تعكس الدورة الجديدة من مهرجان العين للكتاب 2025 (الرابعة)، التزام مركز أبوظبي للغة العربية بتعزيز اللغة العربية، ودعم القراءة المستدامة، وتنمية المواهب لدى الجيل الجديد، ومواصلة رسالته في إثراء المجتمع بالمعرفة.
وفي هذا العام انضمت إلى مجتمع ناشري المهرجان 40 داراً تشارك للمرة الأولى، ما يضفي مزيداً من التنوع على الإصدارات التي يعرضها المهرجان، كما يمثل التعاون مع مجالس أبوظبي خطوة نوعية في تطوير البرامج الثقافية، إذ تتناول الجلسات قضايا اجتماعية وثقافية تتصل بالمجتمع، والهوية الوطنية، وتمكين الشباب، وتعزيز التواصل بين الأجيال.
وأكد الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، في حديثه لـ«البيان»، أن المركز يحرص سنوياً على تطوير المهرجان وابتكار برامج نوعية في مضامينه وفعالياته لتكريس تميزه، وقال: «يخصص برنامج «ليالي الشعر: الكلمة المغناة»، في هذا العام، جلسة للمواهب الشعرية من الأطفال والناشئة، بهدف تشجيع مواهبهم وتطويرها لتعميق ارتباطهم بالثقافة، كما أضيفت تجربة تفاعلية جديدة، تتمثل في برنامج «من عشانا»، إلى جانب التعاون مع مجالس أبوظبي «مدينة العين» لتقديم جلسات ثقافية توطد التواصل بين الأجيال.
ويطلق المهرجان في دورته الحالية مبادرة «على خطى المعرفة نجتمع»، بالتعاون مع نادي العين الرياضي، في سياق جهوده المتواصلة لدعم مبادرات تقترن بالشقين الصحي والثقافي، ومبادرة «اكتشف قصتك»، التي تشجع الصغار على القراءة بأسلوب غير مباشر. كما تشهد هذه الدورة الاحتفاء بالفائزين بجائزة «كنز الجيل» بدورتها الحالية، وتكريم الذين اجتازوا دورة «كتابة وإعداد الجلسات الحوارية»، التي نظمها المركز أخيراً».
وأضاف الدكتور علي بن تميم: «كما يقدم معرض الكتاب في المهرجان أكثر من 100 ألف عنوان في مختلف حقول المعرفة، بمشاركة أكثر من 220 ناشراً وعارضاً، يقدمون إصداراتهم في معظم حقول المعرفة، فضلاً عن إصدارات مشاريع المركز، وهي: مشروع إصدارات للنشر العربي، ومشروع كلمة للترجمة، وسلسلة البصائر، وغيرها من سلاسل متخصصة، ما يتيح لزوار المهرجان تجربة ثقافية قيّمة تضعهم أمام خيارات واسعة من المحتوى المعرفي الغني والمتجدد، بما فيه أحدث الإصدارات العربية والعالمية، وصولاً إلى تعزيز مكانة المهرجان وجهة ثقافية رائدة على مستوى الدولة والمنطقة».
واستعرض الدكتور علي بن تميم أهمية برنامج «ليالي الشعر: الكلمة المغناة»، ورؤاه، قائلاً: «نسعى عبر هذا البرنامج القيّم إلى إحياء التراث الشعبي، ونشره، والحفاظ على الهوية الوطنية، وترسيخها لدى الأجيال الجديدة، وتعزيز الارتباط بالماضي لفهم الحاضر، وتقديم قيمة تربوية وثقافية وجمالية عن طريق ربط التراث بالواقع المعاصر.
ويقدم البرنامج 8 جلسات تستضيف نحو 40 شاعراً وباحثاً وإعلامياً، منها ثلاث جلسات تستذكر ثلاثة من كبار الشعراء الشعبيين الإماراتيين، انطلاقاً من القيم التي تعزز الأصالة والوفاء للذين أخلصوا للشعر والتراث الشعبي، وتركوا بصمات خالدة، ومنها جلسات لمناقشة دور الشعر في تعزيز التماسك المجتمعي، ودور شعراء مدينة العين القدامى في إحياء الشعر، وتكريس القيم، وأمسيات شعرية تتناول الفنون الشعرية الأدائية، بمشاركة كوكبة شعراء يؤدونها، ويتحدثون حولها، للتعريف بمجالاتها وبيئاتها، كما يستضيف البرنامج فرقة فنون شعبية «حربية»، تقدم لوحاتها الماتعة».
وأشار علي بن تميم إلى أن المركز ينطلق من رؤية تهدف إلى دعم اللغة العربية، وتمكينها، ونشر التراث الثقافي العربي، بما فيه الموروث الشعبي في دولة الإمارات، والذي يشكّل رافداً مهماً للتراث الثقافي العربي، ما يدعم الحراك الثقافي، ويرسخ المعرفة بين أبناء المجتمع.
ومن أهداف المركز التي تترجمها فعاليات مهرجان العين للكتاب تحويله إلى منصة ثقافية تجمع المجتمع حول القراءة والإبداع والمعرفة، وتعزز مكانة العين وجهة ثقافية ومعرفية، إلى جانب هدف مهم، يتمثل في دعم المواهب الأدبية والفنية، خاصة لدى الأطفال والشباب، وتشجيعهم على القراءة كونها جزءاً من الحياة اليومية، لتنتقل المعرفة بين الأجيال، ما يتسق كلياً مع الحملة المجتمعية لدعم القراءة المستدامة التي أطلقها المركز مطلع العام الجاري، وتستمر إلى نهايته.
