مأساة رائد الفضاء السوفييتي فلاديمير كوماروف ، المعروف بـ"الرجل الذي سقط من الفضاء"، تعد من أكثر الحوادث المأساوية في تاريخ استكشاف الفضاء. صعد كوماروف على متن مركبة سويوز 1 في مهمة مزدوجة كانت تهدف إلى لقاء مركبة ثانية في المدار وإجراء جولة سير بين المركبتين، لكن المخاطر كانت واضحة منذ البداية. كشفت الفحوصات عن أكثر من 203 أعطال هيكلية، ومع ذلك، صعد كوماروف إلى مركبته وأُطلقت الرحلة الفضائية، ملتزمًا بواجبه رغم تحذيرات الأصدقاء.
بعد الإطلاق، تعطّل أحد الألواح الشمسية، ما أدى إلى نقص الطاقة، واستمرت المهمة أكثر من 24 ساعة، دار خلالها كوماروف حول الأرض 18 مرة. عند العودة، فشلت المظلة وصواريخ الهبوط، مما جعل المركبة تدور خارج السيطرة وسقطت بسرعة هائلة من ارتفاع 23,000 قدم، لتصطدم بالأرض بقوة كبيرة، محوّلة إياها عملياً إلى "نيزك قاتل" أدى إلى وفاة كوماروف على الفور.
في عام 1967، كان الاتحاد السوفييتي يحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيسه، ومع الفعاليات الأرضية الضخمة، تضمن الاحتفال أيضًا مغامرة فضائية طموحة انتهت بمأساة لم يكن أحد يتوقعها. رائد الفضاء فلاديمير كوماروف، المعروف لاحقًا بلقب "الرجل الذي سقط من الفضاء"، كان على متن مركبة سويوز 1 في مهمة مثيرة، لكنه لم يعد منها حيًا.
كانت الخطة إرسال مركبتين إلى المدار، بحيث تنطلق سويوز 1 أولاً وعلى متنها كوماروف، ثم تليها سويوز 2، لتلتقي المركبتان في الفضاء ويقوم رائدا الفضاء بجولة سير بين المركبتين. ومع ذلك، كانت التحذيرات كثيرة، فقد كشفت الفحوصات التي أجراها يوري غاغارين وفريقه عن أكثر من 203 مشكلات هيكلية في المركبة، بعض هذه الأعطال كان قد يؤدي إلى كارثة محتملة عند الإطلاق. تم إعداد مذكرة مفصلة تضم الأعطال، لكن أحدًا لم يقدمها إلى الزعيم ليونيد بريجنيف، ربما خوفًا من التداعيات السياسية والمأساوية.
حاول أصدقاء كوماروف إقناعه بعدم الإقلاع، مؤمنين أن رفض المهمة سيكون أقل تكلفة من الموت المحتم. لكن كوماروف، الملتزم بواجباته وروابط الصداقة مع غاغارين، رفض الانسحاب، مدركًا أن المهمة قد تنتهي بحياته. في لحظة حزينة ومروعة، صعد إلى المركبة، وأُطلق في الفضاء، ليبدأ سلسلة من الأحداث المأساوية عندما تعطل أحد الألواح الشمسية، ما أدى إلى نقص حاد في الطاقة.
استمرت المهمة أكثر من 24 ساعة، دار خلالها كوماروف حول الأرض 18 مرة، لكن عند محاولة العودة، فشل المظلة الرئيسية في الفتح على ارتفاع 23,000 قدم، مما أدى إلى سقوط المركبة بسرعة تصل إلى 140 كم/ساعة، وفق تقرير لصحيفة" Express".
وأمرت وكالة الفضاء بهبوطه، لكن كبسولته بدأت بالدوران، لم تكن لديه طريقة للتحكم في ارتفاعه ولم يتمكن من توجيه قاع المركبة الفضائية نحو الأرض، مما يعني أن مكابح الهبوط لم تستطع تخفيف الصدمة عند الاحتكاك، وبدلاً من ذلك، سقط رأساً على عقب واصطدم بالأرض بقوة نيزك يزن 2.8 طن.
تقول المصادر الغربية إن محطات الراديو الأمريكية في تركيا سجلت كلماته الأخيرة أثناء الهبوط: "هذه السفينة الشيطانية! لا شيء أضع يدي عليه يعمل بشكل صحيح"، وأطلق صرخات الغضب. وفي النسخ الرسمية السوفييتية، ذُكر أنه قال: "أشعر أنني في حالة ممتازة، كل شيء على ما يرام" ثم أضاف: "شكرًا، أخبر الجميع أن ذلك حدث".
بعد وفاته، نُظمت له جنازة رسمية ووضعت رفاته في الساحة الحمراء بموسكو تكريمًا له، تاركًا وراءه قصة مأساوية عن التضحية والشجاعة في مواجهة الموت، ومثالًا خالدًا على التحديات الكبيرة التي واجهها رواد الفضاء الأوائل.


