المجموعة، المعروفة باسم Denar Kalisz، تضم أصدقاء يمارسون هواية البحث بأجهزة الكشف عن المعادن منذ أكثر من عشرين عامًا في مدينة كاليش بوسط بولندا. وكان هدفهم الأصلي البحث عن صواريخ V-2 الألمانية من الحرب العالمية الثانية، لكن القدر أهدى لهم مفاجآت غير متوقعة.

في السابع من يونيو الماضي، اكتشف العضو هوبرت بياسيكي وعاءً طينياً مدفوناً يحتوي على أكثر من 630 قطعة أثرية، تشمل عملات فضية وسبائك بالإضافة إلى حُلي نادرة من العصور الوسطى. من بين العملات المكتشفة، نقود إنجليزية تعود إلى عهد الملك هارولد الأول، وأخرى ألمانية وتشيكية ومجرية، كما تبين أن بعضها مصنوع من فضة عالية النقاء.

بعد أسابيع قليلة، تكررت الصدفة المذهلة، إذ عثر العضو ميخال ماكوش على وعاء آخر مليء بالعملات الفضية، بينما جاء الاكتشاف الثالث ليزيد من الدهشة: قلادة ذهبية خالصة تزن 222 جرامًا يُعتقد أنها تعود إلى فترة النفوذ الروماني منذ نحو 1800 عام، عثر عليها العضو ماتيوش لاكوفيتش، وفقًا لصحيفة نيويورك بوست.

وصف رئيس المجموعة، برزيميسلاف كوروفيـاك، هذه الاكتشافات بأنها “مفاجآت سارة حولت الهواية إلى حدث وطني”، مؤكّدًا أن جميع القطع الأثرية تم تسليمها رسميًا إلى متحف منطقة كاليش لدراستها وعرضها. وأضاف: “كنا نبحث عن صواريخ فوجدنا كنوزًا من التاريخ. نحن فخورون بما أنجزناه، لأننا نُعيد كتابة أجزاء من التاريخ بطريقة غير متوقعة.”

هذه الاكتشافات لم تحظَ باهتمام محلي فحسب، بل جذبت متابعين من مختلف أنحاء العالم، خصوصًا جمهور أمريكي متزايد، ليبرز الدور المتنامي للهواة في الكشف عن تراث بولندا الغني.

ويأتي هذا الاكتشاف بعد سلسلة من الاكتشافات الأثرية المثيرة في بولندا، مثل العثور مؤخرا على مقبرة لفارس من النخبة في غدانسك أسفل محل لبيع المثلجات سابقًا، ما يعزز سمعة البلاد كأحد أغنى المواقع الأوروبية بالكنوز المدفونة.

القصة تؤكد أن الأرض ما تزال تخبئ أسرارها، وأن الفضول والشغف يمكن أن يحوّل رحلة بسيطة إلى حدث تاريخي عالمي.