بأسلوب يفيض خيالاً، ويستحضر عالم الطفولة وسعادة اللحظات البسيطة والمدهشة، استحوذ عرض «سلافا سنو شو» على إعجاب جمهور دبي مع بدايات عرضه على خشبة مسرح نيو كوفنت غاردن في مول الإمارات.
ويعد العرض تجربة مسرحية فريدة لا تفوت، إذ تجمع بين البهجة والخيال والحنين، وقد بدأت هذه العروض تجوب مسارح العالم قبل أكثر من ربع قرن، ليصل إلى دبي ويقدم العرض بنسخته الأصلية وسط حضور لافت من كافة الأعمار والجنسيات، فمع مثل هذه العروض التي تتجاوز حدود اللغة، معتمدة على الإشارات والإيماءات والحركات المدروسة بعناية، بالإضافة إلى الموسيقى والمؤثرات الصوتية الخاصة.
ومن العرض إلى الكواليس، جالت «البيان» لتحاور صناع العمل، حيث التقت بكل من ليز كوبس الرئيس التنفيذي لمجموعة برودواي انترتيمنت قروب، وسلافا بولونين مبتكر العمل، للحديث عن سر استمرار هذا العرض كل هذه الفترة الزمنية وقدرته على الاحتفاظ بسحره وأسر القلوب لعقود.
وقالت ليز كوبس: يُعد عرض «سلافا سنو شو» من الأعمال التي أسست لمفهوم المسرح التفاعلي قبل أن يصبح مصطلحاً رائجاً في عالم الإبداع المعاصر، فقد كسر الحواجز بين الخشبة والجمهور، ليقدّم تجربة غامرة تُشرك الحاضرين في عالم من الدهشة، لا مجرد عرضٍ يُشاهد من بعيد.
جاذبية
وأضافت: بعد أكثر من خمسةٍ وعشرين عاماً، لا يزال العمل يحتفظ بجاذبيته الأصيلة، إنه يُقدَّم اليوم بنفس الخيال والحرفية والعمق العاطفي الذي جعله ظاهرة عالمية، قطعة حيّة من تاريخ المسرح تتطور دون أن تفقد جذورها.
وحول خصوصية النسخة المقدَّمة في دبي، أوضحت أن النسخة المعروضة هنا هي نفس الأصلية وتحتفظ بجوهرها الفني، لكنها تستفيد من طابع مسرح نيو كوفنت غاردن الذي يمنح الجمهور تجربة أكثر قرباً وحميمية، وكأن العرض صمم خصيصاً لجمهور دبي الذي يزداد شغفاً بالمسرح عاماً بعد عام.
وأكد سلافا بولونين أن هذا العمل «رحلة داخل العاطفة الإنسانية»، مشيراً إلى أن سرّه يكمن في الفرح الجماعي الذي يولّده بين أعضاء الفريق والجمهور على حدٍّ سواء.
وقال: «كل مدينة تمنحنا شيئاً مختلفاً، ونحن نتعلم من ثقافات الجمهور في كل بلد نزوره، لكن دبي تظل مدينة استثنائية بمعمارها وروحها الدولية، جمهورها متنوّع ومنفتح، يمكنك أن تشعر بذلك من اللحظة الأولى»، أما عن جمهور دبي فأشار: «أعتقد أن بعض الحضور الذين شاهدونا سابقاً سيعودون مرة أخرى، وهذا أكثر ما يسعدني، فالعروض التي تُشاهَد مرتين تعني أنها تركت أثراً في القلب وهو ما نسعى له».
وأضاف: «إلى جانب ذلك، يعكس الحضور الجماهيري في دبي شغف المدينة المتنامي بالمسرح الحي، وترسيخها مكانةً ثقافيةً تجعلها إحدى أهم محطات العروض العالمية في المنطقة».
وعن طقوس الفريق يقول: لدينا عادات طريفة، إذا تأخر أحد المؤدين عن الوصول إلى المسرح، فعليه إحضار كعكة للجميع في اليوم التالي، نحاول أن نحتفل دائماً، ليس حسب التقويم، بل حسب المزاج، المهم أن نصعد إلى المسرح ونحن نشعر بالفرح.
مزيج
وأوضح بولونين أن العرض يعرف بقدرته على مزج التراجيديا بالكوميديا في صيغة تراجي كوميدية مدهشة تُعيد تعريف الضحك كحالة إنسانية عميقة، فهو يرى أن «المسرح مساحة للحلم، لا لتكرار الواقع»، ويؤمن أن «الدهشة أبسط أشكال الحكمة».
ومن يشاهد العرض يدرك أن «سلافا سنو شو» أكثر من مجرد عرضٍ ترفيهي، بل احتفاء بالخيال كقيمة إنسانية، يعيد للضحك معناه الأصيل كجسر بين البشر، وقد نال العرض إشادة واسعة خلال جولاته في أكثر من 80 دولة، وحقق نسب حضور قياسية تجاوزت 12 مليون مشاهد حول العالم، وحصد أكثر من 25 جائزة عالمية من بينها: جائزة لورانس أوليفييه لأفضل عرض ترفيهي في لندن، ودراما ديسك في نيويورك، إلى جانب ترشحه لجوائز توني على مسرح برودواي، وتريومف في روسيا.
وتناولت الصحافة العالمية نجاحه بلغةٍ لا تخلو من الدهشة، فوصفته صحيفة الجارديان بأنه «العرض المسرحي الأمتع على الإطلاق»، ورأت فيه ديلي تليجراف «إبداعاً مسرحياً نادراً لا يُفوّت»، بينما كتبت نيويورك تايمز أن «القلب يقفز فرحاً عند رؤية عرض سنو شو لما يحمله من جرعاتٍ من الضحك والسعادة».



