تشير الحسابات الحديثة إلى أن ثروت كليوباترا ملكة مصر بلغت 95.8 مليار دولار أمريكي بأسعار اليوم، مما جعلها واحدة من أغنى نساء العالم.
إلى جانب هذه الثروة الضخمة كانت ملكة مصر تسيطر على إمدادات الحبوب في مصر، التي أصبحت فيما بعد سلة غذاء روما، وكانت تتمتع بإمكانية الوصول إلى خزائن الذهب المملوءة بالتجارة الدولية.
موّلت كليوباترا مشاريع يوليوس قيصر للحفاظ على سلطته وتوسيعها في روما، كما موّلت جزءاً كبيراً من حرب ماركوس أنطونيوس في بارثيا، ثم صراعه ضد أوكتافيان. عندما هزم أوكتافيان كليوباترا، استولى على مصر كملكية خاصة، واحتكر ثرواتها الطائلة وفق موقع thecollector.
كانت كليوباترا أول فرعون يُطبع قيمة العملة، وجعلت هذا ختماً ضماناً لقيمتها بدلاً من وزنها الذي انخفض سعره بشكل كبير، وعلى عكس أسلافها، لم تسك أي عملات ذهبية خلال حكمها.
اسم سطع عبر التاريخ
كانت الغالبية العظمى من ملكات مصر، اللواتي بلغ عددهن الآلاف، على الرغم من شهرتهن في جميع أنحاء أرضهن، غير معروفات إلى حد ما في العالم الخارجي، ومع انتهاء عصر السلالات وضياع الكتابة الهيروغليفية، نُسيت قصص الملكات ودُفنت آثارهن تحت رمال مصر، لكن كليوباترا عاشت في عصرٍ ذي ثقافةٍ عالية، وأثرت أفعالها على تشكيل الإمبراطورية الرومانية ؛ قصتها لا يمكن نسيانها.
كان أوكتافيان (الإمبراطور أغسطس المستقبلي) مصمماً على تسجيل التاريخ الروماني بطريقة تؤكد حقه في الحكم، ولتحقيق ذلك، نشر سيرته الذاتية وراقب السجلات الرسمية لروما، ولأن كليوباترا لعبت دوراً رئيسياً في صراعه على السلطة، فقد حُفظت قصتها كجزء لا يتجزأ من قصته.
نهاية مأساوية
يُعتقد على نطاق واسع أن كليوباترا ماتت منتحرة، إلا أن التفاصيل تختلف بين المؤرخين، فبعض الروايات تُشير إلى أن كليوباترا ماتت بسم أفعى مصرية، أو كوبرا مصرية، لدغتها وأصابتها بالعدوى، بينما يزعم آخرون أنها سممت نفسها بمادة سامة على دبوس شعر أو أداة حادة أخرى، إضافةً إلى ذلك، ثارت شكوكٌ حديثة حول ما إذا كانت كليوباترا قد قُتلت أم لا، أو ما إذا كان أوكتافيان قد تركها تموت منتحرة كطريقةٍ مُفضلة .
غموض يلف مكان دفنها
لا يزال اللغز المحيط بكليوباترا، آخر ملكات مصر، يأسر المؤرخين والجمهور على حد سواء، ورغم الجهود الحثيثة المبذولة على مر العقود، لا يزال مثواها الأخير مجهولاً، حيث يُرجح الكثيرون أنه يقع بالقرب من القصر الملكي بالإسكندرية. وقد دفع هذا اللغز علماء الآثار، ومنهم كاثلين مارتينيز، إلى الشروع في مهمة كشف النقاب عن قبر كليوباترا الغامض.
وقد أدت رحلة مارتينيز في الماضي إلى اكتشاف ميناء غارق في أعماق البحر الأبيض المتوسط. وقد وُثّق هذا المسعى الآسر في فيلم "السر الأخير لكليوباترا".

